طرابلس: أكد مصطفي عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي ان مقررات مؤتمر المصالحة الوطنية الجاري غير ملزمة لليبيين ، لكنها استرشادية تستطيع الحكومة الليبية من خلالها اتخاذ بعض القرارت في بعض القوانين . واكد عبد الجليل ، في تصريحات خاصة لقناة "الجزيرة" اليوم السبت، ان هدف المؤتمر هو المصالحة الوطنية التي تسود جميع أرجاء البلاد الليبية من خلال الدين الاسلامي الذي يقودنا لذلك .
وقال ان المصالحة الوطنية تكرس من خلال المؤتمر الأول الذي عقد بجهود المجموعة الوطنية الاستشارية التي كان لها الدور الأكبر في الاعداد لهذا الملتقي وتجميع كل الشخصيات الهامة .
واضاف ان هناك دعوة لاحتواء الجميع ومصالحة وعفو عن المشاركين في الأعمال الإجرامية التي ارتكبت في عهد النظام السابق وخاصة كتائب القذافي ، لكن هناك جرائم تتعلق بالحقوق الشخصية كالأموال ، سوف يستثني العفو عنها بعد التصالح ورد تلك الأموال الي أهلها او الي الدولة .
وبخصوص من شاركوا في القتال مع معمر القذافي، قال عبد الجليل ان هناك توعان ممن شاركوا في القتال معه فهناك الجنود النظاميون الذين هم معنيون بأداء الأوامر ، وهناك نوع ممن تطوعوا في قتال الثوار وهذا الأمر سوف يتوقف العفو فيه علي مدي الدور الذي قام به هذا المتطوع من قتل الليبيين سواء كان مشاركة فعلية في القتل أم لا ، مضيفا ان كل ذلك سيكون في اطار القانون ، لكن ستكون المصالحة بعد الانصاف واعطاء كل ذي حق حقه ومعرفة الأمور التي ارتكبها ذلك المتطوع ، مؤكدا ان بعد هذه الاجراءات التي تتخذ ضده ستبدأ المصالحة من خلال العفو او التصالح مقابل مادي أو معنوي . ونفي مصطفي عبد الجليل انسحاب بعض أعضاء من المجلس الوطني الليبي احتجاجا علي تواجد طيف واحد في المؤتمر ، قائلا "ان هذا مؤتمر مصالحة وطني يضم كل أطياف المجتمع وكل أعضاء المجلس الوطني الليبي ، مؤكدا ان كل الليبيين يسعون الي المصالحة الوطنية بجميع الأطياف و انه لم ينسحب أحد من أعضاء المجلي الليبي .
وبخصوص السلاح المنتشر في طرابلس تحديدا في وقت شهد فيه تظاهرة تطالب بخروج المسلحين ، قال عبد الجليل ان الخطوة الأولي هي الاعلان عن استيعاب هؤلاء المقاتلين في الأمن الوطني وحرس الحدود، وستقرر مرتبات مجزية لهم مقابل قتالهم لسقوط القذافي ، مضيفا الي استيعابهم وعودة من أراد الي جبهات القتال ، وان الحكومة الليبية ستوفر لهم كل الضمانات الكافية لإعادة الأمن في المجتمع والعمل في الحفاظ علي جميع أرجاء البلاد .
وبخصوص امتثال المسلحين في طرابلس لتسليم سلاحهم ، أضاف عبد الجليل انه يتوقع ويعتقد عندما تعرض لهم المزايا والامتيازات التي تمكنهم من العيش بالحد الأدني ، انه معظمهم سينتسب لذلك ، موضحا انه علي يقين ان الليبين قادرون علي رسم مستقبلهم علي الشكل الذي يحقق مستقبل زاهر لكل الليبيين .
وبخصوص الجماعات المسلحة ،قال عبد الجليل ان السلطات الليبية تحطاط لكل الأمور خاصة ان ابناء معمر القذافي لم ينتهوا جميعا ، فهناك من يحاول ان يثير بين الحين والآخر بعض القلاقل في ليبيا ، لكن الحكومة الليبية ستقضي علي كل ذلك .
وبخصوص مصراته ، قال انه مدينة مناضلة ومقاتلة ضد كتائب القاذفي وكان لها دور فاعل في التصدي للقذافي بعدم انقسام ليبيا، مضيفا ان مصراته سوف يكون لها جزءا كبيرا في ليبيا الجديدة ، وان اهلها لا يبدون خطورة علي الأمن الوطني البلاد .
واضاف عبد الجليل بخصوص الحدود الليبيبة التونسية بسبب اطلاق النار بين مسلحين ان هناك بعض رموز القاذفي لا زالوا متواجدين اثارة الفتنة بين الشعبين التونسي والليبي .
واكد ان الليبين والتونسين أشقاء وازدادوا حبا بعدة اجتياز هذه الفترة العصيبة من في الثورة والتي استعاب الأخوة في تونس كل النازحين الليبين فيها ، موضحا ان كل ما يحدث علي الحدود هو فتنه وستنتهي قريبا .