طرابلس: دعا الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشعب الليبي الي الوحدة الوطنية والمصالحة ونبذ التفرقة ، مشددا في القوت ذاته انه لا يجوز للاختلاف ان يفرق بين الليبيين . وأعرب الشيخ القرضاوي اليوم السبت في افتتاح المؤتمر الوطني الأول للحوار والمصالحة في ليبيا عن سعادته البالغة لحضوره في ليبيا مع اخوانه من علماء الاتحاد لزيارة هذا البلد ، تلبية للدعوة لحضور مؤتمر يهدف الي المصالحة الوطنية التي تضع الأمن والأمان للبلاد ونهج طريق جديد يقود البلاد الي الحب والديمقراطية .
واضاف انه خلال جولته في ليبيا وجد في أهلها الطيبة والنخوة والإسلام والعروبة والوطنية في كل من راءاهم وكل من تلقوه ، مضيفا انه طلب من أمير قطر ان يزور ليبيا فسمح له يزورها لحضور هذا المؤتمر الذي ظاهره وباطنه الخير .
وفي اشارة منه الي أهل ليبيا ، قال ان الشعب الليبي الذي رفض العبودية الا لغير الله ورفض الذل والهوان ،فخرج مطالبا بالحرية الديمقراطية ورفض العودة الي الخلف وبدء عهدا جديدا اتسم بالخير والتحضر تحت مظلة الاسلام ، مضيفا ان زمن عبودية الرؤساء الذين طغوا في البلاد قد انتهي عهدهم وذهبوا كما ذهب من كان قبلهم .
وطالب الشعب الليبي ببدء صفحة جديدة تتسم بالتسامح والمصالحة ونشر الخير في كل أرجاء البلاد والعفو عند المقدرة لأن المسلمين يجب ان يتسامحوا فيما بينهم لإنشاء الديمقراطية وزرع الأمن والأمان في ليبيا .
وقال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لا يجوز للاختلاف بين الشعب ان يصبح تفرقا ، مشيرا الي ان العفو هنا له شروط ودرجات لأن هناك أناس ارتكبوا جرائم كثيرة ولا زالوا موجودين فيجب علينا ان نضع أمورا للمصالحات وأن نعفوا عنهم ، لكن لا نمكنهم من الحكم مرة ثانية ولا يجوز ذلك ، وانما نستبعدهم عن السلطة تماما ، قائلين "لهم انما نصالحكم فقط لكن علي ألا لا تحكمونا " .
واكد ان الجميع يريد مصالحة عادلة تؤتي كل ذي حق حقه وهو هذا هدف الرسالات السماوية التي جاءت بالعدل ، مطالبا الحكومة الحالية بالحكم بالعدل وان يقضوا في الناس بالعدل حتي تسود المصالحة بين الشعب الليبي ، قائلا " ان ليبيا تريد ان تبني مكانها حتي لواء الاسلام والشعب ".
بدوره ، شدد خالد العطية وزير الدولة القطري للشئون الخارجية اهتمام قطر بالاستقرار في ليبيا ، قائلا " نعم هناك مصلحة لقطر في ليبيا وهي ان يكون الشعب الليبي في رخاء واستقرار وسلامة " .
ومن جانبه ، قال رئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكيب ان الحكومة الانتقالية تولي أهمية قصوي لمشروع الحوار الوطني والمصالحة الوطنية وانها تبذل وستبذل كل ما بوسعها لدعمه بكل الوسائل الممكنة، متمنيا التوفيق في هذا المؤتمر .
ويأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل عن قرب صدور قانونين أحدهما للعدالة الانتقالية والأخر للعفو العام عن كل الجرائم في عهد النظام السابق.
ولفت عبد الجليل ، في كلمة له خلال الافتتاح ،إلى أن أهم شروط العفو فيما يتعلق بالمال العام والنفس والعرض هو المصالحة مع أهل ولي الدم أو صاحب الشأن أو رد المال العام.
وفيما أكد على أن كل الليبيين توّاقون للمصالحة أوضح أنهم قادرون على العفو والتسامح بشكل لم يسبق له مثيل طيلة كل العصور السابقة. ويشار إلى أن هذا المؤتمر الذي يحضره رئيس حزب النهضة التونسي راشد الغنوشي وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري ورئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي يهدف إلى وضع أسس ومعايير الحوار الوطني على أسس ديمقراطية لبناء دولة المؤسسات والقانون، والدعوة إلى المصالحة وتنظيم الجهود المبذولة حاليا بالخصوص. ويركز المشاركون في المؤتمر من جهاء وشيوخ وأعيان القبائل الليبية ورؤساء المجالس المحلية وعدد من الخبراء والمهتمين بالشؤون السياسية والجهات ذات العلاقة من مختلف أنحاء ليبيا التأكيد على اللحمة الوطنية من خلال تأسيس ركائز المصالحة الوطنية ، واستعادة هيبة الدولة وتأكيد سيادة القانون والتأكيد على أهمية دور الثوار في دعم الاستقرار الوطني. وسيتم خلال جلسات المؤتمر عرض ومناقشة ثلاثة أوراق مختلفة تتناول المحاور الرئيسية وهي، العدالة الانتقالية، المصالحة الوطنية، إدماج الثوار.