بهجت قرني: الانتخابات الحالية وجودية وهامة مصطفى السيد: الفوضى في المنطقة من "صنع عرب" بالأساس أستاذ العلوم السياسية: ترامب جزء من ظاهرة عالمية وكلينتون امتداد لسياسة أوباما ماجدة شاهين: السياسة الأمريكية لن تبحث عن مصر ينطلق الثلاثاء القادم ماراثون الانتخابات الأمريكية، بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب ومنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون لاختيار الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدةالأمريكية وسط حالة ترقب من العالم أجمع عمن سيخلف الرئيس الحالي باراك أوباما في البيت الأبيض وما تأثير ذلك على قضايا الشرق الأوسط الذي يعيش بلدانه على صفيح ساخن. "انتخابات وجودية تحدد ماهية أمريكا".. بهذا الوصف بدأ الدكتور بهجت قرني مدير منتدى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، مضيفا أن المجتمع الأمريكي يعاني الآن من حالة استقطاب حاد وتغيير كبير سيحدث له حتى إذا فازت كلينتون التي ترجح معظم النتائج فوزها. وأشار إلى أن نتائج المسوح بنسبة كبيرة تكون نتائجها غير دقيقة فتوقعت من قبل بعدم نجاح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الفوز بالمنصب للمرة الثالثة لكنه فاز، معتبرا أن النظام الأمريكي في أزمة وأيا كان الرئيس القسم فستكون شرعيته ناقصة. جاء ذلك في مؤتمر عقدته الجامعة الأمريكية بالقاهرة اليوم تحت عنوان "الانتخابات الأمريكية: هيلاري وترامب والشرق الأوسط" بحضور الدكتور بهجت قرني مدير منتدى الجامعة الأمريكية وأستاذ العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي بها والدكتور مصطفى السيد عضو هيئة التدريس بقسم العلوم السياسية بالجامعة والدكتورة ماجدة شاهين مديرة مركز الوليد بن طلال للدراسات والأبحاث الأمريكية. حالة مشابهة لمصر وقال "قرني" إن عددا من المواطنين الأمريكيين والمفكرين يرون أن الحال هناك مثلما حدث في مصر خلال انتخابات 2012 بين الفريق أحمد شفيق والرئيس الأسبق محمد مرسي، واصفا ترامب بأنه يعاني من النرجسية ويمثل الرأسمالية المتوحشة والبدائية في التفكير لكنه أيضا يحظى بدعم 40% من المجتمع هناك. وأضاف أن الفارق بين كلا المرشحين ضعيف لكن دونالد ترامب واضح بدرجة أكبر من اللازم وعنده جهل سياسي، على عكس الرئيس الحالي باراك أوباما الذي اعتقدنا أنه مناؤى لإسرائيل لكنه داعم لهم وقرر منحها نحو 38 مليار دولار في العشر سنوات المقبلة، موضحا أن أمريكا دفعت نحو 70 مليار دولار لمصر منذ اتفاقية السلام كامب ديفيد. هيلاري امتداد لأوباما من جانبه، قال الدكتور مصطفى كامل السيد عضو هيئة التدريس بقسم العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية إنه هيلاري كيلنتون هي استمرار لسياسة أوباما فلن يكون هناك أي تغيير في سياسة أوباما الخارجية إذا ما تولت كلينتون السلطة، معتبرا أنه لن يطرأ تغيرا في ملفي العراقوسوريا بإرسال قوات أمريكية إلى أي من البلدين. وأوضح أن كلينتون تحدثت خلال مناظرتها مع ترامب على احتمالية المطالبة بفرض حظر جوي على مناطق في سوريا وهي فكرة اعترض عليها أوباما لأن الوصول إلى اتفاق الحظر ينبغي موافقة روسيا ونظام الأسد وهو أمر صعب، معتبرا أنها يمكن أن تستخدم تلك الورقة في الضغط على الروس ودفعهم لتقديم تنازلات في مجال آخر. وأشار السيد إلى أن كلينتون ربما تسعى لحل القضية الفلسطينية ليس على نحو يحقق التطلعات الفلسطينية ولكن كل رئيس أمريكا عنده هذا الطموح في دخول التاريخ بحل هذه القضية، مضيفا أنها بكل تأكيد ستتولى وجهة النظر الإسرائيلية في حدود ما يسمح به نتنياهو وقد يكون هناك تحرك لكن ليس في السنة الأولى لها. وأضاف أنه يختلف مع السائد بأن أمريكا منفذة سياسة الفوضى الخلاقة في المنطقة العربية وأن العرب مسئولون عن أزماتهم معتبرا أن من صنع الفوضى في المنطقة هم عرب بالأساس سواء في سوريا أو العراق أو اليمن أو ليبيا فالخلافات بين أطراف هذه الدول هي التي سمحت للدول بأن تتدخل والمسئولية الأمريكية هي مسئولية غير مباشرة عن الأحداث. وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن التدخل في العراق أدى لظهور داعش وهذا لا يعني أن أمريكا هي من أنشأ التنظيم لكن الفوضى في المنطقة ليست من صنع قوى خارجية رغم أنها استفادت من أخطاء العرب المتكررة والمستمرة، مضيفا كيف يسود هذا الانقسام بين السعودية ومصر فكلا الدولتين في حاجة لبعضهما البعض وليسوا أعداء. ووصف الرئيس الحالي باراك أوباما بأنه أحدث تحول تاريخي في السياسة الأمريكية وهو أن مصالح أمريكا ليست في الشرق الأوسط وبدأت في الاستغناء عنه فهي لم تعد بحاجة لبترول المنطقة والسوق العالمي أمامها مفتوح، مضيفا أن إسرائيل الآن في أفضل وضع ممكن فالإرهاب في المنطقة لا يهددها. ترامب يعمق أزمات أمريكا وأشار السيد إلى أن ما يهدد أمريكا هو الإرهاب الداخلي فكل الأحداث الإرهابية التي حدثت بها لم تكن من وافدين عليها إنما من مواطنين أمريكيين وبالتالي فالشرق الأوسط لا يمثل خطرا عليها ومصالحها الأساسية في شرق آسيا، واصفا المرشح الديمقراطي دونالد ترامب بأنه جزء من ظاهرة عالمية. وأوضح أنه هناك ظاهرة لقادة عدد من الدول الذين يدغدغون مشاعر الجماهير بخطابهم ولم يكن لهم تجارب سياسية فكثير من مؤيدي ترامب لم يكن لهم دور في العملية السياسية واجتذب ترامب هؤلاء بخطابه الذي يتسم بالعمومية والعاطفية وهي ظاهرة ينتمي إليها رئيس المجر وحركات أخرى في فرنسا والنمسا وألمانيا. واعتبر أن ما يطرحه ترامب من حلول سيعمق من أزمات أمريكا فالدول يرتفع عجز ميزانيتها ويقترح هو في حالة فوزه لجوؤه لخفض الضرائب ما يعني زيادة عجز الموازنة ومخططه لزيادة الإنفاق العسكري ستتعطل بسبب عدم وجود موارد كافية كما أنه ضد مشروع التامين الصحي الذي طرحه أوباما. وقال إنه سيمثل عائق أمام إيران لأنه يرى أن إدارة أوباما أهدرت عشرات الملايين من الدولارات بعد الاتفاق مع إيران لكنه ليس لديه خيارا آخر فإلغاء الاتفاق يضر بالبلدين أو يعلن الحرب عليها وهو ما سترفضه القوات المسلحة أو أن يفرض عقوبات اقتصادية على إيران وكل هذه الخيارات مصيرها الفشل، أما عن سوريا فهو يرى أن ما يجري هناك هو حرب على الإرهاب ولن تتغير السياسة الأمريكية تجاهها. وعن ترامب وكلينتون وتعامل مصر مع الفائز من كلا المرشحين قال إن هيلاري كلينتون دائمة الحديث عن حقوق الإنسان وهي مسألة حساسة للحكومة المصرية كما أن التصور بأن أوباما هو من جاء بالإخوان المسلمين للحكم في مصر ما يجعل من دونالد ترامب هو المرشح المفضل لدى مصر. وقال الدكتور مصطفى السيد إن ترتيب البيت يبدأ من الداخل فيجب أن تكون صورتنا في العالم صورة مقبولة لكي نستطيع التعامل مع أي طرف، قائلا "نحن نسير ضد اتجاه العالم فالحديث عن حقوق الإنسان يعتبر كفر وكيف يكون آلاف المواطنين موجودون في السجن حبس احتياطي ومنهم مرضى أحدهم كان يدير موقع إسلام أون لاين-في إشارة للكاتب الصحفي هشام جعفر- موجود في السجن مريض دون تهمة وكذلك الأستاذ محمود الخضيري وهي مسألة بشعة" وأوضح أن مسألة حقوق الإنسان مهمة لقطاع فكيف يتم تعبئة كتاب الأهرام للرد على مقال في جريدة خاصة وهي "فورين أفيرز" وهذا تعبير عن ضعف الثقة في النفس فيجب علينا فهم العالم وأن نمتلك أدوات للضغط، مستدركا "أردوغان في إدارته للسياسة الخارجية أكثر نجاحا كثيرا من نجاحنا في سياساتنا". القضية الفلسطينية وقالت الدكتورة ماجدة شاهين مديرة مركز الوليد بن طلال للدراسات والأبحاث الأمريكية إن كلينتون خلال توليها وزارة الخارجية الأمريكية كانت صاحبة فكرة قصف ليبيا لتصحيح أخطاء إدارة زوجها في تخليه عن رواندا وما وقع من مأساة إنسانية بشعة فأرادت أن تتفادى هذا الخطأ والحرب وإنقاذ الشعب الليبي. وأوضحت لا أعتقد أن هناك دولة أخرى يمكن أن تتدخل في النزاع العربي الإسرائيلي ويكون لها القدرة على التأثير مثل مصر وهي ستكون خطورة لإعادة دور مصر وتسوية عاجلة للنزاع بقيادة أمريكية، مضيفة أن المنطقة لم تعد ضمن أولويات السياسة الأمريكية وهي لن تبحث عن مصر فمصر هي التي يجب أن تؤكد دورها في المنطقة مثلما حدث في كامب ديفيد وحرب الخليج الأولى فكان رد الفعل الأمريكي سخي وقدم لمصر المساعدات. ووصفت كلينتون بأنها ستكون امتداد لإدارة زوجها وربما تستعين بأسلوب إدارته للأزمة الاقتصادية ويمكن أن تولي أولوية مطلقة لتسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي الذي لم ينهيه زوجها وذلك على أساس حل الدولتين الذي وافقت عليه منذ ولاية زوجها لتثبت أقدام أمريكا في المنطقة كما أن إسرائيل لا ترى وسيط آخر غير أمريكا.