كشف حازم العتر، مدير تصوير بالتليفزيون المصري، الذي صور كواليس خطاب تنحي الرئيس السابق حسني مبارك، عن أن عبد اللطيف المناوي، رئيس قطاع الأخبار السابق، رفض ضغوط أنس الفقي بإذاعة بيان إقالة المشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع أثناء اندلاع أحدث ثورة 25 يناير، من منصبه وتكليف قائد الحرس الجمهوري، قبل إذاعة خطاب التنحي بنحو أربعة أيام. وقال العتر في حواره مع "بوابة الأهرام" : وقتها كان عبد اللطيف المناوي، رئيسا لقطاع الأخبار. وبحسب العتر، مارس أنس الفقي، وزير الإعلام في عهد الرئيس المخلوع، حسني مبارك، قدرا كبيرا من الضغط على المناوي، وصلت إلى حد أمره بالبقاء في مكتبه وعدم إصدار أية أوامر لتغطية أحداث الثورة، حتى جاءت اللحظة التى تصدي فيها المناوي، لتلك الضغوط برفضه إذاعة خطاب إقالة المشير محمد حسين طنطاوي، من منصبه وتكليف قائد الحرس الجمهوري.
وأوضح العتر أن قرار المناوي، برفض إذاعة خبر إقالة المشير، قلب الموازين داخل قطاع الأخبار، حيث أصبح المناوي على اتصال مباشرة باللواء إسماعيل عتمان، مدير إدارة الشئون المعنوية، وعضو المجلس الأعلي للشئون المعنوية، وأصبح له القرار في قطاع الأخبار بنقل أحداث الثورة وميدان التحرير ب"حيادية" تامة.
ويروي العتر، تفاصيل تصوير فيديو كواليس إذاعة خطاب التنحي يوم 11 فبراير قائلا: كنت في مبني التليفزيون منذ اليوم السابق لخطاب التنحي، وفى السادسة فجرا بدأت الاستغاثات من الاستديوهات بعدم وجود مصورين.
مشيرا إلى أن مبني التليفزيون كان محاصرا من الثوار لا عارفين نخرج ولا ندخل". وبعد صلاة الجمعة مباشرة دخل إلينا عبد اللطيف المناوي، وكان مقيما بشكل كامل بمكتبه بالقطاع لمدة 15 يوما، وقال لنا: "عاوزكم تتعاملوا مع الموقف بحرفية شديدة وتنقلوا الحقيقة بكل شفافية وبما يرضي الله..".
وأضاف: في الرابعة وخمس دقائق تقريبا، فوجئنا بتحركات غريبة في المبني، وقبل وصول اللواء إسماعيل عتمان، بنحو نصف ساعة جاءت لي تعليمات مباشرة من المناوي، ومعي ثلاثة مصورين، بالاستعداد بالكاميرات للتصوير بهدف توثيق الحدث، ولم يكن أحد على علم بما في الشريط الذي جاء به اللواء عتمان لإذاعته، إلا أن الجميع كان يتوقع حدثا يقلب البلد خصوصا أنها كانت الزيارة الأولى للواء عتمان، إلى مبني التليفزيون المصري منذ بداية الثورة.