تفصلنا ساعات عن عيد الأضحى المبارك، الذي اعتدنا استقابله بصوم العشر الأوائل منه، وتهيئة المنزل في أحسن حال، استعدادًا لاستقبال الأقارب. ويختلف الاحتفال بعيد الأضحى من بلد لآخر كلٌ حسب عاداته ومعتقداته الموروثة والتي يصل بعضها حد الخرافة.. وفيما يلي رصدٌ لأبرز مظاهر الاحتفال الغير مألوفة. ليبيا يحتفل الليبيون كسائر الشعوب الإسلامية بعيد الأضحى، بذبح الأضاحي تقربًا لله عز وجل، ويعتقدون أن المسلم يمتطي ظهر أضحيته ليدخل الجنة، كما يقومون ببعض التقاليد التي تخص الأضحية، مثل إعطاء الأضحية القليل من الماء لتشربه، ويحرق نوع معين من البخور يُدعى الجاوي، وتحفر حفرة بعيدة عن طريق المارة توضع فيها دماء الأضحية وترش بالكثير من الملح ثم تطمر، ويعتقدون أنها ستكون تجمع للجن، لذلك يتجنب الناس المرور من أماكن ذبح الأضحية. فلسطين اعتاد الفلسطينيون الذهاب لزيارة موتاهم وتقديم الطعام لهم، حيث يتركون أطباق اللحم على حافة المقابر، وكذلك الحلوى ليقوموا بعدها بالصلاة على أرواحهم. الأردن توارث الأردنيون تقليدًا يختلف عن كثير من الدول العربية والإسلامية، حيث يبرز اهتمامهم بتقديم "كعك العيد" طوال أيام العيد فلا يهتمون باللحمة قدر هتمامهم بالكعك، كما يفضلون صنعه بأنفسهم في المنازل. الجزائر يحتفل الجزائريون بتنظيم "مصارعة الكباش" قبل حلول عيد الأضحى وسط حشود من المشاهدين، ويفوز الكبش الذي يجبر الآخر على الانسحاب، وبالرغم من أن السلطات الحكومية لا ترحب بهذه العادة، إلا أنهم يتمسكون بتطبيقها كل عام. المغرب تعد من أغرب عادات لشعب المغربي في العيد، تلك العادة التي انتقلت إلى مصر، وهي غمس اليد في دماء الأضحية، أو شربها اعتقادًا أنها تمنع الحسد، وعقب الذبح يرمون الملح في المصارف وعلى الأرصفة أو ملء فم الخروف بالملح، علاوة على وضع الحنة على جبهة الخروف لطرد الجن. ويحتفظ البعض بمرارة الكبش في المنزل، ظنًا أنها تشفي الأمراض، كما ارتبط عيد الأضحى في المغرب بتعليق ملصقات إعلانية كبيرة لقروض "مغرية"، وتحمل هذه الملصقات صورًا لكباش حيث تتبارى شركات الإعلان في جذب الزبائن منها "اشتر خروف واحصل على دراجة هدية!". اليمن يحرص رب الأسرة مع الأولاد –دون الأم- على زيارة حمامات البخار الشعبية، وذلك قبل حلول العيد بيوم واحد، كما يقومون بترميم المنازل وطلاء القديم منها، وبعد صلاة العيد يتبادلون الزيارات العائلية، ثم الخروج للصيد بالأسلحة النارية لتعليم الأولاد "النيشان". البحرين يحتفل الأطفال بإلقاء أضحيتهم الصغيرة اللعبة في البحر مرددون أنشودة من التراث البحريني، "حية بيه راحت حية ويات حية على درب لحنينية عشيناك وغديناك وقطيناك لا تدعين على حلليني يا حيتي"، والحية بية عبارة عن حصيرة صغيرة الحجم مصنوعة من سعف النخيل ويتم زرعها بالحبوب مثل القمح والشعير، يعلقونها في منازلهم حتى تكبر وترتفع حتى يلقونها في البحر يوم وقفة عرفات، وتكون وجبة الغداء عبارة عن «الغوزي» لحم الضأن. الكويت في الكويت يطول الاحتفال بعيد الأضحى ليصل إلى سبعة أيام كاملة، فعقب صلاة العيد يجتمع كبير العائلة لاستقبال الأقارب، ويتم ذبح الأضحية ثم يجتمع الرجال في الديوان لتناول طعام العيد المكون من اللحم، ويتناولون حلوى "غزل البنات". تركيا في يوم وقفة عرفات بينما تجد أصوات الأضاحي تصدح هنا وهناك، ترى العائلات تتحضر بالحناء، كلا لتحنية أضحيته، وهناك من الأسر من يتوجه للمقابر في هذا اليوم حيث يتم تنظيفها وقراءة آيات من القرآن الكريم على روح المتوفى. ويعتبر طبق "صاج كاورما" وهو عبارة عن لحم مقطع مطهى مع السمن من أشهر الأكلات التركية في استقبال العيد الأضحى، هذا إلى جانب الحلويات والبقلاوة التي تقدم مع كوب الشاي التركي. الصين يحتفل مسلمو الصين بعيد الأضحى بالصلاة وتبادل المباركة، ولكن ذلك لا يمنع من أن لهم بعض الطقوس الغريبة في الاحتفال، ففي قومية "الويغور" في منطقة "شنغ ينغ" شمل غربي الصين، يقوم أحد ذكور العائلة المتكمكنين من ركوب الخيل، بامتطاء فرسه من بعيد ويتجه مسرعً نحو الأضحية؛ ليلتقطها ويحملها معه على الفرس دون السقوط. وبعد ذلك يقوم رجال العائلة بالاجتماع حول الأضحية ليقرأوا الأدعية وآيات قرآنية لمدة لا تقل عن خمس دقائق، ليقوم أحد الكبار أو شيخ الجامع بذبح الأضحية. باكستان يتم تزيين الأضحية قبل العيد بشهر كامل، كما يحرصون على صيام العشر الأول من ذي الحجة، ومن أهم الأكلات التي يتناولونها في العيد "لحم النحر" وهو الطبق الرئيسي في وجبة الغداء على مدار أيام العيد ولا يتناولون الحلوى في عيد الأضحى. إندونيسيا ولإندونيسيا أيضًا الحظ من العادات المختلفة عما اعتدناه في بلدنا، فلا يقوم الشعب الإندونيسي بذبح الأضاحي أمام المنازل أو بالطرقات كباقي الشعوب، بل تجمع أضاحي المنطقة الواحدة جميعًا ويتم ذبحها في ساحة المسجد أو في الساحات الأمامية أو الخلفية وسط جو من الاحتفالات الجماعية.