طهران: طالب وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي بضرورة إدخال تعديلات على المقترح الذي تقدمت به الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحصل إيران بموجبها فورا على وقود نووي لمفاعلها المخصص لأغراض بحثية في طهران مقابل تسليمها لليورانيوم منخفض التخصيب. ونقلت جريدة "القدس العربي" اللندنية عن متكي قوله في مقابلة مع صحيفة "زود دويتشه تسايتونج" الألمانية في عددها الصادر اليوم السبت" إيران تقبل من حيث المبدأ عملية تبادل اليورانيوم: نعتقد بأن هذه العملية ستسمح لنا بالدخول في جو جديد من الثقة ، ونؤكد موافقتنا على الاقتراح على أعلى مستوى وذلك من خلال رئيسنا وهذه نقطة هامة". غير أن متكي أشار إلي ضرورة تزامن عملية تسليم اليورانيوم المخصب مقابل اليورانيوم منخفض التخصيب وأن بلاده لن تقبل الانتظار للمدة الفاصلة بين تسليم إيران اليورانيوم منخفض التخصيب وتسلم اليورانيوم عالي التخصيب وهي المدة التي حددتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعام. وأشار متكي إلى تحسن المناخ الدبلوماسي في الأشهر الأخيرة وتوقع إمكانية التوصل لاتفاق نهائي بهذا الشأن ، قائلا" أهم نقطة هي توفر الإرادة السياسية لتبادل الوقود النووي ، من المهم أن يقوم الطرفان بخطوات لبناء الثقة، لدينا شعور بأن ذلك يحدث". ويقضي مشروع الاتفاق بأن ترسل ايران 70 في المئة من مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب الى الخارج، مقابل ان تحصل على وقود لمفاعل للابحاث الطبية. ويهدف هذا العرض الى التثبت من عدم استخدام إيران اليورانيوم لاهداف عسكرية. لكن طهران رفضت هذا العرض وطلبت تبادل تدريجيا وبكميات صغيرة لليورانيوم. وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لوح منذ أيام باستعداد بلاده للقبول بالصفقة التي تقدم بها المجتمع الدولي لإيران بشأن برنامجها النووي المثير للجدل والتي تقضي بإرسال إيران يورانيوم منخفض التخصيب لتخصيبه في الخارج ثم استخدامه لأغراض بحثية في مفاعلات نووية بطهران وهو ما اعتبره الكثيرون بمثابة تحول نوعي محتمل في موقف إيران. وأكدت طهران مرارا أن برنامج تخصيب اليورانيوم الذي تتبناه يخدم الأغراض السلمية البحتة في حين يخشى الغرب من استخدام إيران هذا اليورانيوم في تصنيع القنبلة النووية. في سياق متصل ، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن مجلس الأمن الدولي قد يناقش البرنامج النووي الإيراني "ما لم تتصرف إيران بشكل بناء" فيما يتعلق بالموضوع. وألمح لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيللي عقد في العاصمة الألمانية أمس الجمعة إلى أن روسيا قد تكون مستعدة لاتخاذ موقف اشد صرامة فيما يتعلق بإيران. وتواجه إيران احتمال فرض مجموعة رابعة من العقوبات ضدها بسبب تخصيب اليورانيوم الذي تعتقد الدول الغربية أنه سيستخدم لإنتاج أسلحة نووية، وهو ما تنفيه إيران وتقول إن برنامجها النووي يخدم أغراضا سلمية. يذكر أن الصين وروسيا كانت حتى الآن الأقل استعدادا من بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن لدعم فرض عقوبات جديدة على طهران، ولكن تعليقات روسية كتلك التي أدلى بها لافروف مؤخرا تشير إلى استعداد موسكو لتليين موقفها.