شدد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني على أن الحل السياسي للأزمة السورية، والذي طالما دعا له الأردن منذ سنوات هو السبيل الوحيد للخروج منها. وجاء ذلك خلال جلسة حوارية أدارها الدبلوماسي الأمريكي السابق وليام بيرنز ضمن الملتقى الاقتصادي المنعقد في مدينة (صن فالي) بولاية أيداهو الأمريكية، والتي تناولت أبرز القضايا الملحة على الساحتين الإقليمية، والدولية وفقا لوكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) اليوم السبت. وطالب العاهل الأردني بضرورة تكثيف التعاون الدولي في التعامل مع أزمة اللجوء السوري، والتي يتحمل الأردن أعباء متزايدة جراء استضافته نحو 3ر1 مليون سوري على أراضيه، وما يشكله ذلك من ضغوط على بنيته التحتية، وموارده المحدودة..داعيا إلى ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسئولياته في التعامل مع أزمة اللجوء السوري بوصفها أزمة إنسانية دولية. وتطرق العاهل الأردني إلى الأوضاع التي تمر بها بعض دول المنطقة خصوصا العراق، وليبيا، وسبل التعامل مع التحديات التي تواجهها لاسيما ما يتعلق بمحاربة التنظيمات الإرهابية، وفي مقدمتها عصابة داعش. وعرض رؤيته حيال الأزمات الإقليمية الراهنة، والسبل الكفيلة للحد من مخاطر هذه الأزمات ضمن حلول سياسية، مؤكدا مواقف الأردن الداعمة للجهود الدولية المبذولة لمكافحة خطر الإرهاب، وعصاباته وضمن استراتيجية شاملة للتعامل مع هذا الخطر باعتباره تهديدا رئيسا للأمن العالمي. وفيما يتعلق بالشأن المحلي..أكد ملك الأردن أن بلاده ورغم ما تواجهه من تحديات جراء الأزمات الإقليمية إلا أنها تسير وفق رؤية مستقبلية شاملة لا تعيقها أي ظروف، وتستهدف تعزيز مسيرة الإصلاح الشامل، وتحقيق التنمية المستدامة. وأشار إلى حزمة الخطوات، والتشريعات الإصلاحية التي أدخلها الأردن خلال السنوات القليلة الماضية، موضحا أن المملكة ستشهد خلال شهر سبتمبر المقبل انتخابات نيابية يتطلع الجميع من خلالها إلى تعزيز المسيرة الإصلاحية، وتحقيق المزيد من الإنجازات للوطن. وقد اجتمع الملك عبد الله الثاني، على هامش الملتقى، مع عدد من رجال الأعمال، ورؤساء كبريات الشركات الأمريكية، والدولية حيث جرى بحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي مع الأردن، كما تم استعراض أوجه الاستفادة من الفرص، والمزايا، والحوافز التي توفرها البيئة الاستثمارية في المملكة، وما ترتبط به من اتفاقيات مع عدد من الاقتصاديات العالمية. وجدير بالذكر أن ملتقى "صن فالي" الاقتصادي يعقد سنويا منذ العام 1983 بمشاركة قيادات سياسية، واقتصادية أمريكية، ودولية من مختلف دول العالم لمناقشة الشئون، والتحديات السياسية، والاقتصادية العالمية، وانعكاساتها.