افتتح وزير التربية والتعليم والتعليم الفني الدكتور الهلالي الشربيني، اليوم الثلاثاء، بالنيابة عن رئيس مجلس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، "المؤتمر القومي الأول للتكنولوجيين في مصر"، الذي ينظمه صندوق تطوير التعليم التابع لرئاسة مجلس الوزراء، بحضور أمين عام صندوق تطوير التعليم الدكتور عبد الوهاب غندور، ومدير مجمع التعليم التكنولوجي المتكامل بالأميرية الدكتور طارق عبد الملاك. وأكد الشربيني أن هذا المؤتمر يهدف إلى تعريف الجهات الحكومية المعنية والمؤسسات الصناعية بدرجة بكالوريوس التكنولوجيا التي تمنحها المجمعات التكنولوجية، وبالمسمى الوظيفي لحاملي هذه الدرجة الذين اكتسبوا المعارف والمهارات التي تحتاج إليها المؤسسات الصناعية بدرجة كبيرة، إلى جانب تعريف هؤلاء الخريجين بمتطلبات سوق العمل، وآليات الالتحاق به. وهنأ الوزير الحاضرين على اختيار مجمع التعليم التكنولوجي المتكامل بالأميرية ضمن أفضل عشرة مراكز للتعليم الفني والتكنولوجي على مستوى القارة الإفريقية؛ قائلًا إن هذا المركز هو إحدى ثمار مشروعات صندوق تطوير التعليم المتميزة التي أنشئت بالتعاون مع هيئة بيرسون إديكسل البريطانية (الشريك التعليمي الأجنبي)، وهو يُمثِّل نقلة نوعية في مستوى جودة التعليم الفني والتكنولوجي في مصر، الأمر الذي سينعكس بالضرورة على تغيير نظرة المجتمع إلى التعليم الفني في مصر. وأشار إلى أن وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني تسعى من جانبها للاستفادة من الخبرات المتراكمة في المجمعات التكنولوجية من خلال التعاون مع الصندوق لتطوير المدارس الفنية التي يبلغ عددها ألفي مدرسة بشكل تدريجي خلال السنوات المقبلة، لتغذية سوق العمل بالكوادر المهنية المؤهلة وفقًا للمعايير الأوروبية والدولية، للإشراف على خطوط الإنتاج والمواقع التنفيذية في شتى مجالات الصناعة والتشييد. وأضاف الشربيني أنه تم توقيع بروتوكول تعاون مع الصندوق لتطوير 27 مدرسة فنية خلال الفترة المقبلة كمرحلة أولى، لتكون نماذج للتطوير وفقًا للمعايير الأوروبية لمؤهلات التعليم الفني، وتكون نقطة البداية لتطوير باقي المدارس الفنية على مستوى الجمهورية. وأكد الوزير - خلال كلمته - أن تطوير التعليم الفني لابد أن يتم من خلال ربطه بمؤسسات الإنتاج، لأن المهارات التي يقدمها التعليم الفني يجب أن تكون هي نفس المهارات التي يحتاجها سوق العمل، لضمان توفير فرص عمل للخريجين. وقال إن سر نجاح تلك التجربة يكمن في تكاملها من خلال مركز نموذجي ديناميكي للتعليم الفني يلبي احتياجات سوق العمل، ويعمل على تعظيم الاستفادة من الإمكانات المادية والبشرية، بالإضافة إلى نقل الخبرة من المؤسسات العالمية في نفس المجال، ولعل من أهم مؤشرات نجاحها هو حصول بعض خريجي تلك المجمعات التكنولوجية على فرص عمل بالخارج، بالإضافة إلى مؤشرات أخرى أكثر وضوحًا تمثل شهادة نجاح دولية، تتمثل في مشاركة بعض الهيئات الأجنبية التي تمثل دول بريطانيا وإيطاليا وألمانيا بأموال في تلك المشروعات بعد نجاح التجربة الأولى. ولفت الشربيني إلى أن هذه التجربة تمثل فرصة سانحة لتبادل الخبرات مع الجهات الأجنبية المشاركة، ونشر الممارسات الجيدة لضمان جودة التعليم الفني، ودعم وتعزيز دوره، إلى جانب تحسين استجابة التعليم الفني لاحتياجات سوق العمل الحالية والمستقبلية، ليكون قاطرة للتقدم الصناعي، فضلا عن بناء شراكات جديدة على الصعيدين المحلي والدولي. ووجه وزير التربية والتعليم والتعليم الفني بتكامل رؤية كافة الأطراف المعنية بالعملية التعليمية والتدريبية والصناعية والخدمية مع الوزارة، لكي يستمر النجاح، وكسب وتعزيز الدعم المجتمعي له، من أجل تقديم تعليم فني وتكنولوجي عالي الجودة، والارتقاء بمستوى خريجي التعليم الفني، ومواكبة التقدم التكنولوجي والصناعي المتسارع. وأوضح أن وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني لا تألو جهدًا في سبيل توفير موارد بشرية متنامية القدرة والكفاءة، وعلى درجة عالية من الجودة والأخلاقيات المهنية تستجيب للاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للمجتمع المصري، بهوية لا تنفصل عن الاتجاهات العالمية، من أجل بناء مجتمع يقوم على التعلم، واقتصاد يقوم على المعرفة. وأكد الشربيني أنه انطلاقًا من ربط التعليم بالاستراتيجيات والخطط الاقتصادية والاجتماعية التنموية للدولة، واعتماد رؤية الوزارة في اعتبار التعليم ركيزة أساسية لتنمية المجتمع، سعت الوزارة إلى تطوير منظومة التعليم الفني، من خلال التعاون المثمر مع صندوق تطوير التعليم لتقديم خدمة تعليمية بمدارس التعليم الفني بمستوى من الجودة يتناسب مع المعايير العالمية، بما يسمح للخريجين بالإسهام الفعال في التنمية الاجتماعية والاقتصادية لبلادهم، وبالمنافسة إقليميا وعالميا، إلى جانب تلبية احتياجات سوق العمل المحلي والدولي كثافة وتنوعا وانتشارا.