بكين: صرح كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي سعيد جليلي اليوم الجمعة بأن إيران والصين تتفقان على أن العقوبات بحق طهران على خلفية برنامجها النووي لم تعد مجدية ، وذلك عقب اللقاءات التي أجراها مع المسئولين الصينيين في بكين. ونقل موقع قناة "العالم" الاخباري عن جليلي قوله خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الصيني يانج جيشي في بكين: "لقد أكدنا معا اثناء هذه المباحثات أن سلاح العقوبات فقد من نجاحته"، مضيفا: "إن طهران اعتادت على العقوبات وهي تمضي في برنامجها بإصرار" . ودعا المسئول الإيراني الدول الغربية إلى تغيير وسائلها الخاطئة والتوقف عن تهديد إيران، موضحًا "ان السلام والاستقرار الاقليمي والدولي واستقلال الشعوب ورخاء وأمن الشعوب ومعارضة التوجهات احادية الجانب، مؤشر للنظرة المشتركة بين إيران والصين تجاه القضايا المهمة والمتنوعة على الصعيد العالمي". وأضاف جليلي: "إن النظرة المشتركة لإيران والصين بشأن التطورات الدولية، توفر أرضية مناسبة لتطوير العلاقات بين البلدين على الصعد الاقليمية والدولية وتعزيز التعاون الاستراتيجي بينهما". وأكد بأن بعض القوى الكبرى، وخلافا لإيران والصين، تسعى فقط لبسط هيمنتها على الصعيد العالمي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية. وأشار جليلي إلى "ازدواجية بعض القوى الکبرى التي تقوم بتطوير الأسلحة النووية من جانب لكنها تمنع سائر الشعوب من الوصول إلى الطاقة النووية السلمية من جانب اخر" واكد قائلا: "ان افضل طريق لارساء السلام والأمن العالمي هو التنفيذ الكامل لمعاهدة "ان بي تي" ومنح الدول الاعضاء حقوقها الکاملة ازاء تنفيذ الواجبات الواردة في المعاهدة". من جانبه، أكد وزير الخارجية الصيني يانج جيشي ضرورة زيادة الجهود الدبلوماسية والتحلي بالمرونة حول البرنامج النووي الإيراني عبر الحوار والتفاوض. وقال جيشي: "اننا نولي اهمية فائقة للعلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية". من جانبه اشار كبير اعضاء مجلس الدولة الصيني في اللقاء إلى أهمية مکانة إيران وصرح قائلا: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تؤدي الان دورا مهما في القضايا الاقليمية والدولية. وكانت الولاياتالمتحدة قد أكدت هذا الأسبوع ان الصين قبلت الانخراط في "مفاوضات جدية" في الاممالمتحدة لتبني عقوبات جديدة غير ان بكين لم تؤكد هذا الخبر. والصين عضو دائم العضوية في مجلس الأمن وفي مجموعة الست (مع الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والمانيا) التي تفاوض إيران حول الملف النووي. ودعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما نظيره الصيني هو جينتاو إلى العمل معا للضغط على إيران من أجل التراجع عن طموحاتها النووية خلال مكالمة هاتفية استمرت ساعة مساء الخميس. ويقول البيت الابيض ان الرئيس أوباما "أكد اهمية العمل معا للتأكد من ان ايران تحترم التزاماتها الدولية." وكان البيت الابيض اعلن في وقت سابق انه تم الاتفاق مع الصين على التفاوض في الاممالمتحدة على احتمال فرض عقوبات جديدة على إيران، الامر الذي لم تؤكده بكين. وجددت الصين دعوة جميع الأطراف إلى "التحلي بالمرونة" وذلك اثناء اجتماع وزير خارجيتها مع سعيد جليلي الخميس ببكين، بحسب بيان للخارجية الصينية. واعرب أوباما الذي اتصل بنظيره الصيني من طائرته الرئاسية، عن ارتياحه لقرار الصين المشاركة في قمة الامن النووي منتصف أبريل / نيسان بواشنطن، معتبرا انها ستشكل "فرصة هامة لبحث المصلحة المشتركة في وقف الانتشار النووي والوقاية من الارهاب النووي."