طهران وبكين تتفقان على أن "العقوبات الدولية" لم تعد مجدية بريطانيا وألمانيا وفرنسا تؤكد عزمها فرض مزيد من العقوبات على الجمهورية الاسلامية أوباما أكد امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني سعيد جليلي ان العقوبات لن تمنع ايران من المضي في نشاطاتها النووية، فيما استعدت الدول الغربيةوواشنطن عبر سلسلة من المباحثات لفرض مزيد من العقوبات على طهران بشأن برنامجها النووي المثير للجدل، خلال اجتماع يعقد في واشنطن الشهر الجاري. فقد اجرى الرئيس الأمريكي باراك اوباما الجمعة مباحثات تليفونية مع الرئيس الصيني هو جينتاو دعاه فيها الى التعاون لحل ازمة ايران النووية، كما جرت مباحثات مماثلة بين المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ورئيس وزراء الصين. فيما اكدت بريطانيا وفرنسا عزمها فرض مزيد من العقوبات على ايران. وقال جليلي عقب لقائه وزير الخارجية الصيني يانج جيه تشي في بكين ان العقوبات لم تعد مجدية بالنسبة لبلاده على الاطلاق، وان طهران اعتادت على العقوبات وهي تمضي في برنامجها باصرار. ودعا المسؤول الايراني البلدان الغربية الى تغيير وسائلها الخاطئة والتوقف عن تهديد ايران. بدوره، اكد وزير الخارجية الصيني خلال لقائه جليلي ضرورة زيادة الجهود الدبلوماسية والتحلي بالمرونة حول البرنامج النووي الايراني عبر الحوار والتفاوض. في الوقت نفسه رحبت الولاياتالمتحدة بقرار الصين المشاركة في المحادثات بشأن فرض عقوبات جديدة على إيران، وقالت إن زيارة الرئيس الصيني للعاصمة واشنطن هذا الشهر من الممكن أن تمهد لإجراءات أكثر صرامة ضد طهران. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض بيل بيرتون إن الولاياتالمتحدة يسعدها أن الرئيس الصيني سيحضر قمة تشارك فيها عدة دول بشأن الأمن النووي في واشنطن هذا الشهر، ووصف الخطوة الصينية بأنها مهمة نحو وحدة عالمية للسير قدما نحو العقوبات. وأضاف أن مشاركة الصين في القمة تبين أن البلدين يستطيعان التعاون في قضايا حظر الانتشار النووي رغم الخلافات بينهما في قضايا أخرى. من جانبه قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بي جي كرولي إن "الصين أظهرت رغبة في أن تصبح مشاركا كاملا، ونحن نمضي في وضع تفاصيل ما سيتضمنه القرار". وفي بكين قال المتحدث باسم الخارجية الصينية إن بلاده ستواصل اتصالاتها مع كافة الأطراف المعنية من أجل التوصل إلى حل ملائم -عبر السبل الدبلوماسية- للخلاف حول الملف النووي الإيراني. في الوقت نفسه أكدت بريطانيا وألمانيا دعمهما لفرض مزيد من العقوبات على الجمهورية الإسلامية. وقالت السفيرة الأمريكية في الأممالمتحدة سوزان رايس إن بلادها وبريطانيا وفرنسا وروسيا وألمانيا اتفقت مع الصين على تشديد عقوباتٍ قال دبلوماسيون إن صياغة قرارها بدأت بالفعل. ورحب وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير -في لقاء مع نيويورك تايمز، معلقا على كلام رايس- بالتحول الصيني واعتبره "مفاجأة سارة"، لأن الحديث الآن عن الجوهر، حسب قوله، وإن ذكّر بأن "المفاوضات الجدية لم تبدأ". وقال مكتب المستشارة الألمانية -وبلادها عضوة في مجموعة الست التي تفاوض إيران- إنها بحثت الملف مطولا على الهاتف مع رئيس وزراء الصين. وأكد رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون وميركل، اللذان التقيا شمال غرب لندن، دعمهما تشديد العقوبات التي فرضت منها حتى الآن ثلاث حزم، دون أن تدفع إيران لوقف برنامج التخصيب الذي تؤكد أنه لأغراض سلمية وتقول دول غربية إنه لتصنيع قنبلة ذرية. وقال دبلوماسيون إن العقوبات باتت محتومة، ورجّحوا أن تشمل صانعي القرار في طهران ومصالح هذا البلد، لكن دون الإضرار جديا باقتصاد الصين والعلاقات الصينية الإيرانية المتعلقة بالطاقة. وتوقع جوو جيانجانج وهو دبلوماسي صيني سابق في إيران أن تقبل بلاده عقوبات أشد، لكن ليس شديدة جدا، بل تكون فقط تحذيرا رمزيا.