الهدوء يعم بشكيك واعلان الحداد الرسمي على ضحايا الاشتباكات آثار الاشتباكات بين المعارضة والأمن في بشكيك بشكيك: عاد الهدوء إلى شوارع العاصمة القرغيزية بشكيك اليوم الجمعة بعد اشتباكات ومظاهرات أجبرت الحكومة على الخروج من العاصمة . وقال مراسل قناة "الجزيرة" الاخبارية إن قوات الشرطة عادت إلى الشوارع بعد اتفاق بين الحكومة المؤقتة التي شكلتها المعارضة والأجهزة الأمنية. ومن جانبها ، أعلنت رئيسة الحكومة الانتقالية في قرغيزستان روزا أوتونباييفا أنه ليس من المقرر إجراء مفاوضات مع الرئيس المخلوع كرمان بك باكاييف. واتهمت أوتونباييفا في تصريحات للصحفيين الرئيس المخلوع بمحاولة العودة الى السلطة بعد الانتفاضة الدامية التي اطاحت به واوقعت 76 قتيلا. وأضافت "ما هي الشروط اللازمة ليستقيل بعد ان كان اكثر من الف مواطن ضحايا". واعلن الجمعة يوم حداد رسمي بسبب مقتل 75 شخصا ، وتجمع آلاف الأشخاص في ساحة بشكيك المركزية قبالة مقر الرئاسة والحكومة ، ووضعت الحشود باقات من الورد أمام سياج المبنى الذي أغلقت كافة منافذه والذي كان الفضوليون ومثيرو الشغب يدخلون اليه الخميس. وبدأت أول عمليات التشييع في العاصمة القرغيزية الجمعة. حماية الروس في غضون ذلك ، أعلن مكتب الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في بيان أن ميدفيديف أبلغ زعيم كازاخستان المجاورة بأن روسيا سوف ترسل "مجموعة من الجنود الروس" إلى قرغيزستان لحماية الروس هناك. ونقلت وكالات أنباء روسية عن رئيس أركان القوات المسلحة نيكولاي ماكاروف قوله إن ميدفيديف أمر بإرسال قوات مظلات لحماية العاملين في قاعدة "كانت" الجوية الروسية في الجمهورية السوفيتية السابقة. ونسبت وكالات أنباء حكومية إلى ماكاروف قوله "أتخذ الرئيس القرار بإرسال سريتين من المظليين". وأضاف "وصل نحو 150 جنديا إلى قاعدة كانت". وقال بيان الكرملين إن القوات ستوفر الأمن "لعائلات المواطنين الروس" في قرغيزستان وكذلك السفارة الروسية ومنشآت دبلوماسية أخرى. حل سلمي من جهتها، أكدت الولاياتالمتحدة اليوم الجمعة إجراءها مباحثات مع ممثلي الحكومة وقادة المعارضة المتنازعان على الحكم في قرغيزستان ، مشيرة الى انها تراقب الوضع عن كثب في البلاد. ونقلت وكالة الانباء الكويتية "كونا" عن مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون العلاقات العامة فيليب كرولي قوله: "نحن على اتصال مع وزراء وزعماء للمعارضة ولدينا رسالة واحدة لكليهما وهو البحث عن حل سلمي للموقف المشتعل هناك". واوضح كرولي أن مساعد وزيرة الخارجية بوب بلاك اجتمع صباح اليوم بوزير خارجية قرغيزستان سوابيدييف الذي يقوم بزيارة الى واشنطن حاليا وتم "ابلاغه بالغاء محادثات ثنائية كان من المقرر عقدها هذا الصباح". واضاف ان "ممثلنا الدبلوماسي في بشكك قابل زعيمة المعارضة روزا اوتونباييفا وحملها رسالة أمريكية تعبر عن رغبتنا في عودة الهدوء والالتزام بالمبادئ الديمقراطية". وأكد كرولي على اهتمام واشنطن "بأمن العاملين بالسفارة الأمريكية في بشكك وسلامتهم وبما تحمله تطورات الأوضاع هناك". ويذكر ان نجل رئيس قرغيزستان ماكسيم باقاييف المسؤول عن ملف المساعدات الأجنبية في حكومة والده متواجد في واشنطن حاليا في زيارة مخطط لها في السابق ولكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية قال "نعرف انه في واشنطن ولكننا لسنا على اتصال معه". في هذه الاثناء، أعلنت قيادة الناتو في أفغانستان استمرار تعليق العمل في القاعدة الجوية الأمريكية في قرغيزستان "نتيجة للاضطرابات السياسية التي تشهدها البلاد". وكانت الحكومة الانتقالية قد أعلنت في وقت سابق أن القاعدة الجوية الأمريكية، والتي تُعتبر حيوية بالنسبة للعمليات العسكرية لحلف شمال الاطلسي "الناتو" في أفغانستان، ستبقى مفتوحة. وقالت أوتونباييفا خلال مؤتمر صحافي: "ما من شيء سيتغير فيما يتعلق بالاتفاق الموقَّع بين بشكيك وواشنطن". وكانت الاحداث قد اندلعت حين حاولت الشرطة من دون جدوى تفريق المتظاهرين الذين تجمعوا امام مقر المعارضة الاربعاء، احتجاجا على الفساد وارتفاع الاسعار واعتقال قادة المعارضة ، ومع فشل الشرطة بتفريق المظاهرة اتخذ قرار فرض حالة الطوارىء . الا ان الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين استمرت مما أسفر عن مقتل 75 شخصا على الأقل ونحو 400 جريح ، فيما قالت المعارضة ان 100 شخص قتلوا. وفي وقت سابق قالت رئيسة الحكومة المؤقتة روزا أوتونباييفا إن حكومتها تولت سلطات الرئيس المخلوع باكييف، وأكدت سيطرتها التامة على الأوضاع في البلاد, معلنة عن خطة لتنظيم انتخابات رئاسية في البلاد خلال الأشهر الستة المقبلة، لكن باكييف أصدر بيانا رفض فيه الاستقالة ولكنه أبدى استعداده للتفاوض مع المعارضة، وقال إن البلاد على شفا كارثة إنسانية.