موسكو: عقد نواب وزراء خارجية دول مجموعة "بريكس" التي تضم روسيا والهند والصين والبرازيل وجمهورية جنوب افريقيا، اجتماعا في موسكو أمس الخميس تمت خلاله مناقشة الوضع في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا. وجاء في البيان المشترك الذي تم تبنيه في ختام اللقاء والذي نشر نصه في موقع الخارجية الروسية على الانترنت، ان السيناريو المقبول الوحيد لحل الازمة السورية هو بدء مفاوضات السلام فورا بمشاركة كافة الاطراف السياسية وفقا لما تنص عليه مبادرة الجامعة العربية، ومع الاخذ بعين الاعتبار المصالح الشرعية لجميع السوريين. كما جاء ايضا وجوب استبعاد اي شكل من اشكال التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لسوريا الذي لا يتماشي مع ميثاق الاممالمتحدة. وبخصوص الشأن الليبي أشار البيان الى انه في هذا السياق ينبغي دراسة ما حدث في ليبيا من اجل تحديد ما اذا كانت الخطوات التي تم القيام بها هناك تتطابق مع بنود قرارات مجلس الامن الدولي المعنية. واعرب المشاركون في الاجتماع عن تأييدهم لتطلع الشعب الليبي الى الديمقراطية على اساس الوفاق العام والحوار السياسي الوطني الشامل بمشاركة كافة فئات المجتمع الليبي فيه. كما اعادوا التأكيد على أهمية تعزيز الدور المحوري للامم المتحدة ومجلس الامن الدولي في ما يخص تسوية الوضع في مرحلة ما بعد النزاع في ليبيا واعمار البلاد. وفي هذا السياق شدد دبلوماسيو "بريكس" على أهمية اقامة بعثة الاممالمتحدة في ليبيا بهدف مراقبة المرحلة الانتقالية في البلاد. واشاروا بشكل خاص الى الحاجة للجهود المنسقة للمجتمع الدولي، بما في ذلك الاتحاد الافريقي، من اجل المساعدة على تجاوز آثار الحرب الاهلية المدمرة. كما جرى التأكيد على استعداد دول "بريكس" للمساهمة بقسطها في بناء ليبيا حرة وديمقراطية ومستقرة تستمر في التنمية. وفي سياق متصل ورد في البيان أيضا ان دول "بريكس" رحبت بالتوقيع على المبادرة الخليجية لنقل السلطة في اليمن الذي جري في الرياض خلال هذا الشهر. واعطت دول المجموعة تقييما عاليا للموقف البناء للاطراف اليمنية التي اظهرت المسؤولية والاهتمام بمصالح البلاد وشعبها. واشادت دول "بريكس" بجهود المجتمع الدولي وعبد اللطيف الزياني الامين العام لمجلس التعاون الخليجي وجمال بن عمر مبعوث الامين العام للامم المتحدة. كما دعا المشاركون في الاجتماع كافة القوى السياسية اليمنية الى بذل كل ما في وسعها لتحقيق ما تم الاتفاق عليه لنقل السلطة بطريقة سلمية. واعربوا عن رأيهم بان الموقف القائم على اساس الحوار بين السلطات والمعارضة في اليمن يمكن اتباعه فيما يتعلق بالاوضاع المماثلة في دول اخرى بالمنطقة. وفي الشأن الفلسطيني والاسرائيلي اعربت دول "بريكس" عن تأييدها لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية بهدف اقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة وقادرة على الاستمرار بحدود عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، كما رحبت عن تأييدها لتكثيف جهود رباعية الوسطاء الدوليين لتحقيق هذه الاهداف. واكدت "بريكس" دعمها للجهود الفلسطينية للحصول على العضوية في الاممالمتحدة. وتابعت تأكيدها أهمية المفاوضات المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين للتوصل الى التسوية النهائية، ودعتهم الى اتخاذ اجراءات بناء واستعادة الثقة المتبادلة وتهيئة الظروف اللازمة لاحياء المفاوضات مع الامتناع عن الخطوات الاحادية الجانب، وعلى وجه التحديد الاستيطان في الاراضي الفلسطينية. وشددت دول مجموعة "بريكس" بشكل خاص على دور مجلس الامن الدولي الذي يتحمل المسؤولية الكبرى عن الحفاظ على السلام والامن الدولي. كما اشارت الى ضرورة تمسك الجميع بشكل صارم بقرارات مجلس الامن الدولي، معربة عن رفضها للتدخل الخارجي في الشؤون السياسية الداخلية لدول الشرق الاوسط وشمال افريقيا.