التقى رئيس الجمهورية التركية السابق عبد الله جول مع نائب رئيس الوزراء السابق بولنت آرينتش في منزل الأخير بالعاصمة التركية أنقرة واستغرق اللقاء ساعتين ونصف الساعة، وحضره وزراء العدل والصناعة والتعليم السابقين سعد الدين آرغين، ونهاد آرغون، وحسين تشيليك على الترتيب. وذكرت صحيفة "حرييت" التركية في مقال لها اليوم الخميس، أن لقاء جول بمعارضي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جاء بعد مرور 24 ساعة من لقاءهما، الذي استغرق ثلاث ساعات، حيث أكدت مصادر موثوقة للصحيفة بأن جول تولى دور الوساطة بين الجانبين على إثر توتر وخلافات ظهرت عقب تكذيب آرينتش رئيس الجمهورية أردوغان حول الاتفاق الذي تم التوصل له بين قياديي حزب العدالة والتنمية والشعوب الديمقراطية الكردي في قصر "دولمة بهتشة" باسطنبول بعلم أردوغان، على عكس تصريحات الأخير التي أكد فيها عدم معرفته بهذا اللقاء أو الاتفاق. وتأتي تحركات جول بعد قيام آرينتش وتشيليك وآرغون وآرغين باستئجار مكتب في حي "أولوس" بوسط العاصمة أنقرة لاستخدامه لأغراض وأنشطة سياسية معارضة لأردوغان. وأوضحت الصحيفة في مقال لها نشر تحت عنوان "هل يعيد التاريخ نفسه؟" إشارة لتأسيس أردوغان وجول وآرينتش حزب العدالة والتنمية بعد انشقاقهم من حزب "الفضيلة" الذي أسسه رئيس الوزراء الإسلامي الراحل نجم الدين أربكان، أن هناك احتمالات لتشكيل حزب سياسي جديد بدلا من حزب العدالة والتنمية رغم صعوبة هذا الاحتمال للغاية بسبب عدم تقديم المعارضين داخل الحزب أي إشارة لتشكيل حركة سياسية إسلامية جديدة تهدف لهز مكانة أردوغان. وما يلفت النظر هو موقف رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو في متابعته عن كثب لكافة التطورات، حيث تقول الصحيفة إن داود أوغلو يتبع معركة تكتيكية ضد أردوغان والمعارضين بالحزب، فضلا عن متابعته التوازنات بالقصر الرئاسي، ومن ثم التحرك سواء إلى جانب المعارضة، أو لجانب أردوغان، ولكن على كل حال يصعب في الفترة الحالية تشكيل حركة سياسية إسلامية جديدة لتحل محل حزب العدالة والتنمية، الذي يقبع بالسلطة في البلاد منذ عام 2002.