حارس عرفات الشخصي ينفي تسميمه بالغذاء ويروي تفاصيل حياته اليومية ياسر عرفات رام الله: رجح الحارس الشخصي للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ان يكون التسمم الذي اصيب عرفات قبل وفاته عام 2004 لم يكن بسبب غذاء تناوله ، مشيرا الى انه كان يتناول نفس الغذاء قبل الرئيس بنحو نصف الى ثلاثة ارباع الساعة. ونقلت صحيفة "الحياة" اللندنية في عددها الصادر اليوم الأحد عن عماد ابو زكي (47 سنة) الذي لازم عرفات منذ عام 1988 حتى وفاته في مستشفى بيرسي العسكري في باريس في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2004 قوله: " ان عرفات كان قليل النوم كثير العمل". وتابع: "لم يكن يخلد الى النوم الا بعد ان يصلي الفجر، ليفيق من نومه في الصباح ما بين الثامنة والتاسعة، ليبدأ العمل من جديد. وبعد طعام الغداء كان يخلد للنوم لفترة تتراوح بين ساعة الى ساعتين ينهض بعدها ليكمل العمل حتى الفجر". وفي فترات الحصار التي تعرض لها منذ عام 2002 حتى رحيله عام 2004، يقول عماد إن عرفات "كان يستقبل ضيوفه وسلاحه الرشاش من نوع شتاير الأمريكي على مكتبه، فيما مسدسه الشخصي من نوع سميث 38 في حزامه". وحول اسباب المرض الغامض لذي اصاب عرفات قال ابو زكي: "الفرضية الرئيسة هي التسميم، لكن ليس عبر الغذاء لأننا كنا نأكل مع الرئيس نتناول الغذاء نفسه، وكنا نتناول الغذاء قبل الرئيس بنحو نصف الى ثلاثة ارباع الساعة. فرضية الغذاء مستبعدة لأننا لم نكن نسمح ان يأكل الرئيس من شيء لوحده". وتابع الحارس: "ذات مرة احضر له ضيف اجنبي علبة شوكولاته وفتحها وقدم للرئيس حبة منها عندها سارعت الى الإمساك بالعلبة وتوزيعها على الحرس امامه. كل علب الشوكولاته والعسل وغيرها من المأكولات التي كانت تصل الينا على شكل هدايا كنا نشاركه في تناولها ونوزعها على الحراس". وحول اصعب اللحظات في حياة ابو عمار قال الحارس: "اصعب اللحظات كانت لحظة سقوط الطائرة في الصحراء الليبية كانت الأحوال الجوية سيئة جدا زوابع رملية لا تتوقف وكان من المفروض ان تهبط طائرتنا في مطار على الحدود الليبية - السودانية للتزود بالوقود، لكننا لم نتمكن بفعل العواصف الرملية فانتقلنا الى مطار نهاري يقع على الحدود الليبية التشادية، لكن الوقود شارف على النفاد قبل الوصول فقام الطيارون بهبوط اضطراري في الصحراء على بعد نحو سبعين ميلاً من المطار". واشار ابو زكي الى ان الرئيس كان في الجزء الخلفي من الطائرة قائلا: "كنت أجلس على باب الطوارئ ومهتمي كانت أن أفتحه فورا لأنقذ الرئيس لكن عندما ارتطمت الطائرة في الأرض انشقت وألقي الرئيس الى خارج الطائرة مع مقعده. وجدنا الرئيس على مقعده خارج الطائرة، ابعدته عشرة أمطار الى الخلف وبدأنا بإطفاء الحريق الذي اشتعل في الطائرة. ووجدنا الرئيس يساعدنا في العمل وفي الاطمئنان على حياة الفريق، اذ تبين لنا ان الطيارين الثلاثة وهم، روماني واحد وفلسطينيان اثنان، توفوا في قمرة القيادة". وحول الفترة الأقسى في حياة الرئيس قال ابو زكي: "الفترة الاقسى كانت تحت الحصار الحصار استمر عامين وتعرضنا خلالها لأخطار حقيقية في الهجمات الإسرائيلية التي وصلت حتى مشارف مكتب الرئيس". واشار ابو زكي الى "ان عرفات لم يكن لديه وقت فراغ، كان وقته مليئا بالعمل وكان لديه بريد يومي كبير" ، واوضح ان غرفة الرئيس الراحل ياسر عرفات كانت غرفة متواضعة، لم تكن تحتوي سوى على سرير مفرد وخزانة ملابس، ومقعد ومكتب صغير، وسجادة صلاة ومصحف". واشار الى ان الرئيس كان يمضي وقته قبل النوم في قراءة القرآن ثم يخلد الى النوم ولم يكن يشاهد التليفزيون قائلا: "ذات مرة وضعنا له تليفزيون في غرفته لكن ذلك لم يعجبه، وبعد أيام طلب منا ان نخرجه من الغرفة. كان يفضل ان يقرأ الأخبار من الرسائل الإخبارية المتواصلة التي تصله تباعا من المكتب". وحول البدلة العسكرية والكوفيه التي كان يرتديها عرفات ،قال ابو زكي: "ان أبو عمار كان زاهدا في الدنيا كان يرتدي البدلات العسكرية فقط وعددها لديه عندما توفي اثنتان فقط. وكان لديه ثلاث كوفيات فقط. في السنوات الاخيرة للحصار، بدأت بدلاته في الاهتراء لكنه رفض استبدالها وعندما كانت تصاب بمزق كنا نرتقها له واحيانا كان يرتقها بنفسه. قبل الحصار كنا نرسل ملابسه الى الغسيل خارج المقر، لكن بعد الحصار اصبحنا نغسله بأيدينا".