افتتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان و الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة القطري، مساء أمس الأربعاء، معرض الدوحة الدولي السادس والعشرين للكتاب في مركز قطر الوطني للمؤتمرات. وقال أردوغان في مؤتمر صحفي: "يسير العام الثقافي التركي القطري بشكل ناجح، وسنواصل ونعزز علاقاتنا في السنوات المقبلة، كما أننا نولي أهمية بالغة لعلاقاتنا مع مجلس التعاون الخليجي". وكانت جامعة قطر قد منحت الرئيس التركي شهادة الدكتوراه الفخرية فيما رصدته عدسات الكامرات وهو يرفع شعار "رابعة" الذي يرمز إلى ما جرى بالميدان الشهير من قبل النظام الحاكم في مصر الآن تجاه معارضيه، وقد أكد أردوغان أنه يساند ودولته "كفاح الشعب المصري ضد الانقلاب" حسب وصفه . ويأتي تكريم أردوغان من قبل جامعة قطر في إطار احتفاء الدوحة برئيس الدولة التي تعد أهم حلفائها الاستراتيجيين في هذه المرحلة. مشاركة مميزة ويشهد معرض الدوحة مشاركة تركية فاعلة ب25ناشراً و9 فعاليات كبيرة وهي مشاركة غير عادية تبرهن على أن التنسيق الثقافي بين البلدين يرقى إلى أعلى المستويات. ومن المقرر أن يشارك أكثر من 427 دار نشر من مختلف أنحاء العالم فضلاً عن مشاركة نخبة من الكتاب والأدباء والمؤلفين في فعاليات المعرض. وتشتمل فعاليات المعرض العديد من الندوات الثقافية والأدبية والنقدية وأمسيات موسيقية وورش عمل. ويرأس الرئيس أردوغان خلال زيارته للدوحة وفداً رفيع المستوى، يضمُّ وزراء الداخلية والتعليم والمالية والبيئة والدفاع والمواصلات والنقل والثقافة والسياحة والاقتصاد وعدداً من رجال الأعمال. افتتح المعرض اليوم بحفلين؛ الأول للموسيقى الكلاسيكية، والثاني عرض قدّمه قارئ المقام العراقي حسين الأعظمي. وقد أقيم معرض كتاب تركي على هامش الحدث الرئيس، بمناسبة مرور مئة عام على معركة "غاليبولي"، التي هُزمت فيها بريطانيا وفرنسا إثر محاولتهما احتلال إسطنبول في الحرب العالمية الأولى. كما تُقام ندوة لمؤرّخين أتراك حول هذه المعركة. قرابة عشر ندوات تتعلّق بتركيا سيشهدها المعرض الذي يستمر حتى 12 كانون الأول/ ديسمبر الجاري. يوم الجُمعة، تُنظّم ندوة للباحثين التركيين ديريا أورس، وتوران كتراس، بعنوان "الأدب التركي من مولانا حتى اليوم". الأحد، تقيم مجموعة من الباحثين ندوة بعنوان "ماذا يقرأ الأطفال في تركيا؟"، إلى جانب محاضرة "القهوة والثقافة التركيتان". في السابع من الشهر الجاري، تقدّم الكاتبة نرمين مول أوغلو محاضرةً بعنوان "ما يجمع بين الأدب التركي والأدب العربي"، تليها مقاربة عربية للشعر التركي المعاصر، يقدّمها عبده وازن. في اليوم التالي، تُنظّم ندوة حول ترجمة الأدب التركي، ثمّ واحدة عن أثر الحكايات العربية في أدب الأطفال التركي. إنجازات الثقافة القطرية وقد أوضح الدكتور الكواري بهذا الخصوص أن الثقافة في قطر تم إيلاؤها أهمية خاصة، وحازت على عناية قل أن تحوزها الثقافة في أي مكان آخر، إذ إن محور الثقافة أساسي في رؤية قطر الوطنية 2030، لافتا أنها حققت إنجازات كبرى في عالمها في قطر على المستوى المحلي والعربي والعالمي، حيث إن عام 2010 كان نقطة تحول كبرى. وأضاف: «السنة الماضية حاز المعرض بشرف رعايته من لدن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد .. من جهة أخرى، ذكر وزير الثقافة والفنون والتراث أن هذا العام ترتبط قطر مع تركيا بفعالية العام الثقافي «قطر-تركيا 2015»، حيث إن العلاقات بين البلدين وطيدة في شتى المجالات وأن المجال الثقافي لا يقل أهمية عن باقي المجالات الأخرى، معربا عن سعادته بأن تكون تركيا ضيف شرف معرض الكتاب هذا العام. وأكد الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري أن المعرض لن يقتصر على الجانب التجاري للكتاب، وإنما يتخطاه إلى حضور مثقفين وكتاب وثقافيين ومبدعين من كافة أنحاء العالم، بما في ذلك توقيع إصدارات لأول مرة والالتقاء مع الناشرين وغيرهم، وإثارة المشاكل التي تعوق صناعة الكتاب، لافتا أن الكتاب الرقمي في وقتنا الحاضر أضحى يحتل مكانة مهمة لا تقل عن الكتاب الورقي، غير أن ذلك لم يقلل من الكتاب الورقي، وأن هذا الأمر الذي كان يتخوف منه البعض لم يحدث مطلقا، بل ازدهرت تجارة الكتب الورقية إلكترونيا. مشروعات مشتركة ووفق صحف قطرية، فقد أدت الفرقة التركية الموسيقية الكلاسيكية، مقاطع تراثية من أغانيها ورقصاتها، أمتعت بها الحضور الذي تابعها. وطاف الرئيس التركي، رفقة وزير الثقافة والفنون والتراث، على عدد من الأروقة التركية والقطرية، توّجت بتوقيع سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، لكتابه «على قدر أهل العزم.. سيرة فكرية» من إصدار دار بلومزبري، مؤسسة قطر للنشر، وإهدائه نسخة لضيف تركيا الكبير. ويشارك من تركيا 25 ناشرا في مجالات مختلفة، منها دور نشر تهتم بطباعة القرآن الكريم طباعة فاخرة، منها دار النشر «بيلنيت/BILNET» والتي سبق أن وقعت على مشاركة متميزة عامي 2010 و2012.تعتزم مطبعة بيلنيت، ترجمة الأدب التركي إلى العربية والإنجليزية وتقديمها للقارئ القطري والمقيم ومن دور النشر التركية المتميزة التي ازدان معرض الدوحة الدولي للكتاب بها، مشروع «TEDA» للترجمة. ويعد مشروع «TEDA» لدعم الترجمة من أهم مشاريع الثقافة في تركيا؛ إذ سيتعرف زوار المعرض على العديد من الأعمال التي تعود لمؤلفين أتراك تمت ترجمتها إلى أكثر من 50 لغة في مختلف أنحاء العالم؛ حيث تم تحقيق 715 مخطوطا، في الفترة ما بين 2005 و2010، وتم تداول 711 منها.