متحف يٌحيط به الأساطير ويتميز بمعمار فريد مُقتنيات فرعونية وإسلامية من العديد من البلدان حجرة وكرسي تسجلان كيف تتم عملية الولادة في الثلاثينات "بيت الكريتلية" ظهر في فيلم عالمي "بين البيوت القديمة قصص عن هموم الليل" تتناثر الكلمات والحكايات وتشم رائحة التاريخ الذكية ويبتهج قلبك وعيناك بأجمل ألوان وأشكال المعمار، بجوار مسجد أحمد بن طولون في السيدة زينب يقع "بيت الكريتلية" الذي أصبح متحفا مفتوحا للمقتنيات الخاصة الأثرية لآخر ساكنيه "جاير أندرسون". في جولة لشبكة الإعلام العربية " محيط" في المتحف تعرفنا على العديد من الأسرار والأساطير التي تحيط به. يتكون المتحف من بيتين يربط بينهم ممر صغير ويطلان على حديقة رائعة الأول بناه الحاج محمد بن الحاج سالم بن جلمام الجزار عام 1632 م وفي وقت لاحق سكنته سيدة يونانية من جزيرة كريت ولهذا اشتهر المنزل باسم بيت الكرتيلية، أما البيت الثاني ويعرف باسم بيت آمنه بنت سالم ضم اندرسون كلا من البيتين وكون منهما متحفا يعد من أهم الأثار الإسلامية النادرة والثمينة وتنتمي إلى العصر المملوكي والعثماني. البئر المسحور يحيط ببيت الكريتلية العديد من الأساطير الغريبة منها أن هذا البيت بني على "جبل شكر" الذي رست عليه سفينة نوح عليه السلام، وهناك أقاويل أخري تقول أن البير الذي يتواجد في حوش البيت يسيطر عليه السحر حيث أن الشخص الذي ينظر في مياهه يجد وجه الشخص الذي يحبه. في البداية يأخذك سلم صغير ليدور بك حول هذا المكان الفريد من نوعه الملئ بالغرف التي يوجد بها الفتارين لعرض المقتنيات الأثرية من سيوف تاريخية وخوذ للجيش ومنحوتات مختلفة الأشكال والألوان وكل منهم بجانبه لافته بها معلومات عن هذه المقتنيات. المتحف يتكون من 29 قاعة وكل منها تعد لوحة فنية خاصة لما تتميز به من التصميم المعماري الشرقي والتحف المختلفة، يحتوي المتحف على جناح "السلاملك" وهو لاستقبال الزاور، و"الحرملك" ويخص سيدات البيت، كما يوجد العديد من الغرف الأخري منها واحدة للقراءة وأخري تسمى الغرفة الفارسية وغرفة الأطفال التي توثق بناء القصر. وغرفة النوم الخاصة بأندرسون التي صممت على الطراز الفارسي بطريقة رائعة، وتحتوي على سريرين أحدهم خاص به وآخر صغير يقال أنه لخادم كان يرافق جير في نومه، ومن الأشياء المثيرة في هذا المتحف الغرفة السرية كانت يستخدمها السيدات لمشاهدة الحفلات دون أن يراهم أحد. تصميم فريد تتميز تصميمات الغرف بالجمال والأناقة والمصابيح المبهرة التي تزين أرجائها والمفروشات الغريقة والمشربيات الراقية -وهي شبابيك على الطراز الشرقي لها تصميم مميز- والأثاث الغني بالتصميمات والزخارف المبهرة التي يرجع تاريخها لفترة الحكم الإسلامي مع ديكورات مستوحاة من إيران والهند والصين وسوريا. كما يوجد غرفة معروفة بإسم "متحف البيت" وبها العديد من القطع الأثرية الفرعونية ومن ضمنها تابوت به مومياء ورأس نفرتيتي. حجرة الولادة وفي نهاية زيارتنا لبيت الكريتلية توقفنا أمام ساحة مليئة بأحواض من الحجر وحاويات سيراميك كبيرة لتخزين الحبوب وعلى يمينه حجرتين الأولى حجرة العرائس وتحتوي على فاترينة بها مجموعة من متعلقات النساء اليومية مثل أوان زجاجية مختلفة لحفظ عطورهن وبعض الأمشاط الخاصة بشعورهن وبعض الملاعق ومستلزمات أخرى للمنزل. أما الحجرة الأخرى خاصة بالولادة ويتواجد بها عرائس لأطفال ومجموعة نادرة لكراسي الولادة الخشبية ذات فتحة دائرية تسجل طريقة الولادة في ذلك الوقت، كما يوجد بها أيضا أداة خشبية صغيرة بشكل غريب يستخدم لختان الأطفال وقتها ودولاب من العاج به بعض التمائم لحفظ الأطفال. عشق مصر ولد جاير أندرسون في بريطانيا عام 1881م، وعمل طبيبا لجيش بلاده كما كان من بين ضباطه، استقر أندرسون بمصر منذ عام 1908م التي عشقها واعتبرها موطنه الثاني، حيث كتب في مذكراته المحفوظة بمتحف فيكتوريا والبرت بلندن"مصر احب الأرض إلى قلبي لذلك لم أفارقها لأني قضيت بها أسعد أيامي منذ مولدي". كان أندرسون متيما بالآثار من العصور المختلفة وقام بجمعها من عدد من البلدان وقت أن كانت تجارة الآثار مشروعة، اقتني جاير العديد من القطع النادرة وخاصة الإسلامية الذي احتفظ به في بيته الذي عاش فيه من 1935 حتي 1942. الذي وهبه للحكومة المصرية فيما بعد وأصبح متحفا مفتوحا بعد وفاته عام 1945، وقد منحه الملك فاروق لقب باشا سنة تقديرا له. وقد تهافتت السينما على هذا المنزل لجماله وعراقته وتم تصوير العدد من الأفلام به أهمهم منها فيلم جيمس بوند الجاسوس الذي أحبني The Spy Who Loved Me ، وشهد الملكة بطولة نادية الجندي وفريد شوقى.