عندما نزعت مصلحة التنظيم المصرية ملكيته سنة 1923 بهدف هدمه لتوسعة جامع أحمد بن طولان لم تكن تعلم انه سوف يصبح من أبرز معالم القاهرة الاثرية لذا آثار هذا القرار حفيظة لجنة الآثار العربية وبدأت استرداده وتطويره حتي جاء الميجور جايير اندرسون الذي يعمل ضابطا في جيش الاحتلال الانجليزي لمصر وطلب من لجنة الآثار منحه ذلك الاثر ليسكنه مقابل ان يقوم بفرشه بالكامل ووضع كل تحفه النادرة التي جمعها في حياته به علي أن يصبح البيت بوفاة اندرسون ملكاً لهيئة الآثار انه بيت «الكرتيلية» أو متحف «جايير اندرسون».. ويقع بيت الكرتيلية في ميدان أحمد بن طولون بحي السيدة زينب ويعد تحفة فنية في فن العمارة الاسلامية في العصرين المملوكي والعثماني فهو عبارة عن منزلين يربط بينهما قنطرة تسمي «ساباط» ودهاليز تؤدي للباب الشرقي لمسجد أحمد بن طولون المجاور له.. أنشئ احد البيتين عام 1540م والثاني 1631م وتعاقبت عليه السكن العائلات الثرية في القاهرة حتي آلت ملكيته إلي سيدة تسمي أمنة بنت سالم آخر سكانه وسمي بيت الكرتيلية نسبة إلي سيدة أخري كانت تسكنه من جزيرة كريت فنسب اليها وسمي بيت الكرتيلية. مقتنيات البيت يتكون بيت الكرتيلية من ثلاثة طوابق يؤدي اليها سلم علي يمين المدخل يوصل إلي غرفة كبيرة كانت تستخدم في استقبال الضيوف ذات واجهة ضخمة تفتح وسط المنزل ومحمولة علي عمود تسمح بمرور الهواء الرطب بسهولة في فصل الصيف ويشكل سقف الغرفة تحفة معمارية تتكون من اخشاب مزخرفة بزخارف نباتية وهندسية مذهبة وعلي الجوانب توجد دواليب حائطية وضع بها بعض الأواني الزجاجية التي تمتاز بدقة صنعتها وتمثل جزءاً كبيرا من مجموعة اندرسون الاثرية التي جمعها لوضعها في البيت.. ويضم البيت ايضا مجموعة اقنعة اندرسون الشخصية ومتعلقات زوجته وخادمه النوبي وغرفة نوم جايير والتي تعرف الحجرة بالفارسية وتحوي العديد من الآثار الايرانية بالاضافة إلي الغرفة التركية والتي تشمل جالونا ملكيا به تاج ملكي لا يعرف أصله ولوحة لمؤسس مصر الحديثة محمد علي رسمت بالزيت سنة 1806 بعد توليه حكم مصر بعام واحد. الحرير الصيني وأطلق اندرسون علي غرفة الطعام اسم حجرة الملكة «آن» تجاورها الغرفة الصينية ويوجد بها طقم جلوس من الحرير الصيني والغرفة الدمشفية المزخرفة بزخارف نباتية التي يغلب عليها اللون الوردي.. جمع جايير اندرسون مقتنيات هذا البيت بعناية ودقة فائقة من جميع دول العالم لذا فهو يمثل جامعا لحضارات متعددة بجانب عمارته الاسلامية المتميزة حيث تحوطه المشربيات الكبيرة في كل الجهات والتي يستطيع من خلالها اصحاب المنزل رؤية الصحن الرئيسي للبيت ومشاهدة كل ما يدور في الحارات المجاورة.. وأهم ما يميز البيت من الخارج السبيل الذي يلحق به حيث كان يملأ بالماء لسقي المارة وهو يختلف عن كل الاسبلة القديمة التي كانت تبني بجوار المباني الدينية أو الاضرحة والمقابر فقط بالاضافة الي كونه البيت الاثري الوحيد المفروش بالاساس والتحف النادرة فهو ذو قيمة عالية من ناحية الثقافية.