صدر مؤخرا عن دار نشر و توزيع المكتب العربي للمعارف القاهرة - مصر , كتاب الباحث في قضايا الإرهاب و الاستخبار العراقي جاسم محمد , بعنوان " مكافحة الإرهاب : الاستراتيجيات و السياسات , مواجهة المقاتلين الاجانب والدعاية " الجهادية " . ب 382 صفحة , ويعد هذا الكتاب واحدا من ضمن مجموعة كتب أصدرها الكاتب في مكافحة الإرهاب و الجماعات المتطرفة منها : " داعش : إعلان الدولة الإسلامية و الصراع علي البيعة " , " داعش و الجهاديون الجدد " يتناول الكتاب في الفصل الأول تعريف الإرهاب وقضية المقاتلين الاجانب، وتنقلهم ما بين دول أوربا وسورياوالعراق ، لغرض القتال الى جانب داعش هناك او تنفيذ عمليات إرهابية في دول أوربا والغرب. وناقش الكاتب في الفصل الأول درجة تهديد المقاتلين الأجانب علي الأمن القومي لدول أوربا بمختلف درجات خطورة المقاتلين العائدين، مع تفاصيل واحصائيات عن اعدادهم وخلفياتهم وطرق التجنيد واسباب التجنيد ودول تواجدهم بشكل بيانات واستقصاء وبوابات العبور الى سورياوالعراق عبر تركيا. وناقش الكاتب ايضا مشكلة تدفق المهاجرين اللاجئين عبر البحر المتوسط ومعابر حدودية اخرى، واكد بأن موضوع قوارب اللاجئين اصبحت تقلق أوربا ربما اكثر من داعش ، وانتقد الكاتب مواقف بعض الدول الأوربية بالتخلي عن التزامها القانوني والأخلاقي باستقبال وتأمين حماية اللاجئين، ويتوقع الباحث بأن هذه المشكلة سوف تتصدر اولويات دول الاتحاد الاوربي اكثر من غيرها. يبقى خطر المقاتلين الأجانب المنضمين الى تنظيم ما يسمى ب" الدولة الاسلامية " داعش قائما في أوربا من خلال الخلايا الفردية الذئاب المنفردة والدعاية " الجهادية " في استقطاب الشباب وشيطنة التنظيم الى الانترنيت ووسائل التواصل الاجتماعي . ناقش الباحث سبل مكافحة الارهاب استخباريا وتجفيف الأموال لهذه الجماعات واستعرض سياسات اوربية واممية واقليمية لمواجهة الارهاب. وناقش الكتاب موضوع المواجهة الالكترونية في ضد هذه الجماعات والتي اعتبرها الكاتب بانها لا تقل اهمية عن المواجهة العسكرية، وشدد على ان الانترنيت يعتبر المصدر الرئيسي لتجنيد المقاتلين الاجانب. انتقد الكاتب بعض سياسات دول أوربا بغض النظر عن نشاط هذه الجماعات وتسربها الى دول المنطقة وكذلك تفريخها في السجون الأوربية والتي تحولت الى شبكة عمل منظمة، وانتقد استراتيجية أوباما في مواجهة داعش. وناقش الباحث في الفصل الثاني ثقافة داعش والتي وصف فيها عناصر تنظيم " الدولة الاسلامية " داعش بالخوارج المارقين وتناول ممارسات التنظيم الدموية ابرزها ظاهرة قطع الرؤوس وحرق الجثث وظاهرة سبي النساء والأطفال الانتحاريين واعتماد المدارس والمناهج الداعشية وغسيل الدماغ وصناعة الكراهية. كما تناول الباحث في هذا الكتاب اوجه الشبه في السياسات الدموية لتنظيم داعش مع اجهزة استخبارات الانظمة الشمولية في المنطقة، القائمة على الاساس القمعي. ووصف الكاتب تنظيم داعش بأنه منظومة عسكرية وليس جماعة " جهادية ". الكتاب تناول ايضا السياسات الناقصة والخلط ما بين الحواضن والجماعات الارهابية، والتي زادت مشكلة الارهاب تعقيدا. تناول الباحث في الفصل الثالث من هذا الكتاب مجموعة القوانين الصادرة من بعض دول اوربا ودول عربية في المنطقة ابرزها : بريطانيا وفرنسا والمانيا ودولة الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر ودولة تونس والمملكة المغربية والمملكة الاردنية والعراق. استعرض الباحث ايضا مجموعة المؤتمرات وورش العمل التي عقدت بغرض مواجهة الارهاب خاصة خلال عام 2014-2015 ، فقد تناول الباحث القرارات الجديدة الصادرة في مواجهة الارهاب دوليا واقليميا . بحث الكاتب اوجه التعاون المعلوماتي والاستخباراتي بين الدول اقليميا ودوليا لمواجهة الارهاب في تعقب المطلوبين وغسيل الاموال. تناول هذا الفصل ايضا شهادات من مقاتلين اجانب خضعوا الى المحاكمات في دول أوربا اوسعها في المانيا، كشفت عن تورطهم مع تنظيم داعش وحقيقة التنظيم الدموية وكذب ادعاءاته وعبروا فيها عن ندمهم وخاطبوا الشباب بعدم التورط وتصديق هذه الجماعات. استعرض الكاتب في الفصل الرابع والاخير من هذا الكتاب السياسات المفتوحة الخاطئة والعلاقات السرية الاستخباراتية ما بين بعض الدول مع تنظيم " الدولة الاسلامية " داعش ويعتقد الكاتب بان الولاياتالمتحدة اغفلت راس داعش وتركته يتمدد في المنطقة وحملها مسؤولية محاربة الارهاب في المنطقة بسبب عدم وجود استراتيجية واضحة لمحاربة داعش، وما صدر من خطط اميركية لا تتعدى محاولة احتواء داعش وليس محاربته. ويحمل الكاتب تركيا المسؤولية ايضا بالتورط مع تنظيم داعش مباشرة واعتبر داعش حزاما امنيا لتركيا موازيا للمنطقة العازلة مع سوريا وكذلك مع العراق. واتهم الباحث تركياوالولاياتالمتحدة بإنتاج مشروع داعش البديل عن مشروع الاخوان المسلمون ووصف تنظيم " الدولة الاسلامية " داعش بأنه خرج من تحت سراديب الاستخبارات الغربية. وأكد الكاتب ان العمليات العسكرية التركية خلال شهر يوليو 2015 كانت تستهدف مقاتلة الاكراد وليس داعش، لتكشف عن حقيقة سياسة أردوغان. واختتم الكاتب بحقيقة بأن مكافحة الارهاب يجب ان تقوم على حزمة اصلاحات اقتصادية واجتماعية وتنموية الى جانب الخيار العسكري وانتهى الى القول الى ضرورة اتباع المواجهة الفكرية لهذه الجماعات الارهابية لكشف حقيقة الجماعات المتطرفة الارهابية وضرورة تبني الخطاب الاسلامي المعتدل