أكد السفير عمرو رمضان مندوب مصر الدائم لدي الأممالمتحدة بجنيف إن التحديات التي يمر بها أبناء الأراضي الفلسطينية والأراضي العربية الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي ، لا زالت في تصاعد منذ دورة مجلس حقوق الإنسان السابقة ، بل وشهدت الأيام القليلة الماضية وبالتزامن مع انعقاد هذه الدورة تعديات إسرائيلية غير مسبوقة على حرمة المسجد الأقصى ، حيث اقتحمت القوات الإسرائيلية المسجد القبلي بالأحذية وأطلقت الرصاص المطاطي وقنابل الغاز ضد المصلين فضلاً عن القنابل الحرارية لإحراق السجاد وتكسير النوافذ والأبواب وتدمير قطع التراث داخل المسجد التي تعود إلى ألف عام ، وإعلان المنطقة برمتها منطقة عسكرية يتولاها الجيش الإسرائيلي بمفرده ، ولم تقتصر الاعتداءات الإسرائيلية على ذلك بل قام وزير الزراعة الإسرائيلي باقتحام المسجد الأقصى وبرفقته مجموعة من المستوطنين. جاء ذلك في كلمة مصر التي ألقاها السفير عمرو رمضان أمام مجلس حقوق الإنسان بجنيف الذى ناقش فى جلسته العامة اليوم تحت البند السابع أوضاع حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة،وفقاً لما ذكرته وكالة أنباء الشرق الأوسط. وأضاف إن إسرائيل لا تحترم حرية العقيدة وحرية المسلم في ممارسة شعائره الدينية ، وتسعى للسيطرة على المسجد الأقصى وتقسميه زمانياً ومكانياً لفرض واقع جديد بدوافع سياسية توسعية وتطرف فكرى مُعنّف وبما يتناقض صراحة مع المادة 18 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي نصت على حق كل شخص في حرية التفكير والضمير والدين وبما يشمل حرية الإعراب عن ديانته وعقيدته بالتعليم والممارسة وإقامة الشعائر ومراعاتها سواء أكان ذلك سراً أم مع الجماعة. وتابع مندوب مصر إنه وكما يعلم الجميع فالمسجد الأقصى له مكانة خاصة لدى المسلمين ، فهو قبلتهم الأولى والمكان الذى صلى فيه الرسول (صلى الله عليه وسلم) بالأنبياء ، فالمسجد ليس للفلسطينيين وحسب ، وإنما لكل المسلمين فى أرجاء الأرض ، ورغم ذلك فهو المكان المقدس الوحيد في العالم الذى يتعرض لكل هذا القدر من الوحشية والتدنيس المتعمد ، ويظل مجلس حقوق الإنسان صامتاً لا يحرك ساكناً وكأنه ليس هناك انتهاك واضح وصارخ لحقوق الإنسان كما نصت كذلك المادة الثامنة عشر للعهد الدولي للحقوق السياسية والمدنية. ولفت السفير رمضان الى انه فى قطاع غزة يستمر تردى أوضاع حقوق الإنسان والأوضاع الإنسانية نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية المتكررة ، إضافة لحصار إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال المفروض منذ سنوات عديدة على القطاع ، كما تتواصل في ذات الوقت الممارسات الإسرائيلية غير الشرعية فى الضفة الغربيةالمحتلة بما في ذلك القدسالشرقيةالمحتلة ، خاصة خطط الاستيطان وهدم المنازل ومحاولات تغيير معالم القدس وهويتها الدينية ، وأيضاً الاحتجاز التعسفي للفلسطينيين في ظل أوضاع بالغة السوء ، وغير ذلك من انتهاكات متعددة لحقوق الإنسان ترتكبها السلطات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين. ونوه الى انه في ذات الوقت يستمر أيضا الاحتلال الإسرائيلي غير المشروع للجولان العربي السوري ولعدة مناطق في الأراضي اللبنانية ، وما يصاحب هذا الاحتلال من انتهاكات لحقوق الإنسان لشعوب هذه المناطق. وطالب مندوب مصر لدي الأممالمتحدة بجنيف مجلس حقوق الإنسان بأن يضطلع بمسئولياته الدولية في التعامل مع هذه الانتهاكات ، وما يصاحبها من وقائع الإفلات من العقاب وأن يبدى من الإرادة والتصميم الدولي ما يلزم لحمل إسرائيل على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية بما في ذلك قرارات هذا المجلس. وقال إنه لمن المخجل أن تكتفى بعض الدول بالإشارة في سطر واحد في بيانها تحت البند الرابع إلى تلك الانتهاكات الجسيمة والمستمرة وعدم إشارة البعض الآخر إليها مطلقاً ، وهو ما يفقدهم أي مصداقية عند تعاملهم مع حالات أخرى بالنظر لازدواجية المعايير والتغييب السياسي ، إلى حد أن طالب البعض بعدم قيام المجلس بالنظر في هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في سابقة هي الأولى من نوعها وتهدد وجود وشرعية هذا المجلس.