«شعبة القصابين»: تدهور الثروة الحيوانية السبب الرئيسى وراء ارتفاع أسعار اللحوم البلدية .. ولابد من معالجة أزمة استيراد 60% من غذائنا كشف محمد وهبه رئيس شعبة القصابين بغرفة القاهرة التجارية، عن أسباب ارتفاع أسعار اللحوم في مصر واتجاه المواطنين للمقاطعة بعد تدشين حملة "بلاها لحمة" والتى بدأت بمحافظات الصعيد ثم انتشرت بداخل أغلب المحافظات. وأكد "وهبه" في لقاء له مع دينا عبد الفتاح، عبر برنامجها "60 دقيقة مع دينا عبد الفتاح" على إذاعة راديو مصر، أن الارتفاع الجنونى الذى تشهده أسعار اللحوم خلال الفترة الحالية ليصل سعر الكيلو إلى 90 جنيه فى بعض المناطق داخل المحافظات يرجع بالأساس إلى تدهور الثروة الحيوانية المصرية، ولجوء الدولة للاعتماد على الاستيراد من السودان التى تمتلك مراعى طبيعية وثروة حيوانية ضخمة ومنماه بشكل طبيعى، ولذا تنخفض أسعار اللحوم السودانية لتصل إلى 38 جنيه للكيلو. وأضاف أن مصر لديها أزمة قائمة تحتاج إلى حلول عاجلة وتتمثل فى الاعتماد على استيراد 60% من غذائها الرئيسى بينما ينخفض الإنتاج المحلى إلى 40%، وهو ما يؤكد الحاجة الضرورية لتعزيز مواردنا الإنتاجية وخاصة إنتاج اللحوم من خلال تنمية الثروة الحيوانية المُهدرة. وألمح إلى الجهود التى تقوم بها وزارة التموين بالتعاون مع القوات المسلحة لتوفير اللحوم البلدية بالمنافذ الحكومية بأسعار مدعمة تصل إلى 40 جنيه للكيلو، مشيرا إلى أن إقبال المواطنين على شراء اللحوم عبر منافذ البيع الحكومية سيسهم فى تخفيض حدة أزمة الأسعار لدى المحال التجارية، كما لفت إلى ارتفاع الطلب على اللحوم البلدية نظرا لجودتها، وهو ما يمثل أيضا أزمة أخرى نتيجة تدهور الثروة الحيوانية، مؤكدا أن الفترة المقبلة ستشهد منع بيع البتلو والذى يمثل إهدار حقيقى للثروة الحيوانية. وفى سياق متصل، ألمح إلى أن مشروع البتلو والذى اهتمت به الدولة عام 1988 وكان يعمل على تنمية العجول الصغيرة وتسمينها بما يعزز نمو الثروة الحيوانية، ثم أوقفت الدولة العمل به سنة 1993 لصالح الإستيراد، ساهم فى تدمير الثروة الحيوانية وتناقص أعداد رؤوس الماشية والتى كانت تصل سنة 2000 إلى 11 مليون عجل بينهم 5 مليون عجل جاموسى و6 مليون عجل بقرى، وانخفض هذا الرقم ليصل إلى 90 مليون رأس عجل الآن. وأكد أنه توجه بمخاطبة وزير الزراعة الحالى الدكتور صلاح هلال، لإعادة تفعيل مشروع "البتلو" ومنع ذبحه بما يساهم فى تنمية الثرو الحيوانية التى تتآكل فى إطار ضعف تنمية الفلاح وإهدار تطوير المنظومة، لافتا إلى أن 85% من عوامل تنمية الثروة الحيوانية تقوم على تنمية الفلاحين وتطوير أوضاعهم. واستعدادا لعيد الأضحى المبارك، أكد رئيس شعبة القصابين، أن وزارة الزراعة تقوم خلال الفترة الحالية بطرح خراف الأضاحى بسعر 39 جنيه للكيلو وذلك عبر منافذها المخصصة للبيع، كما تطرح العجول بسعر 40 جنيه للكيلو، مشيرا إلى أن الأسعار التى تطرحها وزارة الزراعة ساهمت فى رفع أسعار بيع رؤوس الماشية المختلفة بأنواعها خراف وعجول بمحافظات الصعيد التى تمثل مرعى رئيسى لتنمية الثروة الحيوانية. وتابع: أن أسعار بيع الأضاحى ستشهد تباينا واضحا خلال الفترة المقبلة مع الإقتراب من حلول عيد الأضحى، ناصحا المواطنين بالعمل على شراء الأضاحى خلال الأيام الحالية وعدم الانتظار للأيام القليلة قبل حلول العيد والتى ترتفع فيها الأسعار. وأكد أنه على الرغم من توجه الدولة لاستيراد اللحوم من السودان لتوفيرها بالسوق المحلى وسد العجز القائم نتيجة ضعف الثروة الحيوانية، إلا أن السوق المحلية يشهد ارتفاعا فى الطلب على اللحوم البلدية بشكل رئيسى، وذلك فضلا عن حرص دول الخليج على استيراد اللحوم الكندوز والبتلو المصرية وذلك لجودتها وتميزها عن باقى أنواع اللحوم الأخرى، كما تحظى اللحوم البلدية بطلب مرتفع داخل الفنادق، الأمر الذى يؤكد ضرورة اهتمام الجهات الحكومية بإعادة النظر فى تنمية الثروة الحيوانية ووقف آليات إهدارها والعمل على مضاعفة الاستثمار فيها. وأجرت الإعلامية دينا عبد الفتاح إتصالا هاتفيا، مع مؤسس حملة "بلاها لحمة" بمحافظة أسوان ، محمد جاد، والذى أكد أن انطلاق حملة مقاطعة اللحوم بدأت بمحافظة أسوان بعد أن تم رصد ارتفاع أسعار اللحوم 4 مرات متتالية عقب انتهاء شهر رمضان الماضى لتصل إلى 90 جنيه للكيلو، وبدأت الحملة التى أسسها مجموعة من الشباب فى الظهور إعلاميا وتدشين صفحة خاصة على موقع التواصل الإجتماعى فيس بوك، ثم انتشرت وتشعبت بعدد من المحافظات الأخرى. وأضاف أن حملة المقاطعة تستهدف التصدى لسلوكيات الجشع والطمع والغش التجارى لدى بعض الجزارين، إلى جانب التطرق إلى الأزمات التى تواجه منظومة اللحوم بأكملها والتى تتضمن حلقات متعددة تشمل التاجر الوسيط وصغار المُربيين، فضلا عن أسعار الأعلاف واحتكار عمليات استيراد اللحوم الحية والمدبوحة لصالح بعض الشركات ورجال الأعمال، بهدف كشف منظومة الفساد التى تلقى بظلالها السلبية على أسعار اللحوم. وحول المردود الخاص بحملة مقاطعة اللحوم، أوضح "جاد" أن الحملة لاقت استجابة واسعة لدى شرائح عديدة من المواطنين بالمحافظات، وبخاصة أسوان وذلك بعد أن أعلن محافظ أسوان تضامنه مع الحملة وقام بعقد اجتماع مع الجزارين لبحث أزمة الارتفاع القائم فى الأسعار، كما أشار إلى أن انتشار الحملة بداخل المحافظات ساهم فى تحريك الأجهزة الرقابية للمراقبة على المحال التجارية والمذابح والجمعيات الاستهلاكية، حيث تأكد لدى الأجهزة الرقابية والجهات المسئولة أن غياب الدور الرقابى كان عاملا رئيسيا فى ارتفاع الأسعار وتزايد معدلات الغش التجارى. واقترح رئيس شعبة القصابين، قيام محافظى الصعيد بعقد اجتماعات مع الشباب لدراسة أزمة ارتفاع أسعار اللحوم، مع توفير قطعة أرض بالمحافظة لشباب الصعيد يتم استغلالها فى تربية رؤوس الماشية على أن يتم طرحها بالأسواق باسعار ملائمة لقدرة المواطن على الشراء. وأوضح أن تحفيز الشباب على مشروعات تربية رؤوس الماشية سيسهم فى تعزيز الثروة الحيوانية للدولة، وتوفير فرص عمل جديدة أمام شباب المحافظات التى تعانى من ندرة فرص العمل، فضلا عن مضاعفة الاستثمار بالثروة الحيوانية التى تحتاج إلى إعادة تنمية، فى مقابل تخفيض حجم استيراد اللحوم من الخارج لسد احتياجات السوق المحلية. وأشار إلى أن تراجع الاهتمام الحكومي بمنظومة الثروة الحيوانية تسبب في تردي أوضاع القصابين وانخفاض أعدادهم ليصل إلى 7500 جزار علي مستوي القاهرة الكبري من بينهم 4500 جزار يعملون في إطار المنظومة الرسمية للدولة بينما يعمل 3000 جزار بدون سجلات أو رخص رسمية، لافتا إلى أن تفاقم مشكلة الركود داخل السوق المحلية دفع لتخارج أعداد كبيرة من الجزارين من القطاع. وحول تباين أسعار اللحوم فى المناطق المختلفة، أوضح أن اسعار اللحوم تشهد اختلافا ما بين الأحياء الراقية والشعبية، مشيرا إلى أن مذابح اللحوم بداخل مناطق بهتيم ونما والبدرشين والوراق يصل سعر كيلو اللحوم بها إلى 54 جنيه فقط، بينما ترتفع أسعار الكندوز إلى 90 جنيه للكيلو، وتبدأ أسعار البتلو من 50 إلى 140 جنيه للكيلو، ولذا يلاحظ ارتفاع أسعار اللحوم بداخل بعض مناطق القاهرة الكبرى والجيزة وتليها محافظات الوجه البحرى، وتنخفض بشكل واضح لدى محافظات الصعيد والقرى الصغيرة.