أمسية استثنائية لوجه القمر عمر خيرت تناثرت فيها الألحان الساحرة وجاءت ضمن الدورة 33 لمهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية التى تحمل اسم كوكب الشرق أم كلثوم بمناسبة مرور 50 عاماً على رحيلها وتنظمها وزارة الثقافة ممثلة فى دار الأوبرا برئاسة د.علاء عبد السلام، ويديرها المايسترو تامر غنيم ونائبه المايسترو د.محمد الموجى. فى كل مرة يجلس فيها الموسيقار عمر خيرت أمام البيانو، لا يبحث عن لحن جديد بقدر ما يُصغى إلى صوت داخلى ينبع من تجربة إنسانية عاشها أو إحساس صادق تجاه الحياة بالنسبة له، الموسيقى ليست تأليفًا، بل ترجمة لنبض القلب وذاكرة الوطن، البداية من الإحساس لا من النوتة، ويقول عمر خيرت: «أنا لا أؤلف بمعنى الكلمة، بل أستمع لما تهمس به تجربة الحياة داخلى»، تلك الجملة تختصر فلسفته الفنية التى تقوم على أن اللحن يولد من المشاعر لا من الورق. منذ بداياته وهو يسعى لأن يكون صوته مختلفًا؛ فمزج بين الكلاسيكية العالمية والطابع الشرقى المصرى ليصنع هوية موسيقية خاصة لا تشبه أحدًا. ويرى خيرت أن الموسيقى ليست ترفًا أو متعة وقتية، بل حالة وجدانية تعيش داخل الإنسان، كما قال: «أعيش كل لحن كما يعيش الشاعر قصيدته الأولى، والموسيقى عندى ليست ترفًا، إنما وجدان وهوية»، ولهذا نجد فى ألحانه دفء التجربة وصدق الإحساس، سواء كانت فى أعماله السينمائية أو حفلاته التى تملأ القاعات بالجمهور من كل الأعمار. وفى حفلاته الدولية، يشعر خيرت بأن موسيقاه تؤدى دورًا وطنيًا قبل أن تكون فنيًا، فيقول: «فى كل عرض بالخارج أرى عيون الجمهور تنحنى احترامًا لمصر»، ويعتبر أن نجاح موسيقاه عالميًا هو انتصار لمصر وثقافتها ورسالة سلام من الفن المصرى إلى الشعوب. مؤكدا: «أرى فى النغمة وطنًا، وفى البيانو قلب مصر الحى، وكل نغمة أكتبها هى حوار صادق مع الوطن». هكذا وصف عمر خيرت علاقته بالموسيقى التى تحولت لديه إلى وسيلة للتعبير عن الانتماء والجمال الإنسانى، وعن الإصرار على أن تبقى مصر دائمًا منبع الإبداع، ويؤمن خيرت أن الطريق إلى النجاح يبدأ من الإخلاص والصدق فى الفن، وليس من الشهرة أو التصنع، ناصحًا الموسيقيين الشباب بالتمسك بالهوية المصرية والابتعاد عن التقليد.