مقالب قمامة وبرك مياه تحيط بمستشفى سرطان الأطفال خيم بيع " أحشاء الذبيحة " الأكثر شراء بدوران المستشفى مدير المستشفى: "المذبح "في غاية الخطورة على صحة المرضى والمسئول "محافظة القاهرة" محافظة القاهرة: المحلات موجودة بعلم الجهات الإدارية استشاري بيئة: أهالي المنطقة أكثر عرضة للمرض نداءات تعلو من وقت تروج لبيع «اللحوم».. أصوت وضجيج ترتفع من المقاهي والطاولات.. فُرشٌ مملوءة بالدماء.. مواشي تذبح في وسط الطريق.. رائحة أحشاء الذبيحة تفوح لتملأ المكان.. أكياس تمتلئ باللحوم وآخر بالكبدة، زحام وضجيج وأصوات تصاحب عمليات البيع والشراء، «فشه وكرشة وممبار وكوارع وعشش خراف».. كل ذلك تجده في جوار أكبر مستشفى دولي في مصر، متخصص لعلاج السرطان 57357. المستشفى كغيرها من المستشفىات تحتاج إلى محيط من الجو البيئي، والصحي المناسب الذي لا يؤثر على صحة المرضى، لكن مستشفى سرطان الأطفال، وبالرغم من أهميتها؛ إلا أنها تحاط بمكان قبلة للجراثيم التي تسبب الأمراض المختلفة. شبكة الإعلام العربية «محيط»، نفذت نزولاً ميدانيًا إلى المنطقة المحاذية للمستشفى، للوقوف على شكاوي المواطنين المرتفعة خلال الفترة الأخيرة. في البداية سألت عن مكان «المذبح القديم» المجاور للمستشفى، حتى أصل إليه، فظن المسؤول (طفل لا يتعدى عمره العشر سنوات يعمل سايس سيارات حول المستشفى)، أني قاصدًا إليه لشراء اللحوم، فدلني على المكان، ولم ينسى أن يقدم لي نصيحته: "لا تشتري لحوم من المذبح نهائيًا". سألته: لماذا؟ أجاب: سُمْعتها غير طيبة بين الأهالي في المنطقة، إضافة إلى أن الجزارين يضعون عليها مواد كيماوية وأدوات نفخ على "الكوارع ولحمة الرأس" التي تشتهر بها المنطقة هناك. فور وصولك إلى منطقة تسمى "المذبح" متاخم على المستشفى، فيه تنتشر محلات الجزارة، والسكاكين وخيم بيع الكوارع تبتعث منه روائح كريهة. مقالب القمامة متراكمة.. وحفر مليئة بدماء الذبيحة، تبتعث منها روائح كريهة، ليس ذلك فحسب.. بل أن هناك من يعمل يوميًا على حرق مخلفات الذبيحة أمام أكبر مستشفى دولي لعلاج أخبث الأمراض! يقول "أحمد عيد" مواطن يعمل سيارة "كارو، إن الأرض والمحلات تمتد حتى منطقة البساتين، ويطلق عليها المذبح القديم . وأشار إلى أن الأرض كانت أكبر بكثير من الوقت الحالي، لكنه أنتزع جزء كبير منها لبناء المستشفى ومسجد بجوارها، وهو ما يعني أن "المذبح" موجود من قبل تأسيس المستشفى. أما "سيد –ح" أحد الجزارين أشار إلى أن محلات الجزارة الموجودة في المذبح منذ سنوات، وليست جديدة، تُباع فيها أفخم أنواع اللحوم و"الكوارع" التي اشتهرت بها محلات السيدة زينب. وأضاف: أسعار اللحوم في متناول الجميع، وأغلب المحلات مملوكة للجزارين وأصحاب المنازل في المنطقة . الحاجة سماح السنان، "صاحبة خيمة بيع الكوارع"، تقول إنها تملك محلها منذ سنوات، وقبل أن يتم بناء مستشفى سرطان الأطفال، مشيرة إلى أن لها زبائن من جميع أنحاء مصر يأتون إليها لشراء معدات الذبح المصنوعة يدويًا وأدوات الشوي التي يتم تصنيعها داخل المحل الخاص. خطر على الأهالي وحول مدى تأثير ذلك على صحة أهل المنطقة والمستشفى وما في داخلها من مرضى وأطباء، يقول الدكتور حسن شحاتة استشار البيئة بجامعة الأزهر، إن "المسمط" ومحلات الجزارة ليس لها تأثير على المستشفى أو المرضى بالداخل، على اعتبار أن المستشفى معقمة، لكن آثارها فد تصيب الموجودين خارج المستشفى. وأوضح "شحاتة" في تصريحات خاصة لشبكة الإعلام العربية "محيط" أن حرق المخلفات والروائح الزائدة في المنطقة، تشكل خطرًا حقيقًا على الأهالي المقيمين في المنطقة، وقد تصيبهم بأمراض خطيرة . وطلب بضرورة تحسين الوضع البيئي للمنطقة المتاخمة بمستشفى سرطان الأطفال بمنطقة السيدة زينب، حتى يتناسب ذلك مع الوضع الجديد، لاسيما وأنها كانت من قبل عبارة عن حظائر للحيوانات ومحلات لبيع أحشاء وأجزاء من الذبائح وكانت تعاني من تلوث شديد نتيجة الدماء والمخلفات الحيوانية. داخل المستشفى وبدخول مستشفى (57357) لعلاج سرطان الأطفال، كانت الأجواء في الداخل مغايرة تماماً لما يحدث في الخارج، ألوان حوائط المستشفى تبعث بهجة ذات خامات جيدة. رأينا من الأهمية أن نشارك المواطنين الوافدين اضطراريًا إلى المستشفى عن الجو الصحي وما إن كان ذلك يمثل خطرًا لأولادهم. الحاج وليد السيد والد طفل يبلغ من العمر عشر سنوات، يشتكي من ورم في رجليه، يقول، إن نجله يعالج في المستشفى منذ 4 شهور، ويحصل على جرعة من العلاج الكيماوي كل شهر، يقيم في المستشفى لمدة 6 أيام فترة وهي الفترة التي يتعاط الجرعة ثم يعود لمنزله، ولا يشعر خلالها بضيق، لكن يتخوف أن يتضاعف حال ابنه من المنطقة أثناء زيارته للمستشفى بسبب الجو الملوث فيها. وهو نفس الحال مع شخص آخر يدعى "محمد" والد الطفل "زياد" 3 سنوات، من محافظة الشرقية، الذي بدا في حديثه متفائلٍ بشفاء ابنه. وقال إن ولده يعالج في المستشفى منذ مارس الماضي، وأنه يزور المستشفى شهريًا، مشيرًا إلى أن هذه آخر زيارة له، لكون ابنه سيتلقى آخر جرعة دوائية، وهي أمله بأن تقضي على مرض ابنه بشكل تام، لكنه أيضًا يشتكي من المنطقة المتاخمة للمستشفى. مسئولية المحافظة من جانبه، قال الدكتور شريف أبو النجا، مدير مستشفى 57357 لعلاج سرطان الأطفال، إن وجود هذا الكم الهائل من المذابح، تعد في غاية الخطورة على الصحة العامة، ويجب نقلها من المكان. غير أنه اعتبر أن ذلك يمثل إمبراطورية حقيقية، لم يستطع أحد نقل تلك "المذابح" من المكان، مؤكدًا أن ذلك من مسئولية محافظة القاهرة التي يجب عليها أن تهتم بالصحة العامة ونظافة القاهرة، أي كان المكان، بحسب قوله. ملك للأهالي لجأنا إلى الجهات المختصة، لنجد حلًا لتلك الكارثة البيئية، لكن السيد نصر نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية، قال إن أغلب المحلات الموجودة في محيط مستشفى سرطان الأطفال بالسيدة زينب ملكًا للأهالي، والبعض منها مرخص، وموجودة بعلم الجهات الإدارية. وأضاف في حديثة مع شبكة الإعلام العربية "محيط"، أن مخلفات القمامة الموجودة حول المستشفى تزال على مدار الساعة، وفي حال وجود أي شكوى من أي مواطن يتم التعامل معها مباشرة، على حد قوله. وأوضح نائب محافظ القاهرة، أن المنطقة المحاطة بها سوق شعبي في الأصل كانت للأهالي الموجودين فيها! لكنه في ختام حديثه طالب المواطنين بالإبلاغ فورًا عن ما اعتبرها "ممارسة خاطئة حول المستشفى".