شارك العشرات من الفلسطينيين، في قطاع غزة، صباح اليوم الأحد، في وقفة احتجاجية، أمام مقر تابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، غربي مدينة غزة، رفضاً لما قالوا إنه "تقليص" للمساعدات التي تقدمها الوكالة". ورفع المشاركون، خلال الوقفة التي دعت إلى تنظيمها "لجنة القوى الوطنية والإسلامية" (تجمع يضم الفصائل الفلسطينية)، واللجان الشعبية في مخيمات اللاجئين بغزة، لافتات ترفض تقليص المساعدات منها: "نطالب بحقوقنا المشروعة ولا نستجدي أحدا"، و"مساعدات أونروا حق وليس منّة"، و"تقليصات أونروا إلى أين ؟ .. ما الهدف ؟". وشاركت غالبية الفصائل الفلسطينية المهمة في الوقفة، ومنها: "فتح، وحماس، والجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية، والجبهة الديمقراطية، وحزب الشعب". وحذر طلال أبو ظريفة، القيادي في الجبهة الديمقراطية، من أن تقليص خدمات "أونروا" سيفجّر الأوضاع بمخيمات اللاجئين الفلسطينيين في كل أماكن تواجدهم. خطوة لتصفيتها وفي تصريح لوكالة "الأناضول" الإخبارية قال أبو ظريفة: "إن تقليص خدمات (أونروا) يعتبر خطوة أولى على طريق تصفية هذه المؤسسة الدولية التي تعتبر أحد الشهود على قضية اللاجئين الفلسطينيين التي يحاول الاحتلال طمسها". وأضاف: "جئنا لنوصل رسالة للمجتمع الدولي والدول المانحة بأن تصفية (أونروا) وتقليص خدماتها يعتبر خط أحمر بالنسبة للاجئين الفلسطينيين". وشدد على أن اللاجئين في كافة أماكن تواجدهم سيبقون متمسكين ب"أونروا" حتى يعودوا إلى ديارهم التي هجروا منها عام 1948. وطالب المجتمع الدولي، بسد العجز المالي في موازنة "أونروا"، والالتزام بالموازنات السنوية لها، حتى تستطيع هذه المؤسسة الدولية تقديم خدماتها الصحية والتعليمية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين. وتعاني وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" من أزمة مالية، هي الأشد منذ تأسيسها، تهدد بتأخر بدء العام الدراسي للطلبة المندرجين في سجلات مدارس الوكالة، حسب بيانات أصدرتها سابقًا. من جانبه، قال شحدة أبو مخيمر، أمين سر اللجنة الشعبية في مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة: إن "وكالة الغوث وجدت من أجل اللاجئين الفلسطينيين ويجب عليها أن توفر كافة الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية لهؤلاء اللاجئين حتى تنتهي قضيتهم". وأوضح أن تقليص "أونروا" لخدماتها خاصة فيما يتعلق بتأجيل بدء العام الدارسي لعدة أشهر، سيشكل خطورة كبيرة على العملية التعليمية ما قد يؤدي إلى انهيار قطاع التعليم في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين. وكانت الأممالمتحدة أعلنت الأسبوع الماضي في نيويورك، أن هناك احتمالات لإغلاق 700 مدرسة تعنى بتقديم خدمات تعليمية للاجئين الفلسطينيين في منطقة الشرق الأوسط، بسبب نقص الاعتمادات المالية. وأعلن المفوض العام للوكالة "بيير كراهينبول"، في مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة الأردنية، في 15 حزيران/ يوليو الماضي، وصول عجز الوكالة للعام الحالي إلى 101 مليون دولار. ووفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن عدد اللاجئين الفلسطينيين حتى نهاية عام 2013، وصل 5.9 مليون نسمة، يتوزعون على 58 مخيمًا، بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيمًا في لبنان، و19 مخيمًا في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة. وبحسب آخر إحصائية لوكالة الأونروا (في مايو/ أيار 2013)، فإن عدد اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، بلغ 2 مليون و124 ألفًا و628 لاجئًا، يعيش منهم 372 ألفًا و822 لاجئًا في 13 مخيمًا، فيما تنتشر الغالبية الباقية خارج المخيمات، وفي مختلف المدن والقرى الأردنية.