كنت شقي ووالدتي حبت تتخلص مني اكتشفتني أنعام الجريتلي عملت قبل يوسف شاهين بعشرة أعوام نفهم الدين بشكل خاطيء نظام مبارك مثل نظام الإخوان احترف التمثيل وهو في سن الطفولة.. ووقف أمام صرح فني مثل فاتن حمامة.. وأتقن فنون الغناء والرقص بجانب التمثيل.. ودرس الإخراج السينمائي وكتابة السيناريو في المعهد العالي للسينما الذي تخرج فيه مخرجا ورصيده في عالم الإخراج السينمائي فيلما واحد من تأليفه وإنتاجه هو "شباب على كف عفريت". تمرد على العمل مع المخرج الكبير يوسف شاهين بخلاف جيله من الفنانين اللذين تمنوا هذه الفرصة، وقرر التوقف عن العمل معه بعد مشاركته في فيلم "اليوم السادس" مع الفنانة الكبيرة داليدا.. الفنان محسن محي الدين الذي ابتعد عن الفن لفترة طويلة كان يدرس وقتها علوم الدين، وينتج ويألف الكارتون. عاد العام الماضي نجما مثلما ابتعد عن المجال الفني ليشارك في دراما رمضان الماضي بمسلسلين "المرافعة" و"فرق توقيت"، كما يشارك هذا العام في مسلسلين جديدين هما "أوراق التوت" و"زواج بالإكراه". حاورته "شبكة الإعلام العربية محيط" حول بداياته وسنوات الابتعاد ودراسته للدين الإسلامي، ثم العودة، وأيضا تطرقنا إلى الحديث عن حياته الشخصية وأدواره التي يجسدها في أعماله الجديدة، وإليكم الجزء الأول من الحوار: - كيف كانت البداية ودخولك أدوار البطولة بشكل مباشر؟ بدأت التمثيل عام 1967 في برامج الأطفال، ثم شاركت في مسلسل "فرصة العمر" أو "علي بيه مظهر" عام 1975، والذي نال شهرة كبيرة جدا مع الجمهور، ثم قدمت فيلم "أفواه وأرانب" ومن خلاله ترشحت لفيلم "إسكندرية ليه"، ودخلت بعدها معهد السينما قسم إخراج بعد هذا الفيلم. أما عن الطفولة فأنا كنت "شقي" جدا، وأقوم بتكسير "السراير" في البيت، فوالدتي "حبت" تتخلص مني، وكان لها أخ كبير رحمه الله كان يعمل كمهندس ديكور في التليفزيون؛ حيث تخرج من معهد الفنون المسرحية قسم ديكور وتعين في التليفزيون، وكان يقدم برنامج للأطفال في التليفزيون، فوالدتي قالت له "خده معاك في البرنامج خلصنا منه وخليه يفرح ويسكت ويهدى شوية"، وعندما شاركت معهم اكتشفوا موهبتي، ومدام أنعام الجريتلي هي من اكتشفتني، وفي عام 1967 شاركت في أوبريت مع الفنانة سعاد محمد؛ حيث كان يغني حولها أطفال ولم أكن أتحدث، وفي أوائل السبعينيات كنت في برنامج "يلا نغني" مع مدام أنعام الجريتلي في الفرقة. - لماذا لم تلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وفضلت الالتحاق بقسم الإخراج في معهد السينما رغم موهبتك في التمثيل؟ كنت أحب الإخراج في الأساس، وأنشأت فرقة للشباب لعمل مسرحيات؛ ففي البداية كنا نتعلم الموسيقى والتمثيل والشعر والإلقاء والرقص في فرقة الأطفال؛ حيث كانت فرقة متكاملة، فكنا نتعلم كيف نكتب ونخرج، وكنت أحب الإخراج جدا؛ فأخرجت عدد من المسرحيات كنا نعرضها في الملاجئ والنوادي؛ ولذلك دخلت قسم الإخراج في معهد السينما. - قيل أن المخرج يوسف شاهين هو من اكتشفك؟ قدمت خمسة أفلام قبل أن أعمل مع المخرج يوسف شاهين، وتعاملت معه في عام 1977، وكنت قد بدأت في عام 1967، أي فرق عشر سنوات قبل تعاملي معه. - ألم تفكر سابقا في العودة للعمل مع شاهين؟ آخر فيلم قدمته مع يوسف شاهين كان "اليوم السادس" عام 1985، قررت بعدها أنني لا أعمل معه ثانيا بعد هذا العمل، ثم استقليت وأنشأت شركة إنتاج، وأنتجت فيلم "شباب على كف عفريت" ومسرحيات استعراضية قمت أيضا بإخراجها؟ - ما هي تفصيل قصة اعتزالك؟ اعتزلت في أواخر عام 1991، وهذا بالنسبة للناس!!، لكنني كنت أعمل في مجال الكارتون، وكنت أقدم الأفكار وأقوم بتنفيذها وإخرجها، ثم أضعها في برامج تليفزيونية. ما حدث أنه كان هناك حرب الخليج في عام 1991، والتي أوقفت السينما المصرية حوالي عشر سنوات، وفي أواخر التسعينيات ظهر جيل جديد بخلاف جيلي الذي ظلم وكان يجب أن يأخذ الراية بعد محمود ياسين وحسين فهمي وغيرهم، لكن في هذه الفترة قامت حرب الخليج، وكان الخليج في الأساس يغطي تكلفة الأفلام ولذلك وقفت السينما، ثم ظهر جيل آخر مثل محمد هنيدي وهذه المجموعة. - لهذا السبب فقط كان الغياب؟ لا .. لأن الغياب جاء بعد أن اتخذت قرار بعدما قمت بأداء مناسك الحج، بأن أدرس وأقرأ وأفهم ما المطلوب مني ومن موهبتي، وكنت أفهم أن الموهبة يعطيها الله للشخص بمفرده، لكن عندما قرأت وفهمت وجدت أن الله يعطي الموهبة له، بمعنى أن "صلاتي ونسقي ومحياي ومماتي لله رب العالين"، فمحياي هنا فيها موهبتي، وسواء الموهبة أو المال وأي عطية من الله فهي له هو، وعلينا أن نفعل ما يريده الله. وهنا كيف استخدم الموهبة لله؟ هذا يعني أنك تنفع ولا تضر أو تؤذي بها. ولذلك وقفت وقفة للدراسة كأي مرحلة في حياة الإنسان عندما يقرر الوقوف كي يفكر في ماذا سيفعل؟، لكنني لم اعتزل بشكل فعلي، لكن الدراسة لا تعطي فرصة كي تفعل أي شيء آخر، وعندما فهمت وقرأت وتعلمت اتخذت لنفسي سكة معينة في الفن. - في فترة حكم الإخوان كيف كنت ترى المظهر الديني ذات الوقت؟ عمر ما كان الدين مظهر، بل مظهر وجوهر، لكننا نفهم الدين بشكل مختلف لأننا جهلاء، وكلما زاد الجهل، كلما زاد الكبر والعنف والتعصب؛ لذلك نسمع كلمة التعصب الجاهلي. وقال النبي عليه الصلاة والسلام "والله لا تؤمنوا.. والله لا تؤمنوا.. والله لا تؤمنوا حتى تحب لأخيك ما تحبه لنفسك..ألا أدلكم على شيء إن فعلتموه تحاببتم.. أفشوا السلام بينكم". فهل نحب ما ينم علينا.. يغتابنا.. يفضحنا.. يمشي وراء عوراتنا.. يحسدنا.. يغشنا.. يكذب علينا.. يخوننا.. يقف ضدنا في مسيرة مستقبلنا.. فطالما لا نحب كل هذا إذا لا يجب أن نفعل ذلك لأشخاص آخرين.. وإفشاء السلام لا يعني التحية اللفظية، بل التحية تطبيق، أي أنت سالم مني من دمك ومالك وعرضك، إذا سأتمنى لغيري الخير ولن أخدعه أو أقتله أو أضع له قنبلة لتفجيره حتى يكون متدين مثلي!!، إذا هذا بعيد عن الإسلام واعتبره سياسة. - منذ البداية كنت تتفهم ذلك؟ طبعا. - هذا يعني أنك لم تنتخب الرئيس المعزول محمد مرسي في جولته الانتخابية الأولى؟ بالطبع لم انتخبه. - من انتخبت إذا؟ حمدين صباحي. - ومن انتخبت في الجولة الثانية؟ كان الاختيار هنا بين الفريق أحمد شفيق ود. محمد مرسي فقررت أن أنتخب مرسي لأنني كنت أريد التغيير. لكن طوال عمري أعرف أن الجماعات الإسلامية لا يجب أن تدخل في السياسة؛ لأن المسلم مسلم لا يجب أن يتجزأ كما يحدث حاليا، فالنبي عليه الصلاة والسلام قال أن اليهودية ستكون 71 فرقة، والمسيحية سيكونوا 72 فرقة، والإسلام سيكونوا 73 فرقة كلهم في النار إلا واحدة، هي من يسلم الناس منهم، فالمسلم هو من سلم الناس من لسانه ويده، فيجب أن نسلم من الأذية والسرقة والرشوة وكل هذا من سلام اليد، وأيضا السلام من النميمة والغيبة والبهتان والقسم والنفاق وكل ما يتعلق باللسان؛ لذلك فنحن نفهم الدين بشكل خطأ وبعيدين جدا عنه؛ ولذلك قال النبي عيه السلام: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، فالأخلاق هي أن تعطي لكل ذي حق حقه، إذا المسألة تعامل، فكل من حولي لهم حقوق، والدين في الأساس حقوق، حق الله، حق النبي عليه الصلاة والسلام، حق الزوجة، الزوج، الأبناء، الأم والأب، المجتمع، البيئة، الحيوان، الجار، ابن السبيل، اليتيم، ومن يعمل عندك، وكل هؤلاء ربنا قال لنا كيف نتعامل معهم في القرآن الكريم؛ لذلك نجد صور في القرآن الكريم بها حق التوريث، حق المعاملة الجنسية وكيف تتعامل مع الأبناء. - في فترة غيابك ما الذي تعلمته؟ هناك من يفهم أنني تدينت أي أنني حبست، والدين ليس ذلك، فربنا يقول: "يا أيها اللذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم" إذا الدين يحيي؛ لأنك عندما تتعامل مع الناس ستعطي كل ذي حق حقه، إذا سيكون عندك أخلاق، ثم دين، ثم حضارة إنسانية، إنما لأننا لم يكن عندنا أخلاق أصبحنا نأكل حقوق بعض، ولم يكن عندنا دين، ولا حضارة. عندما نفصص الدين وكل شخص يأخذ جزأ منه ويعتبره منهج هنا تأتي الجماعات، وهنا عملنا شيئين التفريط والإفراط، والدين بريء من ذلك لأن كلام الله واحد، والجماعات تزود وتغلي في جزأ من المنهج وتترك باقي الأجزاء إذا فرطت وأفرطت. - هناك عدد من الفنانين تم استقطابهم من قبل الجماعات عندما تدينوا.. هل تعرض لذلك؟ كثير جدا.. فمثلما تحاول الأحزاب استقطاب من معهم الأموال أو الشهرة لتدعيم أنفسهم، أيضا الجماعات تفعل ذلك، لكن أهم ما في الموضوع أنك تقرأ، وأنا كنت أسمع وأقرأ ولا أعطي أذني فقط، فأول آية انزلها الله "اقرأ" فقال رسول الله "ما أنا بقاريء"، وأعاد "اقرأ" ثلاث مرات، وهذا ليس للرسول فقط بل للأمة كلها، فأي شيء يحدث معه بالضمير الغائب يكون لنا، والرسول مثل ويجب أن نتمثل به؛ لذلك قال الله: "ألم يكن لكم كتاب فيه تدرسون"، الناس تجعل القرآن بركة فيقرءوه في شهر رمضان فقط! ولا يدرسوه أو يفهموا ما المطلوب منهم؛ لذلك حياتنا "متلغبطة". كما أن فهم القرآن شيء وحفظه شيء آخر، فلابد من الفهم، والصحابة كانوا يفهموا الآية ثم يحفظونها ثم يطبقونها ثم يأخذوا آية أخرى، فالقرآن ليس حفظ بل فهم؛ لذلك ربنا يتحدث دائما "أفلا تعقلون"، أفلا تبصرون"، "أفلا تتفكرون يا أولي الألباب"، دائما يخاطب العقل، وقال لسيدنا إبراهيم "إني جاعلك للناس إماما"؛ ولذلك نذهب للحج لنقوم بعمل نفس مناسك سيدنا إبراهيم. كما أن سيدنا إبراهيم عرف الله بالعقل؛ فيجب أن كل الناس تفكر حتى تصل لربنا، فالأرض يوجد بها اختلافات ومطلوب مننا البحث؛ ولذلك قال الله "اللذين يستمعون إلى القول.. فيتبعون أحسنها"، أي يجب علينا التفكير والبحث كي نصل للأفضل. وقال "واللذين جاهدوا فينا ليهدينهم سبلنا" أي سيفهمه العديد من الطرق و"إن الله مع المحسنين" فربنا الأولى في البحث عنه. و"سيبنا" من متدين، لو شخص وجودي لديه فكر وجودي وسمعت له حديث وبهرك أصبحت وجوديا. لكن إذا فكرت في فكرة فلابد من البحث عنها وتطويرها والإلمام بالأمر؛ ولذلك ربنا قال "وما أوتيتم من العلم إلا قليل"؛ ولذلك يجب أن نسمع بعضنا كي نتعلم، لنصل لفكر أعلى من الزوايا المحدودة. المشكلة هنا لأننا لا نقرأ وجهلاء وأي شخص يبهرنا بكلمتين نسلم له أنفسنا، ونسير وراءه وعيوننا مغمضه وأذننا فقط التي تعمل. فلو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير، مثل الشباب اللذين ارتدوا لأنهم رءوا "شوية" ناس فاهمين الدين خطأ، مال الدين ومالهم كلنا بشر نفهم صواب وخطأ، لكن العيب فيمن يقلد لأن البشر ليس آلهه، لكن الدين شيء قائم بذاته وأحنا اللي كسالى لأننا لا نفهم، ولو ارتبطنا بهذا الدين سنكون سعداء جدا. ولو مشينا مثلما قال ربنا حب لأخيك ما تحبه لنفسك ستكون الدنيا كالجنة. لكننا من نصعب على نفسنا الحياة. - كيف رأيت نظام مبارك ومرسي؟ نظام مبارك مثل الإخوان، الأول جعل الناس جهلاء كي يستغلهم، والثاني جعل الناس جهلاء سمع وطاعة كي يسيطر على عقولهم ويكونوا تحت أمرهم، إذا الاثنين واحد، ولم يعلمك أحد كي يأخذ بيدك، فالأول يقول شد الحزام علشان يأخذ شوية فلوس، والثاني يقول علشان ربنا موت نفسك. - كيف ترى مصر في هذه الفترة؟ هناك تحسن لكن المهم التعليم، فأهم شيء أن نتعلم، وربنا نزلنا الأرض كي نتعلم لا إله إلا الله محمد رسول الله، ونجد كل العلوم موجودة في القرآن الجيولوجيا، الفسيولوجي، السيكولوجي، الفلك... ، مثلا "والجبال أوتادا" فهذا جيولوجي يعلمنا أن نفهم أن الجبل مثل الوتد يرسي الأرض، عندما نفجره فلابد أن يحدث زلازل لأن الأرض لا تكون راسية؛ لذلك عندما لا تتعلم تخرب. لذلك لابد ا نتعلم كل شيء، ديننا، الأخلاق، المعاملة، العلوم، لماذا المسلمين عندما فهموا المقصد الأساسي علموا العالم كله طب وهندسة وفلك وكان هناك حضارة؟؛ لأنهم فهموا المقصد الأساسي هو أن تتعلم وتعلم، وخيركم من تعلم القرآن وعلمه، تعلم معناها أن تعيش الناس صح؛ لأن القرآن خلق، وكأن القرآن يمشي على الأرض أي يعطي كل ذي حق حقه، ولا نبخل على أحد بأي ملحوظة أو علم؛ ولذلك مطلوب مننا أن نتعلم.