اعتبر الخبير السياسي التوغولي، بريموس غونو، أن السباق الانتخابي الرئاسي المقرر يوم غد السبت، لا يترك مجالا لغير المتوقع من النتائج، بالنظر إلى أن موازين القوى ترجح بوضوح كفة الرئيس المنتهية ولايته "فور غناسينغبي"، المترشح لولاية ثالثة على التوالي من بين خمسة مرشحين. وفي حديث للأناضول، اوضح غونو أن الرئيس الحالي للبلاد يترأس "حزبا سياسيا متمرسا يعتبر وريثا للحزب الأوحد عام 1969، تجمع الشعب التوغولي. وهو يتوفر على مسؤولين كبار قادرين على التحرك وهم معتادون على الانتصارات الانتخابية منذ زمن والد الرئيس الحالي اياديما غناسينغبي". وأكد الخبير على التفوق الذي يتمتع به غناسينغبي على خصومه ال 4 الذين لا يمتلكون ميزة ينفرد بها لوحده، تلك المتمثلة في القدرة على تحريك مؤسسات الدولة لصالحه وهو الذي يتربع على سدة الحكم، ما يجعل اللعبة الانتخابية تفتقد إلى التوازن: "فور هو المرشح الحاكم، ويمكنه حشد آلة الدولة لصالحه حتى وإن لم يرغب أحد يرغب في الإفصاح عن ذلك بشكل صريح". ويحصر غونو المنافسة الانتخابية بين مرشحين إثنين فقط، هما الرئيس غناسينغبي ومنافسه من التحالف الوطني من أجل التغيير (معارضة) ، جون بيار فابر، واصفا المرشحيْن "تشاسونا تراوري" و "غوغي" بأنهما "ذخيرة قديمة" لا يمكنهما التطلع إلى رئاسة البلاد، ويقول عن "جيري تاما"، المرشح الخامس، بانه شاب طموح غير انه يعطي انطباعا بانه يفتقد إلى ميزة الصبر. في المقابل، يعيب الخبير السياسي على فابر على أنه ينزع إلى حصر نفسه في "موضع المندد الدائم، على حساب التحرك الفعلي" الذي يشكل روح العمل السياسي ما جعل المعارضة التوغولية تغرق في نوع من "الهواية السياسية". وتطرق فابر إلى النقاشات التي ثارت بشأن السجل الانتخابي الذي كانت المعارضة قد شككت في صحته مؤخرا، مذكرا بأن إمكانية الطعن في هذا السجل كانت مفتوحة منذ 5 سنوات غير أن فابر انتظر أن يثير هذا الجدل بشكل عرضي بعد أن أهدر وقتا ثمينا كان بحاجة إليه لا سيما وانه يواجه حزبا سياسيا يجر وراءه 40 عاما من الخبرة. ويستفيد غناسينغبي من نزوع فابر إلى الاكتفاء بوضع التنديد لا سيما وان غناسينغبي "يلعب ورقة تهدئة الخواطر ويفخر بحصيلة سياسية إيجابية تميزت بتشكيل مؤسسات ذات قيمة على غرار التفقدية العليا للمصالحة وتدعيم الوحدة الوطنية في بلد اكتوى سابقا بنار العنف الانتخابي". ثم ينسّب الخبير الأمور قائلا إنه على الرغم من جميع هذه المعطيات، فإنه "لا يمكن الجزم بفوز مرشح دون آخر، فابر بإمكانه هزم فور إن قام المسؤولون المحيطون به بوضع استراتيجية مناسبة لذلك" لا سيما وأن غناسينغبي لا يبدو وأنه الوحيد الذي يتبنى موقفا رافضا للعنف بعد أن ضاعف المجتمع المدني والطبقة السياسية ككل، من دعوات التهدئة وقاموا بالتعبير عن رفضهم لسيناريو مماثل لذلك الذي حصل عام 2005 وأدى إلى سقوط مئات القتلى. الحكومة التوغولية من جهتها، أعلنت مؤخرا عن تشكيل لجنة يقظة "تسهر على ضمان مناخ السلم والأمن ودعم التشاور والبحث عن حلول ملائمة للحوادث التي قد تندلع وللصعوبات التي يمكن أن تظهر خلال المسار الانتخابي، وتتكون هذه اللجنة من أعضاء حكوميين وأيضا من ممثل عن كل حزب أو كتلة سياسية مشارك في الانتخابات الرئاسية"، بحسب البيان الحكومي. بول دودزي أبيفون، زعيم حزب "لجنة الحركة من أجل التغيير" المعارض يقول من جانبه إنه على الرغم من الدعوة التي أطلقها لمقاطعة هذه الانتخابات فإن ذلك لا يمنعه من العمل على أن تجري في جو من الهدوء. "نأمل في ألا تشكل الانتخابات مناسبة للانخراط في العنف، أقول ذلك كي يعترف الجميع بالنتائج مساء 25 أبريل حتى بعد الإعلان عن النتائج"، بحسب أبيفون . أريك دوبوي عضو من تحالف "المعركة من أجل البديل السياسي في 2015" علق على ذلك في حديث للاناضول بالقول إن "احداث العنف تقع حين تفتقد الانتخابات إلى الشفافية ، لقد التزم التحالف الوطني من أجل التغيير والمعركة من أجل البديل السياسي في 2015 بخوض انتخابات شفافة ولم نمرر أبدا دعوات إلى العنف". أما "ايميسو"، شاب من لومي أدلى بتصريح للأناضول، فيبدو أنه يلخص لوحده المناخ الذي يبدو و أن الانتخابات الرئاسية التوغولية ستنطبع به حين قال:" أنا مقتنع بان السكان أدركوا بأن العنف لا طائل من ورائه في توغو، البرنامج السياسي للمرشحين هو الذي سيقودني للتصويت لصالح المرشح المناسب".