تشهد أوزبكستان انتخابات غدا الأحد وسط شكوك ضئيلة بشأن عدم قدرة الرئيس الحالي إسلام كريموف على المحافظة على موقعه بالسلطة الذي يشغله منذ عام 1991 . ولايشك المراقبون كثيرا فى قدرةإسلام كريموف ، الذي يحكم أكثر الدول كثافة سكانية في آسيا الوسطى منذ أكثر من 20 عاما بقبضة حديدية ، على الاحتفاظ بموقعه فى السلطة. وينافس كريموف /77 عاما/ فى الانتخابات ثلاثة مرشحين آخرين. غير أن منافسيه الثلاثة يعتبرون الرئيس الحالي هو المرشح الأوفر حظا للفوز. وقالت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في تقرير نشر الاسبوع الماضي إن الحملة الانتخابية تكاد تكون واضحة تماما ، والمرشحون الأربعة يمثلون بشكل نموذجي من خلال وكلاء رسميين. ونشرت المنظمة بعثة صغيرة من المراقبين لمراقبة الانتخابات. وتسود حالة من الجدل حول الانتخابات الرئاسية فى اوزبكستان غدا الأحد ليس بسبب غياب المنافسة الحقيقية ، ولكن بسبب انتهاك ترشيح كريموف للدستور الذي يسمح للرئيس بولايتين متتاليتين فقط في المنصب ، وفق مايراه النقاد. غير أن السلطات تقول إن هذا لا ينطبق على تلك الانتخابات نظرا لأن مدة الفترة الرئاسية تغيرت على مر السنوات مما يعني أن الفترتين المتتاليتين ليستا من نفس النوع. وقالت المنظمة "أوضح المسؤولون.. مفهوم /فترة/ يعني العدد المحدد للسنوات وأن الفترة الرئاسية السابقة كانت سبع سنوات، بينما الفترة التالية ستكون خمس سنوات، هذا لا يمكن اعتباره فترتين متتاليتين". وكان كريموف أول رئيس منتخب لولاية مدتها خمس سنوات في عام 1991 . ومدد فترته أربع سنوات من خلال استفتاء تعرض لانتقادات واسعة في عام 1996 . وفي عامي 2000 و2007 ، أعيد انتخابه لفترتي سبع سنوات، في كل مرة بنتيجة رسمية أكثر من 90 بالمئة. وأوزبكستان وهي أكبر دول المنطقة من حيث الكثافة السكانية، حيث يبلغ عدد سكانها أكثر من 30 مليون نسمة معزولة بشكل كبير عن الغرب وروسيا منذ حملة دامية على المتظاهرين المعارضين في عام 2005 . غير أن العلاقات مع موسكو تحسنت العام الماضي بشكل كبير. وفي كانون أول/ديسمبر أشرف كريموف والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على اتفاق يتم بمقتضاه شطب 860 مليون دولار مستحقة لروسيا من جانب أوزبكستان. وانتقدت جماعات حقوق الإنسان بشكل واسع كريموف بسبب اضطهاد المعارضة لكن تركزت تكهنات وسائل الإعلام الأخيرة على الصراع الداخلي تجاه الزعيم المسن. ويعتقد أن ابنته جولنارا كاريموفا التي وصفت منذ زمن طويل بأنها الوريثة المحتملة لكريموف وضعت رهن الإقامة الجبرية في العاصمة طشقند في شباط/فبراير 2014 . ويتكهن محللون بأن كاريموفا التي تتسم بسحرها والتي دخلت في المجال الغنائي باسم "جوجوشا"، أثناء عملها كسفيرة أوزبكستان لدى الأممالمتحدة وأسبانيا، فقدت دعم والدها بسبب اتهامات واسعة بتلقيها رشاوي. ويتوقع الكيسي مالاشينكو وهو محلل بمركز "كارنيجي موسكو" ان يحل روستم اينوياتوف رئيس جهاز الاستخبارات محل الرئيس الحالى فى المستقبل بعد افول نجم كاريموفا. غير أن مالاشينكو قال إن " الغموض لايزال يكتنف وقت وشكل تسليم السلطة في أوزبكستان".