قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن مياه النيل تنزل في أثيوبيا بأمر الله، ولكنها تأتي إلى مصر منذ آلاف السنين من أجل أن يعيش الناس وتقوم بها حضارة. وفي كلمته التي ألقاها، اليوم الإثنين، خلال مراسم توقيع إعلان مبادئ سد النهضة التي حضرها إلى جانب نظيره السوداني عمر البشير ورئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام ديسالين، أوضح السيسي أن توقيع وثيقة إعلان مبادئ سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا في الخرطوم، "خطوة أولى، تحتاج إلى اتفاقيات تفصيلية أخرى، ونتطلع إلى أن يتحول إلى حقائق ملموسة في أسرع وقت". وأضاف موجها حديثه لديسالين، ناعتا إياه بكلمة أخي: "خلي بالك (خذ في اعتبارك) أنت هتطور (سوف تطور) وتنمي وأنا معك، لكن في مصر شعب يعيش فقط على الميه (المياه)، الميه اللي بتيجي (التي تأتي) من هذا النهر، النهر ده (هذا) والمية دي بتيجي (وهذه المياه تأتي) بأمر من الله من آلاف السنين، تنزل في أثيوبيا صحيح، لكن تيجي (تأتي) لمصر، عشان (من أجل) الناس تعيش فيها وتقوم فيها حضارة". وأشار السيسي إلى أنه من الممكن أن "نوقع اتفاقيات كثيرة، ولكن يبقي الأساس في أي اتفاق هو الاستعداد لتنفيذ هذا الاتفاق"، مضيفا: "إذا كان يمثل النيل وسد النهضة لإثيوبيا مصدرا للتنمية، فالنيل بالنسبة لمصر مصدر للمياه بل للحياة". وأوضح السيسي أن "هذا التوقيع خطوة أولى على طريق التفاهم والتقارب بين الشعوب، جاءت من خلال الاتفاق والتواصل والعمل على نقطة انطلاق لصالح الجميع". وأضاف: "القيمة الحقيقية في المضي قدما على ذلك الطريق الذي اخترنا أن نسلكه قويا هو التحاور والتفاهم والتعاون، وفي إطار الإجراءات التي يلتزم بها الجميع من أجل المصالح المشتركة". وشدد على التزام مصر بالتعاون مع دولتي إثيوبيا والسودان من أجل دعم اللجنة الفنية الثلاثية المتعلقة بالسد. وتابع: "لم نعد نملك ترف التباعد والفرقة، ولابد من استغلال الفرص لمواجهة التحديات والمخاطر التي تواجه دول حوض النيل". ودعا السيسي وهو يخاطب رئيس الوزراء الإثيوبي بأخي ديسالين: "أدعوكم لنحمل معا بالخير والرخاء لنترك لشعوبنا إرثا من المحبة والتعاون". وأضاف: "معندناش (ليس لدينا) أبدا أي تحفظ على تنمية الشعب الأثيوبي ونتمنى لكم كل الخير". وتابع السيسي: "بقول (أقول) الكلام ده (هذا الكلام)، لأن كان كتير في السنين اللي فاتت (منذ سنوات وهناك) قلق وشكوك بين الشعوب وبعضها، واحنا لما اتحركنا (وعندما تحركنا) مع بعض، قلنا نبدأ حقبة جديدة من التعاون والمحبة والثقة والاستعداد إن احنا (نحن) نقدم لشعوبنا في مصر وأثيوبيا والسودان، اللي بتنتظره (ما تنتظره)". وأشار السيسي في كلمته إلى أننا "ممكن (من الممكن أن) نتعاون ونعمل حاجات عظيمة جدا جدا، وممكن (من الممكن أن) نختلف، وممكن (من الممكن أن) نؤذي في بعضنا جدا جدا، احنا (نحن) اختارنا التعاون والبناء والتنمية"