شهد الأزهر الشريف في عهده نهضة كبيرة لم يشهدها من قبل، فقد انتشرت المعاهد الأزهرية في كل قري ومدن مصر بطريقة لم تشهدها من قبل إنه الإمام الراحل الشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر الأسبق. ولد الشيخ جاد الحق على جاد الحق بقرية بطرة مركز طلخا بمحافظة الدقهلية، حفظ القرآن الكريم بكُتَّاب القرية، ثم التحق بالمعاهد الأزهرية حتى حصل على الشهادة الثانوية عام (1939م). بعدها التحق بكلية الشريعة، وحصل منها على الشهادة العالمية عام (1361ه الموافق 1943م)، نال الإجازة في القضاء الشرعى عام (1364ه الموافق 1945م)، وعُين فور تخرجه موظفاً بالمحاكم الشرعية ليتدرج في وظائف عديدة حتى وصل إلى شيخ الأزهر وعين الشيخ جاد الحق مفتيا للديار المصرية في أغسطس 1978م م، وبعدها بعامين اختير عضوًا بمجمع البحوث الإسلامية، وفي الرابع من يناير عام 1982م عين وزيرًا للأوقاف المصرية وبعدها بشهرين، في مارس عام 1982م عين شيخًا للأزهر ليصبح الإمام الثاني والأربعين للأزهر. بلغ عدد المعاهد الأزهرية في عهده أكثر من ستة آلاف معهد ، وأنشأ فروعاً للجامعة الأزهرية في معظم أنحاء مصر . للإمام الراحل مواقف عديده ، فرفض ما تردد عن حصول إسرائيل علي مياه النيل من خلال مشروع ترعة السلام, وقال مقولته الشهيرة ؛ إن حصول إسرائيل علي مياه النيل أصعب من امتلاكها سطح القمر. وعندما أصيبت مصر بزلزال أكتوبر عام 1992م وتهدم أكثر من 1500 معهد وتخلت الدولة عن تقديم الأموال الكافية لترميم تلك المعاهد، بينما أنفقت مليارات الجنيهات علي إنشاء مدارس حكومية عامة لم ييأس الإمام الراحل، وأخذ يجوب قري ومدن ونجوع مصر لحث رجال الخير والمحسنين علي التبرع بالمال لترميم تلك المعاهد وبناء معاهد جديدة. ومن مواقفه أيضاً أن مبارك أراد أن يستصدر فتوي من شيخ الأزهر بإباحة فوائد البنوك وأن تصدر فتوي رسمية من الأزهر بذلك وكان الأزهر يُحرمها تماما ويُفتي بأنها ربا صريح مائة في المائة وهو الرأي الأرجح لمعظم العلماء وكان الاقتصاديون قد أوعزوا لمبارك أن الناس لا تضع أموالها بالبنوك بسبب فتوي الشيخ جاد الحق فقال مبارك في أحد اجتماعاته مع بعض المشايخ ووزير الأوقاف موجهاً حديثه للشيخ جاد : باقولك إيه يا مولانا البنوك قربت تفلس والناس لا تضع أموالها بالبنوك .. عايزين فتوي من فضيلتك تنقذ الاقتصاد المنهار وتحلل وضع الفلوس في البنوك لأن الناس بتضع كل ثقتها في الأزهر ودي ضرورات برضه فما كان من شيخ الأزهر إلا أن انتفض واقفاً وقال لمبارك بغضب شديد : ومن قال لك أني أحرم أو أُحلل ؟ إن الذي يُحلل أو يُحرم هو الله ولن تتغير فتواي أبداً أبداً بتحريم فوائد البنوك ، فاحمر وجه مبارك خجلا ووقف وقال للشيخ جاد : يا مولانا ده أنا كنت باهزر! فواصل الشيخ جاد غضبه علي مبارك وعنفه قائلاً بمنتهي الحسم : هذا موضع لا مجال للهزل فيه . هنا انصرف مبارك وهو يمسح آثار عرقه ، وخشي المتواجدون في القصر من التعرض بالكلام لشيخ الأزهر أو محاولة تهدئته حتي لا ينالهم ما نال مبارك فساد الصمت قاعة الاجتماع حتي انصرف شيخ الأزهر . وظلت الحكاية تُروي سراً كما قلنا بين جنبات الأزهر للفخر بالشيخ جاد الحق فكانوا يقولون ده الشيخ أدي لمبارك قلم أخرسه خالص قال عايز فتوي خصوصي من شيخ الأزهر توفي الإمام الراحل قبيل فجر الجمعة 25 من شوال 1461- بعد أن فرغ من مراجعة أوراق الأزهر وبريد الجهات الرسمية الأزهرية والبريد الوارد لمكتبه من كافة أنحاء العالم.