قالت لين محمد زوجة محمود رمضان، الذي تم تنفيذ فيه حكم الإعدام بمصر، اليوم السبت، إن زوجها راح "ضحية لأكبر عملية تضليل إعلامي في تاريخ البلاد". وفي حديث مع وكالة الأناضول عقب تنفيذ حكم الإعدام، الذي يعد الأول بحق أحد أنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي، أضافت لين: "إعدام زوجي جاء نتيجة أكبر عمليات تضليل إعلامي، فلم يكن يوما بلطجيا، وكان الجميع يشهد بأخلاقه". لينا، التي كانت في حالة من البكاء والانهيار التام، أوضحت، وهي تحتضن طفليها وأكبرهما 5 سنوات، "إعلامنا التابع للانقلاب (وفق قولها) كان في بداية الترويج لفكرة الإرهاب وتثبيتها، وكان محمود هو ضحية الإعلام خاصة أنه ملتحي". وتابعت، وهي تروى تفاصيل الحادثة التي صدر حكم على زوجها بسببها، قائلة: "محمود نزل مظاهرة عشان عزل الدكتور مرسي، وكان في هناك بلطجية أعلى العقار في منطقة سيدي جابر في الإسكندرية يلقون كسر سيراميك ودبش على المتظاهرين (المؤيدين لمرسي)، وكان معهم خرطوش". وأضافت: "طلع محمود ومجموعة من المتظاهرين لكف أذاهم أعلى بناية، وهناك حدثت المشاجرة بين البلطجية أعلى خزان". وأشارت إلى أن "الطفل الذي توفي في أوراق القضية، لم يَثبت أنه توفي جراء الإلقاء من أعلى البناية". وأضافت: "إحنا مش بلطجية؛ فمحمود محاسب في شركه بترول، ووالده مهندس، وأنا طبيبة، والاعترافات التي أذاعتها الداخلية له كانت تحت التهديد". واختتمت بالقول: "أنا هدافع عن محمود، حياً وميتاً، ولن أترك حقه". وأعلنت وزارة الداخلية المصرية، إنها نفذت، اليوم السبت، حكم الإعدام شنقا بحق محمود رمضان، المدان ب"الاشتراك مع آخرين في إلقاء أشخاص من أعلى عقار" بمدينة الإسكندرية. وكانت محكمة النقض المصرية، أيدت في 5 فبراير الماضي، الحكم الصادر من محكمة جنايات الإسكندرية، بتاريخ 19مايو 2014، بإعدام محمود حسن رمضان بعد إدانته ب"الاشتراك مع آخرين بإلقاء أشخاص من فوق سطح إحدى البنايات" بمدينة الإسكندرية، شمالي مصر. وأيدت، أيضا، الأحكام الصادرة بحق 62 من المدانين في القضية ذاتها، والتي تراوحت بين السجن 7 أعوام و25 عاما. وكانت وسائل إعلام محلية بثت تسجيلا مصورا لأعمال عنف شهدتها مدينة الإسكندرية في 5 يوليو 2013 بين معارضين ومؤيدين لخطوة عزل مرسي، وظهر في التسجيل شخص ملتحي، يحمل علم تنظيم القاعدة، وهو يقوم بإلقاء أشياء من أعلى خزان فوق بناية. وقالت النيابة المصرية إن الشخص الذي ظهر في التسجيل يدعى محمود رمضان، واتهمته بالتسبب في "قتل" طفل بعدما ألقاه من أعلى البناية. لكن نشطاء شككوا في صحة هذا التسجيل المصور، وقالوا إنه تم تعديله ببرامج مونتاج، متسائلين عن سر وجود طفل صغير في الاشتباكات بين المؤيدين والمعارضين لعزل مرسي، وصعوده فوق البناية والخزان، فيما تناقل بعضهم تسجيل مصور آخر يتضمن لقطات من زاويا تصوير مختلفة للحظة إلقاء شخص كبير من أعلى البناية، ويقف محمود رمضان في الأسفل وليس في الأعلى. والشهر الماضي، طالبت اللجنة الأفريقية لحماية حقوق الإنسان والشعوب، التابعة للاتحاد الأفريقي، الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بوقف تنفيذ حكم إعدام رمضان. وعقب عزل مرسي اندلعت أعمال عنف واشتباكات بين مؤيدين ومعارضين لهذه الخطوة. كما شنت السلطات حملة أمنية صارمة على مؤيديه؛ ما أسفر عن مقتل المئات والقبض على الآلاف. وفي إحصاء لوكالة الأناضول، رصدت صدور 435 حكما "غير نهائيا" بالإعدام، بحق أنصار مرسي، منذ عزله في 3 يوليو 2013، من بينهم المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع. وبحسب الإحصاء، فقد تمت إحالة أوراق 1436 من قيادات وأفراد جماعة الإخوان، وأنصار مرسي، إلى المفتي، لاستطلاع رأيه الاستشاري في إصدار أحكام بالإعدام، قبل أن يصدر فعليا بحق 436 متهم (بينهم حكما واحدا نهائيا بحق محمود رمضان تم تنفيذه اليوم)، قبل أن يخفف الحكم على الآخرين بالسجن أو البراءة.