صدر حديثا عن دار النهضة العربية في لبنان، ديوان شعري جديد للشاعر والروائي وزير الثقافة المغربي محمد الأشعري تحت عنوان "أجنحة بيضاء تحت قديميها" وهو الديوان الذي يأتي بعد أعمال شعرية أخرى أصدرها الأشعري وهي: صهيل الخيل الجريحة ( 1978)، عينان بسعة الحلم ( 1982)، يومي التار والسفر (1983)، سيرة المطر (1988)، مائيات (1999)، سرير لعزلة السنيلة، قصائد تائهة (2006). يضم الديوان 13 قصيدة شعرية، وتحمل عناوين: استحالة، أحداث مسارعة، سوء تفاهم، مشهد، موعد، غراميات، في ذهابها، موعد، مشهد جانبي، أنا أيضا، يد فُوبْيا، قل تلك الكلمة، فسيفساء.
يقول في قصيدته "استحالة": وحتى لم كان المكان شاسعا/ شسوع بحيرة/ أو غابة/ أو مدينة نائمة/ فإنني لم أكن لأشغل سوى/ هذا الحيز الصغير/ الذي يشبه رحما/ ليس لأني أحب الزحام/ ولكن فقط/ لأن الشساعة ترعبني/ والحيز الوحيد الذي يلاءم مزاجي/ هو هذا الركن القصي/ حيث تقبع تفاصيلي كلها/ مثل كلاب متبعة/ هنا أحقق ذلك القرب الأمثل/ مع التلاشي/ حيث يصبح الموت المتربص/ نوعا من الذكرى/ والرغبات المخذولة/ مجرد تنويع في سلم اللذة/ وحتى لو كان المدى شاسعا/ فإنني كنت سأبقى حيث أنا/ قريبا من أضواء مدينة تنام/ ومن نداء يردد اسمي/ هنا أكاد أفهم/ لماذا نمشي ونمشي ونمشي/ غير عابئين بصوت الأرض/ وهي تهرب من أقدامها/ غير نادمين على شيء/ سوى أننا انتظرنا طويلا/ هذا الفطام الصعب/ هنا أكاد أجزم/ أن الكلمات التي تنسج جسدي/ هي نفسها التي أجري/ وراء ريشها/ مغمورا برغبة قصوى/ أن نعثر ذات يوم/ على حبر يجمعنا/ في حلكة واحدة/ هنا أشرع على نفسي/ نافذة مفترضة/ وأمضي/ سعيدا باكتشافاتي الصغيرة/ خفيفا/ لأنني تخلصت من المعطف/ الذي ينافس ملامحي/ وأصبحت شخصا آخر/ شخصا آخر تماما.