أقامت أسرة الشعر بالنادي الثقافي العماني أمس أمسية شعرية للشاعر العراقي الكبير عبد الرزاق عبد الواحد والذي قرأ خلالها باقة من أروع قصائده التي تغنى بها في مشوار رحلته الشعرية التي تمتد إلى ما يقرب من ستين عاما. وقرأ أمس مقطع من مرثيته للشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش وفق صحيفة "الوطن" العمانية: "كالبحر صوتك يا محمود يأتيني هديرُ أمواجه يبري شراييني كالبحر أسهر طول الليل أرقبه ينأى فينشرني دمعا ويطويني وأنت توغل في المجهول أشرعة محمَّلاتٍ بآلافِ الدواوينِ طويتها موجعا والعمر أجمعه لم تبق منها هنا غير العناوينِ ونبضة علقت تبكي بزاوية في أرض غزة بين الماء والطينِ أكاد أسأل من منا أمض أسى أنا العراقيٌّ أم أنت الفلسطيني؟!.." ومن قصيدته "سلامٌ على بغداد" نقرأ: كبيرٌ على بغداد أنّي أعافُها وأني على أمني لديها أخافُها كبيرٌ عليها، بعدما شابَ مفرقي وجفَّتْ عروقُ القلبِ حتى شغافُها تَتبَّعتُُ للسَّبعين شطآنَ نهرِها وأمواجَهُ في الليلِ كيف ارتجافُها وآخَيتُ فيها النَّخلَ طَلعاً، فَمُبسِراً إلى التمر، والأعذاقُ زاهٍ قطافُها تَتبَّعتُ أولادي وهم يملأونها صغاراً إلى أن شَيَّبتهُم ضفافُها! تتبَّعتُ أوجاعي، ومسرى قصائدي وأيامَ يُغني كلَّ نفسٍ كفافُها وأيامَ أهلي يملأُ الغيثُ دارهَم حياءً، ويُرويهم حياءً جفافُها! فلم أرَ في بغداد، مهما تلبَّدتْ مَواجعُها، عيناً يهونُ انذرافُها ولم أرَ فيها فضلَ نفسٍ، وإن ذوَتْ ينازعُها في الضائقات انحرافُها وكنّا إذا أخَنَتْ على الناس غُمّةٌُ نقولُ بعون الله يأتي انكشافُها