نواكشوط: تحت شعار "المجايلة الشعرية" انطلقت فعاليات الدورة الثانية من مهرجان موريتانيا الشعري بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، وبحضور عدد من الأدباء والشعراء العرب في مقدمتهم الشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد، إلى جانب حضور جماهيري حاشد. وتتعرض هذه الدورة من المهرجان إلى أجيال القصيدة الموريتانية إلقاء وتحليلا، كما تتميز بتركيزها على التحديات التي تواجه اللغة العربية، عبر ندوات ونقاشات مخصصة لهذا الغرض على هامش الإلقاءات الشعرية، والندوات الأدبية. وفي جديث ل "الجزيرة. نت" قال رئيس المهرجان الشاعر سيدي محمد ولد بمبا أن مهرجان موريتانيا الشعري بات عرفا سنويا تنتظره الساحة الأدبية والثقافية الموريتانية بكل شغف واهتمام، خاصة أن دورتيه الحالية والسابقة حضرها نحو أربعين شاعرا عربيا جاؤوا خصيصا لحضور المهرجان والتفاعل مع الساحة الشعرية الموريتانية. مضيفاً أن حدثا من هذا القبيل سيسهم، دون شك، في مد جسور التواصل والتفاعل بين موريتانيا ومحيطها العربي، وهو ما يعني أن الثقافة قادرة على تحقيق ما عجزت عنه السياسة، "خصوصا أن بضاعة موريتانيا التي ازدهرت فيها وبها عرفت عبر تاريخها الطويل هي اللغة والأدب". كما اكد الأمين العام للمهرجان جاكيتي الشيخ سك أن منظمي المهرجان اعتمدوا عددا من المعايير الفنية والأدبية الهامة في اختيار المشاركين في النسخة الحالية من المهرجان، سواء تعلق الأمر بالمشاركين من داخل موريتانيا أو خارجها، مما مكن هذه السنة من حضور نخبة متميزة من عدد من الدول العربية "جاؤوا لينثروا ما لديهم من شعر على رمال موريتانيا". وتشهد هذه الدورة حضور قوي لكل من فلسطين وغزة وبغداد وغيرها سواء في الإلقاءات الشعرية، التي بدأها الشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد بقصيدته المشهورة "كبير على بغداد". ووفقا لعبد الواحد فإن طبيبه الخاص أوصاه بعدم السفر بعد أن تجاوز الثمانين، لكنه أصر على حضور هذه التظاهرة الأدبية، التي تمثل دواء لقلبه العليل، وتعيده إلى ألق شبابه. كبير على بغداد أني أعافها**وأني على أمْني لدَيها أخافها كبيرٌ عليها بعدَ ما شابَ َمفرقي**وَجفتْ عروقُ القلب حتى شغافُها تَتَبّعتُ للسَّبعين شطآنَ نهرِها**وأمواجَهُ في الليل كيف ارتجافُها وآخَيتُ فيها النَّخلَ طَلْعاً، فَمُبْسراً**إلى التمر، والأعذاقُ زاهٍ قطافُها كما أشارت وزيرة الثقافة الموريتانية سيسي بنت الشيخ ولد بيده إن موريتانيا تعطي أهمية خاصة لهذا النوع من النشاطات الثقافية، التي تأتي ثمرة لجهود مشتركة بين قطاعها ونخبة من أدباء وشعراء موريتانيا أثبتوا قدرتهم على رفع راية التميز الشعري، مضيفة أن قطاعها يعتمد على مثل هذه المناسبات لتفعيل وإثراء احتفالية موريتانيا بمناسبة اختيار عاصمتها نواكشوط عاصمة للثقافة الإسلامية في العام 2011 القادم. ومن المقرر أن يستمر المهرجان لأربعة أيام، تتخللها سبع أمسيات شعرية، وعدد آخر من الندوات والفعاليات الثقافية والأدبية.