، وبأشكال شتى، وهو غير محصور في التطرف الديني وحده، بل يأخذ مناحي عديدة، اذا لم يقف العالم وقفة جادة تتجاوز القرار الاممي الاخير بتجفيف منابعه، بعد أن صوت مجلس الأمن الدولي، الخميس، بالإجماع، على مشروع قرار جديد حول منع تمويل الجماعات الإرهابية في سورية والعراق، بما في ذلك داعش وجبهة النصرة. نتمنى ان لا يكون المغزى الحقيقي للقرار الاممي تجفيف مصادر تمويل مجموعات داعش والنصرة، في تجارة النفط والتبرعات والفدية فقط، لان المستفيدين من تجارة النفط كلهم من العصابات الإرهابية، هم حلفاء للغرب او الروس، فالنظام السوري ودول إقليمية، وتحديدا تركيا، تستفيد من النفط الداعشي الرخيص الذي وصل في بعض الحالات 18-20 دولارا للبرميل. يجب ان يتطور القرار الأممي إلى إعلان حرب على الارهاب والتطرف، بعد الجريمة البشعة في الولاياتالمتحدة الاميركية، على يدي متطرف أميركي بمواصفات الداعشيين، قتل بدم بارد أردنيتين وشاب سوري، اضيفت إلى الجريمة النكراء التي تعرض لها الطيار الاردني الشهيد معاذ الكساسبة، كما صُدم العالم من الجريمة الاخرى التي ارتكبتها عصابات داعش باعدام 21 عاملا مصريا من الأقباط العاملين في مدينة سرت الليبية. كان القرار الاممي يحتاج إلى إضافة رمز الارهاب والتطرف في العالم، دولة الاستيطان والعنصرية، اسرائيل، التي افرجت الجمعة عن اصغر معتقلة في العالم، الطفلة ملاك ذات ال 14 عاما بعد اعتقال دام شهرين، لان بقاء تطرف دولة اسرائيل سوف ينتج كل يوم تطرفا آخر، وبأشكال عديدة، ومن دون حل عادل وشامل للصراع العربي الاسرائيلي، يضمن الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، فلن تتوقف العجلة عن انتاج حلقات أخرى من الارهاب. تسيطر قضية الحرب على عصابات داعش على تفكير العالم، والمؤتمر المنتظر عقده بعد ايام في واشنطن، من المتوقع ان يضع السيناريو الاخير للخلاص من عصابات داعش، ولا خلاص الا بالحرب الحقيقية على مواقع هذه العصابات على الارض، بعد ان دمرت طلعات نسور سلاح الجو، وطيران التحالف القوة المكشوفة لهذه العصابات، ولم يبق الا تطهير الارض السورية والعراقية منهم. الحرب على داعش هي حرب الجميع، وتغير خطاب الاصوات التي كانت تصدح بانها ليست حربنا، بعد جريمة قتل الطيار الكساسبة، لتؤكد اننا لسنا رأس الحربة في هذه الحرب، وهنا لا اختلاف على هذا الموقف، فنحن جزء من التحالف ضد عصابات داعش، وقادرون على تقديم الدعم اللوجستي كله للقوات التي تريد ان تواجه عصابات داعش على الارض، وهي مهمة الدولتين العراقية والسورية أولًا، ومهمة التحالف ثانيًا، ومهمة كل من يقف في وجه هذا التطرف في العالم ثالثًا. صحيح أن وجهات النظر حول الضربات العسكرية الأردنية التي توجه لداعش في سورية تلقى اجماعا اردنيا مؤيدا لكل خطوة تحاصر الإرهاب وتقتلعه من جذوره، لكن من دون اقحام جيشنا على الارض، وهناك اجماع على ان داعش عصابات ارهابية، لا بل جزء من الحركات المتطرفة التي انتجتها زعيمة الارهاب في المنطقة دولة اسرائيل، تستخدمها لزيادة التقسيم في المنطقة وادامة الصراعات. لنتحدث بالعقل أكثر، في مواجهة العجز في وقف شلال الدم في سورية، وانغلاق الافق في وجه اية تسوية فلسطينية اسرائيلية، وعقم المشروعات الاميركية في المنطقة، وفي مواجهة فلتان تطرف داعش والقوى الظلامية في المنطقة، والحرب المشتعلة في الانبار، والتقسيم الذي ينتظر اليمن، والانقسام العمودي في بنيان مجلس التعاون الخليجي، والارهاب الذي يضرب في مصر وازمة سيناء والسويس، والحرب في ليبيا، ولبنان المستعصي على حل الرئاسة، هل يوجد حل لاستعصاءات المنطقة والاقليم سوى حرب جديدة شاملة تقلع التطرف من جذوره، وتضع حدا للغطرسة الاسرائيلية. نقلا عن " العرب اليوم " الاردنية