توقع محسن عادل المحلل المالي أن تنعكس خطوة اعتماد الجنيه والروبل في التعامل التجاري بين روسيا ومصر، في تحقيق انتعاشة اقتصادية بين البلدين والقضاء على السوق السوداء للعملة في مصر. وأشار فى تصريح خاص لشبكة الإعلام العربية "محيط" الى إن التبادل التجاري بالروبل والجنيه يحل مشكلة العملة في مصر، إذ يعني توفير احتياجاتنا بالعملة المحلية بدلاً من الدولار في شراء الطاقة والقمح، خاصة أننا نستورد أكبر بكثير مما نصدر، مشيرًا إلى أن الصينوروسيا قاما بذلك الأمر وقال إن روسيا تستفيد أيضًا في كسر الحصار الغربي لها وتوجيه ضربة للدولار الأمريكي، كما أن تلك الخطوة تزيد عدد السائحين الروس لمصر والذين بلغ عددهم العام الماضي 3.3 مليون مواطن بعائد 1.98 مليار دولار. أضاف أن تلك الخطوة ستؤثر على ميزاني المدفوعات والخدمات، خصوصا أن روسيا حاليا تستورد منتجات غذائية من مصر والمغرب والأرجنتين بدلاً من الاتحاد الأوروبي الذي فرض عليها العقوبات بعد الأزمة الأوكرانية. اشار الي إن إيرادات السياحة المصرية تأثرت بالأوضاع في روسيا خصوصا أن سائحيها يمثلون 30% من الحركة الوافدة لمصر، مشيرا إلى أن الروس توقفوا عن الرحلات السياحة ويتجهون للادخار واقتناء الدولار أو الذهب أو السلع المعمرة لإعادة بيعها حال ارتفاع التضخم، فالاقتصاد الروسي يعتمد على صادرات البترول والسلاح والذهب والقمح مشيرا إلى أن السائحين الروس بلغوا 3 ملايين سائح من إجمالي 10 ملايين في عام 2014 الماضي، لافتًا إلى أن حركة السياحة الروسية انخفضت بنسبة كبيرة بسبب ضعف الروبل. وأضاف أن علاقات البلدين الاقتصادية تمتد لعدة قطاعات سياحة وصناعة وتجارة حيث شهد العام الماضي ارتفاع ملموس لقيمة الصادرات السلعية غير البترولية المصرية لروسيا بنسبة نمو 34% لتسجل 2.5 مليار جنيه مقارنة بمستويات عام 2013 كما ان هناك قفزة كبيرة في صادرات الحاصلات الزراعية التي زادت بنسبة 61% والصناعات الغذائية التي ارتفعت ايضا بنسبة 41%. وقال إن مصر تامل في زيادة حجم تعاملاتها مع روسيا الاتحادية ودول الجوار ايضا الي جانب استعادة زخم التدفق السياحي الروسي لمقاصد مصر الرئيسية بشرم الشيخ والغردقة ومرسي علم لمستويات ما قبل ثورة 25 يناير. وأكد أن حركة الصادرات المصرية لروسيا بوجه عام في ارتفاع مستمر رغم تاثر صادراتنا سلبا بارتفاع الدولار مقابل الروبل الروسي ، نظرا لارتباط سعر صرف الجنيه بالدولار، مشيرا الي ضرورة دراسة سبل التغلب علي هذه المشكلة التي تحد من تحقيق طفرة كبيرة في صادرات مصر لروسيا بما يتناسب مع امكانيات البلدين الضخمة. وقال إن السوق الروسية يمكنها ان توفر فرصة ضخمة لمضاعفة صادراتنا السلعية عموما وبعدة مرات حيث تتمتع بقوة شرائية كبيرة وحجم واردات ضخم.