كشف الدكتور مالك سلطان -الخبير الاقتصادي- عن التداعيات السلبية على الجنية المصرى جرّاء القرار المصري الروسي باستخدام الجنيه والروبل الروسي في المعاملات التجارية بين البلدين. قال سلطان عبر فيس بوك: التبادل بين مصر وروسيا بالجنية والروبل: هل هو ممكن؟ نعم، ولكن مصر تستورد من روسيا "قمح وحديد وغاز طبيعي" قيمته حوالي 4.1 مليارات دولار، ويأتى لها حوالى 3 ملايين سائح روسى سنويا، يدفعون حوالى 3 مليارات دولار، فيما تصدر مصر إلى روسيا ما قيمته حوالي 600 مليون دولار معظمها مزروعات خاصة البطاطس. فكيف يمكن تصور التبادل التجاري بالجنيه والروبل؟ وأضاف: البديل الأول: أن تدفع مصر ما تشتريه من روسيا بالجنيه 4.7 مليارات دولار قيمتهم حوالي 36 مليار جنيه مصر، روسيا تدفع ما تشتريه من مصر بالجنيه 600 مليون دولار، قيمتهم حوالي 5 مليارات جنيه، فيتبقى لدى روسيا 31 مليار جنيه. السائح الروسي الذي يأتي لمصر سيدفع ثمن رحلة الطيران والفندق وانفاقة بالجنيه، بمعنى في روسيا سوف يبيع له البنك الروسي جنيهًا مصريًا مقابل روبل، ينفق السائح الروسي حوالي 23 مليار جنيه في مصر.. حينها يتبقى لدى روسيا حوالي 8 مليارات جنيه مصري غير منفقين، إما يستخدمهم زيادة فى عدد السائحين الروس القادمين لمصر أو تستورد بهم روسيا منتجات مصرية. وتابع: لو تراكم لدى روسيا الجنيه المصري فقد تبيعهم في الخليج بسعر منخفض مما قد يضر الجنيه أو تتوقف عملية التبادل نتيجة تراكم الجنيه لدى روسيا. وعن التداعيات الأخرى أفاد الخبير الاقتصادي أن هذا الاتفاق سيؤدي إلى إنخفاض العائد الدولاري لمصر من الدولار، هل تقبل صناعة السياحة وشركات الطيران بذلك؟ والمصدر الروسي قطاع خاص.. هل يقبل؟. وأردف: البديل الثاني: مصر تقبل من السائح الروسي القادم لمصر روبل بدلا من الدولار، باعتبار الدولار يساوي 60 روبل، حينها ستقبل مصر 180 مليار روبل من الروس السائحين، فيما مصر تبيع منتجاتها لروسيا مقابل الروبل محققة حوالى 36 مليار روبل، بمعني أن المصدر المصري سيبيع الروبل للحكومة المصرية مقابل الجنيه أو الدولار"، وقتها سيكون مصر لديها 216 مليار روبل.. مصر تشتري وارداتها من روسيا مقابل 246 مليار روبل، مما يعنى أن مصر لديها عجز فى الروبل مقداره 30 مليار روبل، تحتاج مصر إلى أن تشتريهم من السوق العالمية، وهذا مفيد للروبل، أو تقرر روسيا شراء منتجات مصرية إضافية بهذا المبلغ.. ولكن العقبات: هل تقبل شركات السياحة بالروبل بدلا من الدولار؟ وتساءل الخبير الاقتصادي: لو التبادل التجاري بين مصر وروسيا مقتصر على الواردات والصادرات فقط فيستحيل تحقيق تبادل بين الروبل والجنيه، لكن لو دخلت السياحة الروسية القادمة لمصر فهناك يتحقق توازن، لكن تقريبا يتعادل الطرفان حين تدخل السياحة فهل التطبيق سهل؟ وأجاب: التطبيق معقد جدا في حالة الجنيه، لكن من مصلحة روسيا أن يصبح التبادل روبل، حينها يأتي السائح الروسي لمصر ويدفع بالروبل، ويخفف من الدولارات الخارجة من الاقتصاد الروسي، وقد يؤدي هذا لزيادة السياحة الواردة لمصر، لكن أن تقوم الحكومة المصرية بتجميع كل الروبل الذى سينفقه السائح في مصر، حتى تمول واردات مصر من روسيا، أمر معقد جدا، وقد تجد مصر نقصّا متزايدًا في الروبل يرغمها على شراء الروبل من السوق العالمية مقابل دفع دولار. وختم: التبادل التجاري بعيدًا عن الدولار يفترض توازن العلاقة بين بلدين؛ لأن لو هناك بلد تصدر لبلد آخر أكثر ما تسورد منها فحينها المصدر الأكبر سيتراكم لديه عملة لا يحتاجها، ولا سوق دولية لها، أو إذا كان هناك سوق دولية لها فبيعها في هذا السوق سيضر عملة البلد التي تشتري منه.