سيتسبب انخفاض الروبل الروسى أمام الدولار، فى خسائر كبيرة لقطاع السياحة المصرى، فى ظل تراجع الحركة الوافدة من هناك بنسبة بلغت نحو 50% خلال شهر ديسمبر، وبنفس النسبة لحجوزات يناير، تبعاً لما ذكره هشام زعزوع، وزير السياحة، فى تصريحات سابقة. وبلغت إيرادات السياحة بشكل عام نحو 1.9 مليار دولار خلال العام الماضى، وهى مرشحة لانخفاض حاد هذا العام، كون الروس أكثر السياح الوافدين لمصر. نسب الإشغال حاليا فى فنادق لا تتعدى ال40%، بسبب تراجع الكثير من حجوزات السياحة الروسية، تبعا لما ذكره إلهامى الزيات، رئيس الاتحاد المصرى للغرف السياحية. من جهة أخرى، تعتمد عملية التبادل التجارى بين مصر وروسيا على أسعار الدولار، باعتباره عملة التحويل الرئيسية بين الطرفين، وبالتالى تعتمد المكاسب والخسائر للاقتصاد المصرى بشكل عام، وللمصدرين بشكل خاص، على مدى انخفاض العملتين أمام الدولار، واتجاه أسعار السلع الروسية. وخسرت العملة الروسية 41%، من قيمتها أمام الدولار و34% أمام اليورو فى العام الماضى، بسبب العقوبات الاقتصادية الأوروبية المفروضة على موسكو، وتدهور أسعار النفط الذى يشكل أبرز مصدر لعائدات الدولة. ويرى أحمد شيحة، الرئيس السابق لمجلس الأعمال المصرى الروسى، أن انخفاض قيمة الروبل مقابل الدولار، سيُضعف من قيمته الشرائية، وبالتالى سيحدث تضخماً فى السوق الروسية قد يترتب عليه زيادة فى أسعار السلع، ما يعنى عدم استفادة مصر من التراجع، ولكن «تثبيت الأسعار فى السوق الروسية سيكون لصالحنا». تثبيت سعر السلعة، إجراء يتم الاتفاق عليه بين الطرفين حال ابرام تعاقدات طويلة الأجل، بحسب شيحه، وعليه «فإن استمرار الروبل فى التراجع سيحقق مكاسب للمُصدِّر الروسى، وإذا استمر الجنيه فى التراجع تذهب المكاسب للمُصدِّر المصرى». وبحسب بيانات البنك المركزى، بلغت قيمة الواردات المصرية من روسيا نحو 2.63 مليار دولار، خلال العام المالى السابق 2013/2014، بينما سجلت صادراتنا إلى هناك نحو 182.4 مليون دولار فى نفس العام.