حفاوة كبيرة ومراسم استقبال رسمية وشعبية، تشهدها مصر، استعدادا لزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التي تبدأ اليوم، وتستمر يومين، يلتقي فيها نظيره عبد الفتاح السيسي. وما بين لافتات ترحيب واحتفاء رسمي وإعلامي وعسكري بالزيارة، يصل ظهر اليوم بوتين إلى القاهرة، لمناقشة 8 ملفات رئيسية أبرزتها الصحف المصرية والروسية خلال اليومين الماضيين هي: الأوضاع في سوريا، وفي ليبيا، والتسوية الفلسطينية والإسرائيلية، ومكافحة الإرهاب، ومناقشة ملف الغاز، والتعاون النووي، والاستثماري، والعسكري الفني. وتشهد مراسم الاستقبال الرسمية، مشاركة عناصر رمزية من القوات المسلحة، التي تصطف فور هبوط طائرة بوتين بأرض المطار (شرقي القاهرة)، بحسب صحيفة الأخبار (المملوكة للدولة). وبحسب الجريدة، فإنه من المقرر أن يرافق طائرة الرئيس بوتين سرب من الطائرات الحربية المصرية فور دخوله الأجواء المصرية، وتصطحبه إلى مطار القاهرة (شرقي البلاد)، فضلا عن استقبال رسمي بقصر القبة الرئاسي (شرقي القاهرة) لاستعراض حرس الشرف. مصدر مسؤول، قال لصحيفة الوطن (خاصة)، إن "هناك حفاوة كبيرة من مصر فى استقبال بوتين، تشبه الحفاوة التي استقبلت بها روسيا السيسي فى زيارته الأخيرة". وبحسب رصد لمراسل الأناضول، فقد شهدت شوارع القاهرة الرئيسية، انتشار لافتات كبيرة، ترحب بزيارة بوتين للقاهرة. وتحمل اللافتات الإعلانية صورًا تجمع الرئيسين السيسي وبوتين تم التقاطها خلال الزيارة الأخيرة للرئيس المصري إلى روسيا فى أغسطس/ آب 2014، وتحمل عبارات ترحيب وحفاوة بالرئيس الروسي وتعلوها أعلام مصر وروسيا. كما شهد جسر "6 أكتوبر" الرابط بين شرق القاهرة ووسطها، وكورنيش النيل بوسط القاهرة، أعلاما متجاورة لمصر وروسيا. وعلى الصعيد الإعلامي، تصدرت زيارة بوتين، عناوين واهتمامات الصحف المصرية الصادرة صباح اليوم الإثنين، فنقلت جريدة الأهرام (المملوكة للدولة) حوارا مع بوتين، قال فيه إن لديهم "قدرات جبارة لدفع التعاون الروسي المصري لإحراز نتائج أفضل للبلدين"، فضلا عن "تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب"، و"تعظيم الجانب الاقتصادي بين البلدين". فيما اهتمت صحيفة الجمهورية (المملوكة للدولة) بالحوار الذي أجراه السيسي مع وكالة (إيتارتاس) الروسية، الذي قال فيه إن السمة المميزة للعلاقات المصرية الروسية أنها ظلت لفترة طويلة مستقرة. في الوقت الذي نقلت صحف محلية، أن التليفزيون المصري، سينقل مراسم استقبال بوتين، على الهواء مباشرة من مطار القاهرة الدولي (شرقي القاهرة). وعلى الصعيد الشعبي، يجهز عدد من الأحزاب السياسية مراسم استقبال لبوتين، عن طريق تنظيم تظاهرات احتفالية بالزيارة. وقال موسى مصطفى موسى رئيس حزب الغد (ليبرالي)، في تصريح له، إن "قيادات وأمناء الحزب بمختلف محافظات الجمهورية سيكونون في استقبال بوتين باعتباره أحد أهم قادة العالم الداعمين لمصر على كل المستويات". وتوافد صباح اليوم، على المطار، العشرات من المواطنين المصريين لاستقبال بوتين، رافعين الأعلام المصرية، وصور للسيسي وبوتين، بالإضافة الي بعض اللافتات باللغة الروسية والانجليزية للترحيب بالرئيس الروسي وبعض اللافتات المكتوب عليها "الشعب المصري يرحب بالرئيس بوتين" و"مرحبا بك في مصر"، بحسب ما رصده مراسل الاناضول. ومن المقرر أن يزور بوتين مساء اليوم مقر الأوبرا (وسط القاهرة)، ويلتقي نحو 60 شخصية مصرية، كما سيقوم أيضا غدا، بزيارة برج القاهرة (معلم سياحي وسط القاهرة) وقناة السويس الجديدة (شمال شرقي البلاد)، وعدد من المصانع ومنها مصنع الحديد والصلب بحلوان (جنوبي القاهرة)، إضافة إلى بعض المناطق الأثرية والسياحية. وتعد زيارة بوتين، هي الثانية له، والأولى لرئيس روسي إلى مصر منذ 10 سنوات، حيث كانت آخر زيارة له فى أبريل/ نيسان 2005، إبان حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك. ومنذ عزل الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي في 3 يوليو/ تموز 2013، شهدت العلاقات المصرية الروسية تقاربا ملحوظا، حيث شهد العام الماضي توقيع روسيا ومصر صفقة أسلحة بقيمة 3.5 مليار دولار أمريكي، وهى من الصفقات الأكبر على مدى أعوام كثيرة، والتي تتضمن المزيد من المروحيات المهمة لمصر، وذلك خلال زيارة قام بها السيسي إلى قاعدة سوشي الروسية، في أغسطس/ آب الماضي. وفي تصريحات سابقة للسيسي تعليقا على التقارب مع روسيا وما إذا كان مؤثرا على العلاقات المصرية الأمريكية، قال إن "علاقات بلاده مع الولاياتالمتحدةالأمريكية استراتيجية، ومهمة"، مضيفا: "مصر تدير علاقاتها بشكل متواز مع الجميع، ولا تتبع لا سياسة الاستقطاب ولا سياسة المحاور، والعلاقة مع روسيا ليست جديدة ولن تكون على حساب العلاقة مع الولاياتالمتحدة أو غيرها".