2 بيولوجيين وتوفى آخر.. أبرز المعلومات عن أبناء كريستيانو رونالدو وجورجينا    خماسي يتقاسم صدارة الهدافين.. تاريخ مواجهات الزمالك والمقاولون العرب قبل مباراة الدوري    الأمم المتحدة: أكثر من 100 طفل قضوا جوعا في غزة ودعوات عاجلة للتحرك    رئيس إسكان النواب: مستأجر الإيجار القديم مُلزم بدفع 250 جنيها بدءا من سبتمبر بقوة القانون    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على حي تل الهوا بمدينة غزة    ترامب يمدد الهدنة التجارية مع الصين لمدة 90 يوما    اليوم، إعلان نتيجة تنسيق المرحلة الثانية 2025 بالموقع الإلكتروني، اعرف الموعد    شاهد، كيف احتفى جنود إسرائيليون بقصف وقتل مدنيين فلسطينيين عزل في غزة (فيديو)    انخفاض أسعار الفراخ الأبيض في أسواق أسوان اليوم الثلاثاء 12 أغسطس 2025    فلكيًا.. موعد المولد النبوي الشريف 2025 في مصر و3 أيام إجازة رسمية للموظفين (تفاصيل)    نائبة وزيرة التضامن الاجتماعي تشهد إطلاق مبادرة "أمل جديد" للتمكين الاقتصادي    اليوم، إعلان النتيجة الرسمية لانتخابات مجلس الشيوخ والجدول الزمني لجولة الإعادة    نتيجة تنسيق المرحلة الثانية أدبي.. الموقع الرسمي بعد الاعتماد    الخارجية الروسية: نأمل في أن يساعد لقاء بوتين مع ترامب في تطبيع العلاقات    أنس الشريف وقريقع.. مما يخاف المحتل ؟    غارات واسعة النطاق في القطاع.. والأهداف الخفية بشأن خطة احتلال غزة (فيديو)    وسائل إعلام سورية: تحليق مروحي إسرائيلي في أجواء محافظة القنيطرة    سعر الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 12-8-2025 مع بداية التعاملات الصباحية    سعر الريال السعودي أمام الجنيه اليوم الثلاثاء 12 أغسطس 2025 قبل استهلال التعاملات    "كلمته".. إعلامي يكشف حقيقة رحيل الشناوي إلى بيراميدز    وليد صلاح الدين: أرحب بعودة وسام أبوعلي للأهلي.. ومصلحة النادي فوق الجميع    مبلغ ضخم، كم سيدفع الهلال السعودي لمهاجمه ميتروفيتش لفسخ عقده؟    «زيزو رقم 3».. وليد صلاح الدين يختار أفضل ثلاثة لاعبين في الجولة الأولى للدوري    بطل بدرجة مهندس، من هو هيثم سمير بطل السباقات الدولي ضحية نجل خفير أرضه؟ (صور)    مصرع شخص تحت عجلات القطار في أسوان    لتنشيط الاستثمار، انطلاق المهرجان الصيفي الأول لجمصة 2025 (فيديو وصور)    4 أبراج «في الحب زي المغناطيس».. يجذبون المعجبين بسهولة وأحلامهم تتحول لواقع    من شرفة بالدقي إلى الزواج بعد 30 عاما.. محمد سعيد محفوظ: لأول مرة أجد نفسي بطلا في قصة عاطفية    "كيس نسكافيه" يضع الشامي في ورطة بعد ترويجه لأغنيته الجديدة "بتهون"    24 صورة لنجوم الفن بالعرض الخاص ل"درويش" على السجادة الحمراء    بالصور.. أحدث جلسة تصوير ل آمال ماهر في الساحل الشمالي    مواقيت الصلاة في أسوان اليوم الثلاثاء 12أغسطس 2025    تحارب الألم والتيبس.. مشروبات صيفية مفيدة لمرضى التهاب المفاصل    خلاف جيرة يتحول إلى مأساة.. شاب ينهي حياة آخر طعنًا بكفر شكر    موعد مباراة سيراميكا كيلوباترا وزد بالدوري والقنوات الناقلة    حزب شعب مصر: توجيهات الرئيس بدعم الكوادر الشبابية الإعلامية يؤكد حرصه على مستقبل الإعلام    التحفظ على أموال وممتلكات البلوجر محمد عبدالعاطي    وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية يعقد اجتماعاً موسعاً لمتابعة الأداء وتحسين الخدمات الصحية    أبرزها الماء والقهوة.. مسببات حساسية لا تتوقعها    "بلومبرغ": البيت الأبيض يدرس 3 مرشحين رئيسيين لرئاسة الاحتياطي الفيدرالي    19 عامًا على رحيل أحمد مستجير «أبوالهندسة الوراثية»    أصالة تتوهج بالعلمين الجديدة خلال ساعتين ونصف من الغناء المتواصل    د. آلاء برانية تكتب: الوعى الزائف.. مخاطر الشائعات على الثقة بين الدولة والمجتمع المصري    محكمة الأسرة ببني سويف تقضي بخلع زوجة: «شتمني أمام زملائي في عملي»    رئيس «الخدمات البيطرية»: هذه خطط السيطرة علي تكاثر كلاب الشوارع    نجم الأهلي السابق: صفقات الزمالك الجديدة «فرز تاني».. وزيزو لا يستحق راتبه مع الأحمر    استغلي موسمه.. طريقة تصنيع عصير عنب طبيعي منعش وصحي في دقائق    «مشروب المقاهي الأكثر طلبًا».. حضري «الزبادي خلاط» في المنزل وتمتعي بمذاق منعش    انتشال سيارة سقطت بالترعة الإبراهيمية بطهطا.. وجهود للبحث عن مستقليها.. فيديو    كيفية شراء سيارة ملاكي من مزاد علني يوم 14 أغسطس    حدث بالفن | حقيقة لقاء محمد رمضان ولارا ترامب وجورجينا توافق على الزواج من رونالدو    أخبار 24 ساعة.. 271 ألفا و980 طالبا تقدموا برغباتهم على موقع التنسيق الإلكترونى    إطلاق منظومة التقاضى عن بعد فى القضايا الجنائية بمحكمة شرق الإسكندرية.. اليوم    أجمل عبارات تهنئة بالمولد النبوي الشريف للأهل والأصدقاء    أنا مريضة ينفع آخد فلوس من وراء أهلي؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    هل يشعر الموتى بالأحياء؟.. أمين الفتوى يجيب    محافظ الأقصر يبحث مع وفد الصحة رفع كفاءة الوحدات الصحية واستكمال المشروعات الطبية بالمحافظة    أمين الفتوى: الحلال ينير العقل ويبارك الحياة والحرام يفسد المعنى قبل المادة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ياسر رزق يكتب: أطول ‬مباحثات ‬قمة ‬في ‬التاريخ !‬
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 14 - 08 - 2014

على ‬أبواب ‬الفندق ‬الرئاسي ‬بمدينة ‬سوتشي ‬الروسية ‬على ‬شاطئ ‬البحر ‬الأسود، ‬وقف ‬الرئيس ‬فلاديمير ‬بوتين ‬يودع ‬ضيفه ‬الرئيس ‬عبد الفتاح ‬السيسي، ‬بعد ‬مباحثات ‬قمة ‬بدأت ‬في ‬الصباح، ‬وانتهت ‬مع ‬حلول ‬يوم ‬جديد.‬
شد ‬بوتين ‬على ‬يدي ‬السيسي ‬قائلا: ‬‮"‬نحن ‬معك.. ‬ندعم ‬كل ‬خطواتك .. ‬كنت ‬أعرف ‬بل ‬كنت ‬متأكداً ‬أنك ‬ستنجح ‬في ‬انتخابات ‬الرئاسة..‬أعلم ‬أن ‬شعبك ‬لديه ‬أمل ‬فيك، ‬وأنت ‬كما ‬سمعتك ‬وعرفتك ‬على ‬قدر ‬هذا ‬الأمل‮"‬.‬
تعانق ‬الرئيسان، ‬وغادر ‬بوتين ‬المكان.‬
كانت ‬الساعة ‬هى ‬الواحدة ‬من ‬صباح ‬الأربعاء.‬.‮12‬ ‬ساعة ‬كاملة ‬أمضاها ‬السيسي ‬مع ‬بوتين ‬في ‬مباحثات ‬قمة ‬لم ‬تنقطع، ‬في ‬البر ‬جلوسا ‬ومشيا، ‬وفي ‬الجو ‬على ‬متن ‬طائرة ‬هليكوبتر، ‬وفي ‬البحر ‬على ‬ظهر ‬الفرقاطة ‬‮"‬موسكو‮"‬.‬
نصف ‬زمن ‬زيارة ‬ال‮24‬ ‬ساعة ‬التي ‬قضاها ‬الرئيس ‬السيسي ‬في ‬سوتشي، ‬استغرقتها ‬القمة ‬المصرية ‬الروسية، ‬لتسجل ‬رقما ‬قياسيا ‬غير ‬مسبوق ‬كأطول ‬مباحثات ‬قمة ‬في ‬التاريخ!‬ الزيارة ‬الخاطفة ‬كان ‬لها ‬ما ‬وراءها، ‬والمباحثات ‬المطولة ‬لها ‬بالقطع ‬ما ‬بعدها.‬

الاحتفاء ‬الهائل ‬بالرئيس ‬السيسي، ‬كان ‬مصدر ‬شعور ‬بالسعادة ‬والزهو ‬لدى ‬رجال ‬الأمن ‬والحراسة ‬المصريين، ‬وكان ‬مثار ‬اهتمام ‬نظرائهم ‬الروس، ‬الذين ‬قالوا ‬لهم: ‬‮"‬لقد ‬صدرت ‬لنا ‬وللأجهزة ‬في ‬الرئاسة ‬الروسية ‬تعليمات ‬مباشرة ‬من ‬الرئيس ‬بوتين، ‬بأن ‬يتم ‬استقبال ‬الرئيس ‬السيسي ‬والترحيب ‬به، ‬بصورة ‬لم ‬يسبق ‬حدوثها ‬لأي ‬رئيس ‬يزور ‬روسيا ‬في ‬أى ‬عهد‮"‬.‬
وبالفعل ‬لم ‬تنقطع ‬مظاهر ‬الحفاوة ‬بالسيسي ‬منذ ‬دخول ‬طائرته ‬الأجواء ‬الروسية ‬فوق ‬مياه ‬البحر ‬الأسود، ‬وحتى ‬مغادرتها ‬لها ‬في ‬طريق ‬العودة ‬إلى ‬القاهرة ‬ظهر ‬أمس ‬الأول.‬
من ‬نوافذ ‬طائرة ‬الرئاسة ‬المصرية، ‬عرف ‬السيسي ‬ومرافقوه، ‬أنهم ‬بلغوا ‬المجال ‬الجوى ‬الروسي ‬، ‬حينما ‬شاهدوا ‬سربا ‬من ‬مقاتلات ‬‮"‬السوخوي‮"‬ ‬تحلق ‬على ‬جانبي ‬الطائرة، ‬ومن ‬فوقها ‬وأسفلها، ‬ترحيبا ‬بطائرة ‬الرئاسة ‬ومستقليها، ‬في ‬مشهد ‬لا ‬يذكر ‬الجيل ‬الحالي ‬من ‬الطيارين ‬الروس ‬مثيلا ‬له.‬
وعندما ‬حطت ‬طائرة ‬الرئيس ‬على ‬أرض ‬مطار ‬‮"‬سوتشى‮"‬، ‬كانت ‬الموسيقات ‬العسكرية ‬وحرس ‬الشرف ‬في ‬انتظار ‬السيسي ‬، ‬لأول ‬مرة ‬في ‬تقاليد ‬استقبال ‬رؤساء ‬الدول ‬بهذه ‬المدينة، ‬بينما ‬كان ‬على ‬رأس ‬المستقبلين ‬سيرجى ‬لافروف ‬وزير ‬الخارجية ‬الروسي ‬أحد ‬أهم ‬أركان ‬حكم ‬بوتين.‬
في ‬المطار.. ‬تفقد ‬السيسي ‬ولافروف ‬معرضا ‬لبعض ‬من ‬أحدث ‬مركبات ‬القتال ‬المدرعة ‬ومنظومات ‬الدفاع ‬الجوى ‬الروسية، ‬وكان ‬اختيار ‬هذه ‬النوعيات ‬له ‬مغزى ‬يعرفه ‬الروس ‬والمصريون.‬
ثم ‬اصطحب ‬لافروف ‬الرئيس ‬السيسي، ‬في ‬موكب ‬من ‬السيارات، ‬إلى ‬القرية ‬الأوليمبية ‬بسوتشي ‬التي ‬استضافت ‬دورة ‬الألعاب ‬الأوليمبية ‬الشتوية.‬
في ‬تمام ‬الواحدة ‬ظهرا.. ‬كان ‬بوتين ‬في ‬استقبال ‬السيسي، ‬عند ‬مدخل ‬القرية ‬الأوليمبية، ‬لم ‬يكن ‬الرئيس ‬الروسي ‬يرتدي ‬‮"رابطة ‬عنق ‬‮"‬ ‬، ‬في ‬إشارة ‬لأن ‬الزيارة ‬وبرنامجها ‬خارج ‬‮"‬البروتوكول‮"‬.‬
في ‬القرية ‬الأوليمبية.. ‬شرح ‬بوتين ‬لرئيس ‬مصر ‬، ‬المنشآت ‬التي ‬تم ‬تشييدها ‬بالقرية ‬لرياضات ‬الرماية ‬والتزحلق ‬على ‬الجليد ‬وهوكي ‬الانزلاق ‬وغيرها.‬
ثم ‬اصطحب ‬الرئيس ‬الروسي، ‬ضيفه ‬الكبير ‬إلى ‬غرفة ‬صالون ‬في ‬إحدى ‬القاعات، ‬في ‬جلسة ‬مباحثات ‬مغلقة ‬اقتصرت ‬عليهما.‬
بعدها.. ‬توجه ‬الرئيسان ‬إلى ‬ممشى ‬في ‬قلب ‬المدينة، ‬وتجولا ‬معاً ‬وسط ‬المارة ‬الذين ‬تجمعوا ‬حولهما ‬يلتقطون ‬الصور، ‬ويشيرون ‬بأيديهم ‬مرحبين ‬بالرئيس ‬السيسي.‬
ثم ‬اصطحب ‬بوتين ‬السيسي ‬إلى ‬مقهى ‬سياحي ‬في ‬الممشى ‬، ‬لاستكمال ‬الحديث ‬على ‬أكواب ‬الشاي.‬
عاد ‬بوتين ‬والسيسي ‬بعد ‬ذلك ‬إلى ‬القرية ‬الأوليمبية، ‬واستقلا ‬طائرة ‬هليكوبتر ‬إلى ‬مقر ‬الرئيس ‬الروسي ‬في ‬سوتشي، ‬وهناك ‬ركب ‬الرئيسان ‬سيارة ‬كهربائية ‬قادها ‬بوتين ‬بنفسه.‬
وترك ‬بوتين، ‬السيسي ‬بعض ‬الوقت، ‬ليبدل ‬ملابسه ‬في ‬غرفة ‬جانبية.‬
وهنا ‬تداعت ‬إلى ‬أذهان ‬بعض ‬رجال ‬الرئاسة ‬المصريين ‬، ‬ممن ‬عاصروا ‬زيارة ‬الرئيس ‬الأسبق ‬محمد ‬مرسى ‬إلى ‬سوتشى ‬، ‬ذكريات ‬تلك ‬الزيارة ‬الكارثية، ‬حينما ‬ألح ‬مرسى ‬على ‬أن ‬يلتقي ‬بوتين، ‬وجاء ‬إلى ‬هذه ‬الغرفة ‬بالذات، ‬وانتظر ‬ساعتين ‬فيها، ‬حتى ‬جاءه ‬الرئيس ‬الروسي، ‬وكان ‬أول ‬ما ‬طلبه ‬مرسى ‬أن ‬ترفع ‬جماعة ‬الإخوان ‬من ‬القائمة ‬الروسية ‬للمنظمات ‬الإرهابية، ‬ولم ‬يخف ‬بوتين ‬ضيقه ‬من ‬مرسى، ‬ولم ‬يقتصد ‬معاونو ‬بوتين ‬ووزراؤه ‬في ‬السخرية ‬في ‬تصريحاتهم ‬من ‬هذا ‬الرجل ‬الذي ‬لا ‬يرقى ‬بأي ‬حال ‬إلى ‬مستوى ‬بلد ‬كبير ‬بحجم ‬مصر.‬
في ‬المقر ‬الرئيسي ‬بسوتشي‬، ‬عقد ‬بوتين ‬والسيسي ‬جلسة ‬مباحثات ‬موسعة، ‬كانت ‬أقرب ‬ما ‬تكون ‬إلى ‬جلسة ‬مساءلة ‬أو ‬استجواب ‬من ‬جانب ‬الرئيس ‬الروسي ‬لوزرائه، ‬كل ‬في ‬اختصاصه، ‬عما ‬تم ‬إنجازه، ‬في ‬مجالات ‬التعاون ‬مع ‬مصر، ‬في ‬الزراعة، ‬والتجارة ‬والاستثمار، ‬والصناعة .
‬وطرح ‬بوتين ‬اقتراحا ‬بإقامة ‬مركز ‬لوجيستي ‬لمصر ‬في ‬روسيا ‬على ‬البحر ‬الأسود، ‬مثلما ‬رحب ‬بإقامة ‬منطقة ‬صناعية ‬روسية ‬في ‬مشروع ‬محور ‬قناة ‬السويس.‬
امتدت ‬المباحثات ‬على ‬مأدبة ‬غداء، ‬وتحدث ‬بوتين ‬عن ‬الوفر ‬الهائل ‬في ‬محصول ‬القمح ‬الروسي ‬الذي ‬يفيض ‬عن ‬الاحتياجات ‬الداخلية ‬بمقدار ‬خمسة ‬ملايين ‬طن، ‬وقال ‬إنه ‬يعلم ‬إن ‬مصر ‬هى ‬أكبر ‬مستورد ‬للقمح ‬في ‬العالم، ‬وإنه ‬مستعد ‬لتقديم ‬كل ‬هذه ‬الكمية ‬إلى ‬مصر، ‬لتأمين ‬كل ‬احتياجاتها.‬
إلى ‬الفرقاطة ‬‮"‬موسكو‮"‬، ‬الراسية ‬في ‬القاعدة ‬العسكرية ‬بسوتشي، ‬توجه ‬الرئيسان، ‬وهناك ‬جرى ‬استقبال ‬رسمي ‬لهما، ‬بحضور ‬قائد ‬الأسطول ‬الروسي ‬في ‬البحر ‬الأسود.‬
على ‬ظهر ‬الفرقاطة، ‬جرت ‬جلسة ‬جديدة ‬من ‬مباحثات ‬القمة، ‬تركزت ‬هذه ‬المرة ‬على ‬شق ‬التعاون ‬العسكري، ‬وهو ‬بالمناسبة، ‬وإن ‬خفت ‬وتيرته ‬في ‬بعض ‬العهود، ‬إلا ‬أنه ‬لم ‬ينقطع ‬أبداً ‬منذ ‬أول ‬صفقة ‬أسلحة ‬روسية ‬تلقتها ‬مصر ‬قبل ‬قرابة ‬‮60‬ ‬عاما ‬مضت!‬
ومثلما ‬جرى ‬مع ‬الوزراء ‬الروس ‬في ‬مباحثات ‬المقر ‬الرئاسي، ‬سأل ‬الرئيس ‬بوتين ‬كل ‬جنرال ‬روسي ‬في ‬اختصاصه ‬عما ‬تم ‬في ‬التعاون ‬العسكري ‬مع ‬مصر ‬في ‬مجالات ‬التسليح ‬والمنح ‬التدريبية ‬للمبعوثين ‬والتدريبات ‬العسكرية ‬المشتركة.‬
ودون ‬الخوض ‬في ‬تفاصيل.. ‬كانت ‬استجابة ‬الرئيس ‬بوتين ‬كاملة ‬لكل ‬مطالب ‬مصر.. ‬قائلا: ‬‮"إن ‬مصر ‬بلد ‬صديق ‬وكبير ‬، ‬ولها ‬وضعها ‬في ‬الشرق ‬الأوسط، ‬وقد ‬عادت ‬الآن ‬إلى ‬مكانها ‬ومكانتها‮"‬.‬
أكثر ‬من ‬ساعة، ‬استغرقتها ‬جلسة ‬المباحثات ‬على ‬ظهر ‬الفرقاطة ‬‮"‬موسكو‮"‬، ‬ثم ‬غادر ‬الرئيسان ‬القاعدة ‬العسكرية.‬
ودعا ‬بوتين ‬السيسي ‬لحضور ‬عرض ‬للرقص ‬على ‬الجليد، ‬ولفت ‬الأداء ‬الراقي ‬انتباه ‬الرئيس ‬السيسي، ‬فأوضح ‬له ‬بوتين ‬أن ‬المشاركين ‬في ‬العرض ‬هم ‬أبطال ‬عالم ‬سابقون ‬في ‬التزحلق ‬والرقص ‬الإيقاعي ‬على ‬الجليد، ‬وتتم ‬الاستعانة ‬بهم ‬في ‬العروض ‬الفنية، ‬بعد ‬فوزهم ‬بالبطولات ‬الأوليمبية ‬والعالمية.‬
يحين ‬وقت ‬العشاء.. ‬ويكسر ‬بوتين ‬مجددا ‬قواعد ‬البروتوكول، ‬ويقرر ‬بدلا ‬من ‬أن ‬يتناول ‬الطعام ‬مع ‬الرئيس ‬السيسي ‬في ‬أجواء ‬المقر ‬الرئاسي ‬الرسمية، ‬أن ‬يدعوه ‬إلى ‬مطعم ‬الأسماك ‬الشهير ‬بسوتشى ‬الذي ‬يعد ‬واحدا ‬من ‬أفخم ‬‮5‬ ‬مطاعم ‬في ‬العالم، ‬لتناول ‬عشاء ‬من ‬المأكولات ‬البحرية ‬التي ‬يشتهر ‬بها ‬البحر ‬الأسود.‬
وهناك ‬يكمل ‬الرئيسان ‬مباحثاتهما ‬على ‬العشاء ‬حتى ‬الواحدة ‬صباحا، ‬في ‬جلسة ‬منفردة، ‬لم ‬يحضرها ‬المترجم.‬
ويميل ‬أحد ‬أعضاء ‬الوفد ‬الروسي، ‬على ‬مسئول ‬مصري.. ‬مشيرا ‬إلى ‬الرئيسين ‬قائلا: ‬‮"هناك ‬أوجه ‬شبه ‬بين ‬الرجلين، ‬حتى ‬في ‬الهيئة ‬والقامة ‬وطريقة ‬المشي‮"‬.. ‬ثم ‬يضيف: ‬‮"‬أظن ‬أن ‬هناك ‬كيمياء ‬شخصية ‬وجدت ‬طريقها ‬بين ‬الرئيسين.
‬.فبوتين ‬يرى ‬في ‬السيسي ‬نفسه ‬حينما ‬تولى ‬رئاسة ‬روسيا ‬بعدما ‬شارفت ‬على ‬الانهيار ‬في ‬عهد ‬يلتسين.. ‬والسيسي ‬يرى ‬في ‬بوتين ‬نموذجاً ‬لقائد ‬استطاع ‬أن ‬ينتشل ‬بلاده ‬من ‬مصير ‬محتوم ‬وأن ‬ينهض ‬بها ‬لتعود ‬قوة ‬عظمى ‬من ‬جديد.‬
صباح ‬أول ‬أمس ‬الأربعاء.. ‬جاء ‬لافروف ‬وزير ‬الخارجية ‬الروسي ‬إلى ‬الفندق ‬الرئاسي ‬لاصطحاب ‬الرئيس ‬السيسي ‬ومرافقيه ‬إلى ‬مطار ‬سوتشى، ‬وهناك ‬جرت ‬مجددا ‬مراسم ‬رسمية ‬مصحوبة ‬بحرس ‬الشرف ‬الرئاسي ‬في ‬وداع ‬رئيس ‬مصر.‬
استقل ‬الرئيس ‬السيسي ‬طائرة ‬الرئاسة ‬عائدا ‬إلى ‬القاهرة، ‬حاملا ‬مشاعر ‬امتنان ‬لحفاوة ‬الاستقبال، ‬وقبلها ‬مشاعر ‬ارتياح ‬للنتائج ‬فوق ‬المتوقعة ‬التي ‬أسفرت ‬عنها ‬مباحثات ‬القمة، ‬وحاملا ‬معه ‬أيضا ‬هدية ‬ذات ‬مغزى ‬من ‬الرئيس ‬بوتين.‬
الهدية ‬تلقاها ‬السيسي ‬من ‬بوتين ‬عقب ‬مباحثات ‬الغداء ‬في ‬المقر ‬الرئاسي، ‬وهى ‬عبارة ‬عن ‬صورة ‬فوتوغرافية ‬فريدة ‬ليس ‬لها ‬نسخ ‬أخرى، ‬تجمع ‬بين ‬الزعيم ‬جمال ‬عبد الناصر، ‬والزعيم ‬السوفييتي ‬ميخائيل ‬خروشوف ‬في ‬مطلع ‬الستينيات.‬
لعل ‬بوتين ‬كان ‬يريد ‬أن ‬يقول ‬للسيسى ‬إن ‬علاقات ‬القاهرة ‬وموسكو ‬ستعود ‬إلى ‬ما ‬كانت ‬في ‬الستينيات، ‬أيام ‬بناء ‬السد ‬العالي ‬والتصنيع ‬الثقيل ‬والتسليح ‬غير ‬المشروط، ‬ولعله ‬كان ‬يريد ‬أن ‬يقول ‬إن ‬الصداقة ‬الوليدة ‬بيني ‬وبينك، ‬ستكون ‬كتلك ‬التي ‬جمعت ‬ناصر ‬وخروشوف.‬
لعله ‬يريد ‬أن ‬يقول ‬إن ‬روسيا ‬كانت ‬وستعود ‬صديقا ‬حقيقيا ‬لمصر، ‬لا ‬يملك ‬أجندات ‬خفية ‬ولا ‬خرائط ‬تقسيم، ‬يفتح ‬ذراعيه ‬لمصر، ‬ولا ‬يستدير ‬ليطعنها ‬بغدر!.‬.
على ‬أبواب ‬الفندق ‬الرئاسي ‬بمدينة ‬سوتشي ‬الروسية ‬على ‬شاطئ ‬البحر ‬الأسود، ‬وقف ‬الرئيس ‬فلاديمير ‬بوتين ‬يودع ‬ضيفه ‬الرئيس ‬عبد الفتاح ‬السيسي، ‬بعد ‬مباحثات ‬قمة ‬بدأت ‬في ‬الصباح، ‬وانتهت ‬مع ‬حلول ‬يوم ‬جديد.‬
شد ‬بوتين ‬على ‬يدي ‬السيسي ‬قائلا: ‬‮"‬نحن ‬معك.. ‬ندعم ‬كل ‬خطواتك .. ‬كنت ‬أعرف ‬بل ‬كنت ‬متأكداً ‬أنك ‬ستنجح ‬في ‬انتخابات ‬الرئاسة..‬أعلم ‬أن ‬شعبك ‬لديه ‬أمل ‬فيك، ‬وأنت ‬كما ‬سمعتك ‬وعرفتك ‬على ‬قدر ‬هذا ‬الأمل‮"‬.‬
تعانق ‬الرئيسان، ‬وغادر ‬بوتين ‬المكان.‬
كانت ‬الساعة ‬هى ‬الواحدة ‬من ‬صباح ‬الأربعاء.‬.‮12‬ ‬ساعة ‬كاملة ‬أمضاها ‬السيسي ‬مع ‬بوتين ‬في ‬مباحثات ‬قمة ‬لم ‬تنقطع، ‬في ‬البر ‬جلوسا ‬ومشيا، ‬وفي ‬الجو ‬على ‬متن ‬طائرة ‬هليكوبتر، ‬وفي ‬البحر ‬على ‬ظهر ‬الفرقاطة ‬‮"‬موسكو‮"‬.‬
نصف ‬زمن ‬زيارة ‬ال‮24‬ ‬ساعة ‬التي ‬قضاها ‬الرئيس ‬السيسي ‬في ‬سوتشي، ‬استغرقتها ‬القمة ‬المصرية ‬الروسية، ‬لتسجل ‬رقما ‬قياسيا ‬غير ‬مسبوق ‬كأطول ‬مباحثات ‬قمة ‬في ‬التاريخ!‬ الزيارة ‬الخاطفة ‬كان ‬لها ‬ما ‬وراءها، ‬والمباحثات ‬المطولة ‬لها ‬بالقطع ‬ما ‬بعدها.‬

الاحتفاء ‬الهائل ‬بالرئيس ‬السيسي، ‬كان ‬مصدر ‬شعور ‬بالسعادة ‬والزهو ‬لدى ‬رجال ‬الأمن ‬والحراسة ‬المصريين، ‬وكان ‬مثار ‬اهتمام ‬نظرائهم ‬الروس، ‬الذين ‬قالوا ‬لهم: ‬‮"‬لقد ‬صدرت ‬لنا ‬وللأجهزة ‬في ‬الرئاسة ‬الروسية ‬تعليمات ‬مباشرة ‬من ‬الرئيس ‬بوتين، ‬بأن ‬يتم ‬استقبال ‬الرئيس ‬السيسي ‬والترحيب ‬به، ‬بصورة ‬لم ‬يسبق ‬حدوثها ‬لأي ‬رئيس ‬يزور ‬روسيا ‬في ‬أى ‬عهد‮"‬.‬
وبالفعل ‬لم ‬تنقطع ‬مظاهر ‬الحفاوة ‬بالسيسي ‬منذ ‬دخول ‬طائرته ‬الأجواء ‬الروسية ‬فوق ‬مياه ‬البحر ‬الأسود، ‬وحتى ‬مغادرتها ‬لها ‬في ‬طريق ‬العودة ‬إلى ‬القاهرة ‬ظهر ‬أمس ‬الأول.‬
من ‬نوافذ ‬طائرة ‬الرئاسة ‬المصرية، ‬عرف ‬السيسي ‬ومرافقوه، ‬أنهم ‬بلغوا ‬المجال ‬الجوى ‬الروسي ‬، ‬حينما ‬شاهدوا ‬سربا ‬من ‬مقاتلات ‬‮"‬السوخوي‮"‬ ‬تحلق ‬على ‬جانبي ‬الطائرة، ‬ومن ‬فوقها ‬وأسفلها، ‬ترحيبا ‬بطائرة ‬الرئاسة ‬ومستقليها، ‬في ‬مشهد ‬لا ‬يذكر ‬الجيل ‬الحالي ‬من ‬الطيارين ‬الروس ‬مثيلا ‬له.‬
وعندما ‬حطت ‬طائرة ‬الرئيس ‬على ‬أرض ‬مطار ‬‮"‬سوتشى‮"‬، ‬كانت ‬الموسيقات ‬العسكرية ‬وحرس ‬الشرف ‬في ‬انتظار ‬السيسي ‬، ‬لأول ‬مرة ‬في ‬تقاليد ‬استقبال ‬رؤساء ‬الدول ‬بهذه ‬المدينة، ‬بينما ‬كان ‬على ‬رأس ‬المستقبلين ‬سيرجى ‬لافروف ‬وزير ‬الخارجية ‬الروسي ‬أحد ‬أهم ‬أركان ‬حكم ‬بوتين.‬
في ‬المطار.. ‬تفقد ‬السيسي ‬ولافروف ‬معرضا ‬لبعض ‬من ‬أحدث ‬مركبات ‬القتال ‬المدرعة ‬ومنظومات ‬الدفاع ‬الجوى ‬الروسية، ‬وكان ‬اختيار ‬هذه ‬النوعيات ‬له ‬مغزى ‬يعرفه ‬الروس ‬والمصريون.‬
ثم ‬اصطحب ‬لافروف ‬الرئيس ‬السيسي، ‬في ‬موكب ‬من ‬السيارات، ‬إلى ‬القرية ‬الأوليمبية ‬بسوتشي ‬التي ‬استضافت ‬دورة ‬الألعاب ‬الأوليمبية ‬الشتوية.‬
في ‬تمام ‬الواحدة ‬ظهرا.. ‬كان ‬بوتين ‬في ‬استقبال ‬السيسي، ‬عند ‬مدخل ‬القرية ‬الأوليمبية، ‬لم ‬يكن ‬الرئيس ‬الروسي ‬يرتدي ‬‮"رابطة ‬عنق ‬‮"‬ ‬، ‬في ‬إشارة ‬لأن ‬الزيارة ‬وبرنامجها ‬خارج ‬‮"‬البروتوكول‮"‬.‬
في ‬القرية ‬الأوليمبية.. ‬شرح ‬بوتين ‬لرئيس ‬مصر ‬، ‬المنشآت ‬التي ‬تم ‬تشييدها ‬بالقرية ‬لرياضات ‬الرماية ‬والتزحلق ‬على ‬الجليد ‬وهوكي ‬الانزلاق ‬وغيرها.‬
ثم ‬اصطحب ‬الرئيس ‬الروسي، ‬ضيفه ‬الكبير ‬إلى ‬غرفة ‬صالون ‬في ‬إحدى ‬القاعات، ‬في ‬جلسة ‬مباحثات ‬مغلقة ‬اقتصرت ‬عليهما.‬
بعدها.. ‬توجه ‬الرئيسان ‬إلى ‬ممشى ‬في ‬قلب ‬المدينة، ‬وتجولا ‬معاً ‬وسط ‬المارة ‬الذين ‬تجمعوا ‬حولهما ‬يلتقطون ‬الصور، ‬ويشيرون ‬بأيديهم ‬مرحبين ‬بالرئيس ‬السيسي.‬
ثم ‬اصطحب ‬بوتين ‬السيسي ‬إلى ‬مقهى ‬سياحي ‬في ‬الممشى ‬، ‬لاستكمال ‬الحديث ‬على ‬أكواب ‬الشاي.‬
عاد ‬بوتين ‬والسيسي ‬بعد ‬ذلك ‬إلى ‬القرية ‬الأوليمبية، ‬واستقلا ‬طائرة ‬هليكوبتر ‬إلى ‬مقر ‬الرئيس ‬الروسي ‬في ‬سوتشي، ‬وهناك ‬ركب ‬الرئيسان ‬سيارة ‬كهربائية ‬قادها ‬بوتين ‬بنفسه.‬
وترك ‬بوتين، ‬السيسي ‬بعض ‬الوقت، ‬ليبدل ‬ملابسه ‬في ‬غرفة ‬جانبية.‬
وهنا ‬تداعت ‬إلى ‬أذهان ‬بعض ‬رجال ‬الرئاسة ‬المصريين ‬، ‬ممن ‬عاصروا ‬زيارة ‬الرئيس ‬الأسبق ‬محمد ‬مرسى ‬إلى ‬سوتشى ‬، ‬ذكريات ‬تلك ‬الزيارة ‬الكارثية، ‬حينما ‬ألح ‬مرسى ‬على ‬أن ‬يلتقي ‬بوتين، ‬وجاء ‬إلى ‬هذه ‬الغرفة ‬بالذات، ‬وانتظر ‬ساعتين ‬فيها، ‬حتى ‬جاءه ‬الرئيس ‬الروسي، ‬وكان ‬أول ‬ما ‬طلبه ‬مرسى ‬أن ‬ترفع ‬جماعة ‬الإخوان ‬من ‬القائمة ‬الروسية ‬للمنظمات ‬الإرهابية، ‬ولم ‬يخف ‬بوتين ‬ضيقه ‬من ‬مرسى، ‬ولم ‬يقتصد ‬معاونو ‬بوتين ‬ووزراؤه ‬في ‬السخرية ‬في ‬تصريحاتهم ‬من ‬هذا ‬الرجل ‬الذي ‬لا ‬يرقى ‬بأي ‬حال ‬إلى ‬مستوى ‬بلد ‬كبير ‬بحجم ‬مصر.‬
في ‬المقر ‬الرئيسي ‬بسوتشي‬، ‬عقد ‬بوتين ‬والسيسي ‬جلسة ‬مباحثات ‬موسعة، ‬كانت ‬أقرب ‬ما ‬تكون ‬إلى ‬جلسة ‬مساءلة ‬أو ‬استجواب ‬من ‬جانب ‬الرئيس ‬الروسي ‬لوزرائه، ‬كل ‬في ‬اختصاصه، ‬عما ‬تم ‬إنجازه، ‬في ‬مجالات ‬التعاون ‬مع ‬مصر، ‬في ‬الزراعة، ‬والتجارة ‬والاستثمار، ‬والصناعة .
‬وطرح ‬بوتين ‬اقتراحا ‬بإقامة ‬مركز ‬لوجيستي ‬لمصر ‬في ‬روسيا ‬على ‬البحر ‬الأسود، ‬مثلما ‬رحب ‬بإقامة ‬منطقة ‬صناعية ‬روسية ‬في ‬مشروع ‬محور ‬قناة ‬السويس.‬
امتدت ‬المباحثات ‬على ‬مأدبة ‬غداء، ‬وتحدث ‬بوتين ‬عن ‬الوفر ‬الهائل ‬في ‬محصول ‬القمح ‬الروسي ‬الذي ‬يفيض ‬عن ‬الاحتياجات ‬الداخلية ‬بمقدار ‬خمسة ‬ملايين ‬طن، ‬وقال ‬إنه ‬يعلم ‬إن ‬مصر ‬هى ‬أكبر ‬مستورد ‬للقمح ‬في ‬العالم، ‬وإنه ‬مستعد ‬لتقديم ‬كل ‬هذه ‬الكمية ‬إلى ‬مصر، ‬لتأمين ‬كل ‬احتياجاتها.‬
إلى ‬الفرقاطة ‬‮"‬موسكو‮"‬، ‬الراسية ‬في ‬القاعدة ‬العسكرية ‬بسوتشي، ‬توجه ‬الرئيسان، ‬وهناك ‬جرى ‬استقبال ‬رسمي ‬لهما، ‬بحضور ‬قائد ‬الأسطول ‬الروسي ‬في ‬البحر ‬الأسود.‬
على ‬ظهر ‬الفرقاطة، ‬جرت ‬جلسة ‬جديدة ‬من ‬مباحثات ‬القمة، ‬تركزت ‬هذه ‬المرة ‬على ‬شق ‬التعاون ‬العسكري، ‬وهو ‬بالمناسبة، ‬وإن ‬خفت ‬وتيرته ‬في ‬بعض ‬العهود، ‬إلا ‬أنه ‬لم ‬ينقطع ‬أبداً ‬منذ ‬أول ‬صفقة ‬أسلحة ‬روسية ‬تلقتها ‬مصر ‬قبل ‬قرابة ‬‮60‬ ‬عاما ‬مضت!‬
ومثلما ‬جرى ‬مع ‬الوزراء ‬الروس ‬في ‬مباحثات ‬المقر ‬الرئاسي، ‬سأل ‬الرئيس ‬بوتين ‬كل ‬جنرال ‬روسي ‬في ‬اختصاصه ‬عما ‬تم ‬في ‬التعاون ‬العسكري ‬مع ‬مصر ‬في ‬مجالات ‬التسليح ‬والمنح ‬التدريبية ‬للمبعوثين ‬والتدريبات ‬العسكرية ‬المشتركة.‬
ودون ‬الخوض ‬في ‬تفاصيل.. ‬كانت ‬استجابة ‬الرئيس ‬بوتين ‬كاملة ‬لكل ‬مطالب ‬مصر.. ‬قائلا: ‬‮"إن ‬مصر ‬بلد ‬صديق ‬وكبير ‬، ‬ولها ‬وضعها ‬في ‬الشرق ‬الأوسط، ‬وقد ‬عادت ‬الآن ‬إلى ‬مكانها ‬ومكانتها‮"‬.‬
أكثر ‬من ‬ساعة، ‬استغرقتها ‬جلسة ‬المباحثات ‬على ‬ظهر ‬الفرقاطة ‬‮"‬موسكو‮"‬، ‬ثم ‬غادر ‬الرئيسان ‬القاعدة ‬العسكرية.‬
ودعا ‬بوتين ‬السيسي ‬لحضور ‬عرض ‬للرقص ‬على ‬الجليد، ‬ولفت ‬الأداء ‬الراقي ‬انتباه ‬الرئيس ‬السيسي، ‬فأوضح ‬له ‬بوتين ‬أن ‬المشاركين ‬في ‬العرض ‬هم ‬أبطال ‬عالم ‬سابقون ‬في ‬التزحلق ‬والرقص ‬الإيقاعي ‬على ‬الجليد، ‬وتتم ‬الاستعانة ‬بهم ‬في ‬العروض ‬الفنية، ‬بعد ‬فوزهم ‬بالبطولات ‬الأوليمبية ‬والعالمية.‬
يحين ‬وقت ‬العشاء.. ‬ويكسر ‬بوتين ‬مجددا ‬قواعد ‬البروتوكول، ‬ويقرر ‬بدلا ‬من ‬أن ‬يتناول ‬الطعام ‬مع ‬الرئيس ‬السيسي ‬في ‬أجواء ‬المقر ‬الرئاسي ‬الرسمية، ‬أن ‬يدعوه ‬إلى ‬مطعم ‬الأسماك ‬الشهير ‬بسوتشى ‬الذي ‬يعد ‬واحدا ‬من ‬أفخم ‬‮5‬ ‬مطاعم ‬في ‬العالم، ‬لتناول ‬عشاء ‬من ‬المأكولات ‬البحرية ‬التي ‬يشتهر ‬بها ‬البحر ‬الأسود.‬
وهناك ‬يكمل ‬الرئيسان ‬مباحثاتهما ‬على ‬العشاء ‬حتى ‬الواحدة ‬صباحا، ‬في ‬جلسة ‬منفردة، ‬لم ‬يحضرها ‬المترجم.‬
ويميل ‬أحد ‬أعضاء ‬الوفد ‬الروسي، ‬على ‬مسئول ‬مصري.. ‬مشيرا ‬إلى ‬الرئيسين ‬قائلا: ‬‮"هناك ‬أوجه ‬شبه ‬بين ‬الرجلين، ‬حتى ‬في ‬الهيئة ‬والقامة ‬وطريقة ‬المشي‮"‬.. ‬ثم ‬يضيف: ‬‮"‬أظن ‬أن ‬هناك ‬كيمياء ‬شخصية ‬وجدت ‬طريقها ‬بين ‬الرئيسين.
‬.فبوتين ‬يرى ‬في ‬السيسي ‬نفسه ‬حينما ‬تولى ‬رئاسة ‬روسيا ‬بعدما ‬شارفت ‬على ‬الانهيار ‬في ‬عهد ‬يلتسين.. ‬والسيسي ‬يرى ‬في ‬بوتين ‬نموذجاً ‬لقائد ‬استطاع ‬أن ‬ينتشل ‬بلاده ‬من ‬مصير ‬محتوم ‬وأن ‬ينهض ‬بها ‬لتعود ‬قوة ‬عظمى ‬من ‬جديد.‬
صباح ‬أول ‬أمس ‬الأربعاء.. ‬جاء ‬لافروف ‬وزير ‬الخارجية ‬الروسي ‬إلى ‬الفندق ‬الرئاسي ‬لاصطحاب ‬الرئيس ‬السيسي ‬ومرافقيه ‬إلى ‬مطار ‬سوتشى، ‬وهناك ‬جرت ‬مجددا ‬مراسم ‬رسمية ‬مصحوبة ‬بحرس ‬الشرف ‬الرئاسي ‬في ‬وداع ‬رئيس ‬مصر.‬
استقل ‬الرئيس ‬السيسي ‬طائرة ‬الرئاسة ‬عائدا ‬إلى ‬القاهرة، ‬حاملا ‬مشاعر ‬امتنان ‬لحفاوة ‬الاستقبال، ‬وقبلها ‬مشاعر ‬ارتياح ‬للنتائج ‬فوق ‬المتوقعة ‬التي ‬أسفرت ‬عنها ‬مباحثات ‬القمة، ‬وحاملا ‬معه ‬أيضا ‬هدية ‬ذات ‬مغزى ‬من ‬الرئيس ‬بوتين.‬
الهدية ‬تلقاها ‬السيسي ‬من ‬بوتين ‬عقب ‬مباحثات ‬الغداء ‬في ‬المقر ‬الرئاسي، ‬وهى ‬عبارة ‬عن ‬صورة ‬فوتوغرافية ‬فريدة ‬ليس ‬لها ‬نسخ ‬أخرى، ‬تجمع ‬بين ‬الزعيم ‬جمال ‬عبد الناصر، ‬والزعيم ‬السوفييتي ‬ميخائيل ‬خروشوف ‬في ‬مطلع ‬الستينيات.‬
لعل ‬بوتين ‬كان ‬يريد ‬أن ‬يقول ‬للسيسى ‬إن ‬علاقات ‬القاهرة ‬وموسكو ‬ستعود ‬إلى ‬ما ‬كانت ‬في ‬الستينيات، ‬أيام ‬بناء ‬السد ‬العالي ‬والتصنيع ‬الثقيل ‬والتسليح ‬غير ‬المشروط، ‬ولعله ‬كان ‬يريد ‬أن ‬يقول ‬إن ‬الصداقة ‬الوليدة ‬بيني ‬وبينك، ‬ستكون ‬كتلك ‬التي ‬جمعت ‬ناصر ‬وخروشوف.‬
لعله ‬يريد ‬أن ‬يقول ‬إن ‬روسيا ‬كانت ‬وستعود ‬صديقا ‬حقيقيا ‬لمصر، ‬لا ‬يملك ‬أجندات ‬خفية ‬ولا ‬خرائط ‬تقسيم، ‬يفتح ‬ذراعيه ‬لمصر، ‬ولا ‬يستدير ‬ليطعنها ‬بغدر!.‬.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.