واشنطن: أعرب وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس عن تفاؤله إزاء مسار الحرب في أفغانستان، إثر الكشف عن المراجعة التي أجراها البيت الأبيض حول الحرب في ذلك البلد. وقال "خلاصة الأمر أن التقدم العسكري الذي تحقق في أفغانستان منذ وصول التعزيزات الأمريكية الأخيرة، قد فاق التوقعات". وأعرب جيتس عن اعتقاده بإمكانية تحقيق ذلك الهدف ونقل المسئولية الأمنية إلى الشعب الأفغاني، غير أنه ربط ذلك بمستوى ما يتحقق على الأرض من مكاسب. وشدد جيتس على ضرورة التعاون الوثيق مع باكستان لتحقيق الهدف المنشود. وقال "اعتقد أن تعزيز علاقاتنا على المدى الطويل مع الباكستانيين سيكسبهم مزيدا من الثقة ورغبةًً قوية في اتخاذ إجراءات تخدم مصلحة البلدين". وتشير المراجعة الأمريكية إلى إمكانية البدء بسحب القوات الأمريكية تدريجيا من أفغانستان بحلول يوليو/تموز المقبل. وكان الرئيس أوباما قد أعرب عن تفاؤله بشأن الإستراتيجية الجديدة في أفغانستان. وقال أوباما الخميس إن الحرب في أفغانستان تسير كما هو مخطط لها، الا انه حذر من أن المكاسب التي تحققت بفضل استراتيجيته لزيادة عديد القوات الأمريكية في البلد المضطرب (هشة) ويمكن أن لا تدوم. وكشف أوباما عن التقييم الذي طال انتظاره للحرب في أفغانستان وقال إن التقدم يكفي للسماح للقوات الأمريكية بالبدء في "الانسحاب المسؤول" من ذلك البلد في تموز/ يوليو رغم انه من المرجح أن يكون حجم ذلك الانسحاب محدودا. وقال إن تنظيم القاعدة مختبئ وأصبح يجد صعوبة في تجنيد وتدريب العناصر والتخطيط لهجمات. الا انه نبه إلى أن هزيمة القاعدة ستستغرق وقتا، والتنظيم ما زال عدوا صلبا لا يعرف الرحمة ومصمما على مهاجمة بلادنا. وأكد أوباما أن الاستراتيجية الجديدة التي أعلنها قبل عام دفعت باكستان الى ادراك التهديد الذي تمثله الشبكات المتطرفة المنتشرة في مناطق الحدود الجبلية مع أفغانستان. وقال أوباما إن الولاياتالمتحدة ترحب بجهود باكستان ضد المتطرفين بما في ذلك العمليات الهجومية التي شنتها في مناطق القبائل الحدودية التي يغيب عنها القانون. واضاف: ولكن التقدم لم يكن سريعا بالدرجة الكافية، ولذلك سنواصل تاكيدنا للقادة الباكستانيين بوجوب التصدي للملاذات الامنة للارهابيين داخل الحدود الباكستانية. وجاء في المراجعة التي أعدها مجلس الأمن القومي على مدى شهرين، ان التقدم في افغانستان يتجلى في المكاسب التي حققتها القوات الافغانية والاجنبية ضد معاقل طالبان في قندهار وهلمند. الا أن المراجعة افتقرت إلى التفاصيل والأدلة الداعمة، ولم تشتمل على الانتقادات الموجهة إلى حكومتي باكستانوأفغانستان والتي ظهرت في الوثائق التي سربها موقع ويكيليكس خلال الاشهر الماضية. ورغم أن واشنطن تعهدت في المراجعة بالعمل مع أفغانستان لتحسين الحكم وخفض الفساد، الا انها لم تتطرق الى عمليات النصب والاحتيال التي تتم على مستوى البلاد بما في ذلك في حكومة الرئيس حميد كرزاي، والتي يرى العديد من المحليين انها تنتشر كالوباء في افغانستان. ومن جانبه ، رحب الامين العام لحلف شمال الاطلسي "ناتو" اندرس فوغ راسموسين بنشر الولاياتالمتحدة استراتيجيتها السنوية المتعلقة بكل من افغانستانوباكستان. وقال راسموسين في بيان له "ان الاستراتيجية التي تم اعتمادها بالنسبة لافغانستان اختيرت وفقا للقرارات التي اتخذها حلف ناتو وشركائه في القمة التي عقدت في العاصمة البرتغالية لشبونه نوفمبر الماضي". ولفت الى ان الاستعراض "اظهر مدى التطور الحاصل في افغانستان" مضيفا "ان استراتيجيتنا سليمة كما تتوافر لدينا الموارد الضرورية لانجازها لذا يتعين علينا توطيد هذه المكاسب لجعلها نهائية". وفي السياق ذاته بين راسمومسين "ان هذه المهمة صعبه للغاية الا اننا مصممون على انجازها وخلال السنوات القادمة سنواصل جهودنا لدعم الحكومة الافغانية وهي تحاول مد سلطاتها الى خارج البلاد اضافة الى استمرارنا في تدريب القوات الافغانية لجعلها قادرة على توفير الامن للشعب الافغاني". وقال "ان حلف ناتو يقوم بخلق ظروف تدريجية تمكن القوات الافغانية من استلام زمام الامن في البلاد بحلول نهاية عام 2014". اما فيما يتعلق بباكستان فذكر الامين العام لحلف "ناتو" "ان الحلف سيظل يعمل في باكستان التي تقوم بدور حاسم في احلال الاستقرار في المنطقة". وجاءت هذه المراجعة التي كشف عنها أوباما وإلى جانبه وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت جيتس، كتقرير ينقل صورة عن الحرب ولم يحمل تغييرا كبيرا في الاستراتيجية. وقد تزامنت المراجعة الأمريكية مع أسوأ عام لقوات التحالف في أفغانستان حيث بلغت حصيلة الضحايا في صفوفها بحسب آخر الإحصاءات 700 عسكري معظمهم من الأمريكيين.