بعد إعلان الجيش الليبي وعملية "فجر ليبيا" خلال اليومين الماضيين وقف إطلاق النار من أجل تسوية النزاع بالبلاد بشكل سلمي من خلال جلسات الحوار الوطني بين المتنازعين ، رحبت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا بإعلان وقف إطلاق النار الذي صدر عن أطراف الصراع الليبي، داعية جميع الأطراف إلى العمل معها على ضمان الالتزام بوقف إطلاق النار . يذكر أن عبد القادر الحويلي عضو المؤتمر الوطني العام الليبي "المنتهية ولايته" كان قد صرح أمس لوكالة انباء الشرق الاوسط ، بأن المؤتمر قرر في جلسته بمقر المؤتمر حضور جلسات الحوار الوطني بشرط انعقاده بالبلاد وأقترح مدينة غات لعقد الجلسات. وقالت البعثة الأممية لدى ليبيا في بيان لها ، إن إعلان وقف إطلاق النار من الأطراف الليبية المتصارعة إشارة مشجعة تساهم بشكل كبير في إيجاد بيئة مواتية لعملية الحوار الليبي الجارية ، والتي انتهت أولى جلساتها الخميس الماضي ، بمقر الأممالمتحدة في جنيف. وحثت الأطراف على ضمان تطبيق وقف إطلاق النار على الأرض وفي البحر والجو ، إضافة إلى حركة العناصر المسلحة والمركبات ، مشيرة إلى أن لجانا من الطرفين ستقوم بالتنسيق مع البعثة لمعالجة أية خروقات قد تحدث. وطالبت البعثة بوقف القتال لإنقاذ الأرواح الليبية ، ووقف الدمار وتمهيد الطريق للبحث بشكل سلمي عن حلول للأزمة السياسية والأمنية في ليبيا من خلال الحوار. وقالت في ختام بيانها إن من شأن الهدنة أن تمكن تدفق المساعدات الإنسانية إلى النازحين والمحتاجين في المناطق المتضررة ، كما ستشجع المنظمات الدولية على استئناف عملها بشكل كامل في البلاد . يشار إلى أن عمر حميدان المتحدث الرسمي باسم المؤتمر الوطني العام الليبي "المنتهية ولايته" أكد "أن التزام المؤتمر باهداف ثورة ال17 من فبراير والموافقة على الحوار الوطني . في السياق ذاته ، أعلنت القيادة العامة للجيش الليبي وقف إطلاق النار على كل الجبهات بدءا من منتصف ليلة الأحد - الاثنين في البر والبحر والجو ، وذكرت في بيان لها أن وقف إطلاق النار لا يشمل "عمليات ملاحقة الإرهابيين الذين لا يعترفون بحق الليبيين في بناء دولتهم الوطنية ولا يقرون الأسس الديمقراطية التي تقوم عليها الدولة". وأضاف البيان أن "عمليات الاستطلاع لمنع نقل السلاح والذخائر والأفراد برا وبحرا وجوا إلى المليشيات مستمرة". وأوضح الناطق باسم رئاسة الأركان، العقيد أحمد المسماري ، إن قرار القيادة العامة للجيش الوطني جاء لمواكبة ما يجري في جنيف احترامًا للمفاوضات القائمة خاصة مع الأطراف التي لا تؤيد الإرهاب ، التي أمرت بدورها بوقف إطلاق النار. وقد انطلقت الأربعاء الماضي في مقر الأممالمتحدة في جنيف أولى جلسات الحوار بين الأطراف الليبية التي قبلت التفاوض وتغيب أعضاء المؤتمر الوطني العام الليبي "المنتهية ولايته" عن حضور الجلسة الماضية . وقد تضاربت الأنباء حول إعلان قوات عملية "فجر ليبيا" الموافقة على وقف إطلاق النار بكافة المدن الليبية تلبية لدعوة المبعوث الأممي لدى ليبيا بارندنيو ليون وذلك لإعطاء فرصة لإنجاح الحوار الوطني، فقد صدر بيانان من قبل "عملية فجر ليبيا" متناقضين حول الموافقة على وقف إطلاق النار ، أحداهما صرح به أحمد هدية المسئول الإعلامي بدرع الوسط والآخر صادر من المكتب الإعلامي لقوات عملية فجر ليبيا. وصرح أحمد هدية بأن قادة عمليتي فجر ليبيا و الشروق وافقوا على وقف إطلاق النار شريطة التزام الطرف المقابل بذلك. قال الناطق باسم درع الوسطى الليبي ، إبراهيم هدية، " إن قوات عملية فجر ليبيا ليس لديها صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن بيانات العملية تبث عبر وسائل الإعلام المرئية فقط" ، وأضاف أنه لا توجد أي انشقاقات أو خلافات داخل «فجر ليبيا» أو «الشروق»، موضحًا وجود سوء تفاهم حول خروج بيان وقف إطلاق النار الذي أصدرته القوتان دون تنسيق جماعي ، لافتا أن تسرعه في إلقاء بيان وقف إطلاق النار جاء من أجل ليبيا ، ودعمًا للحوار الوطني .