"لقد جاء هذا الكتابُ في مقاصد العلوم اللغوية، مفتتحاً فنّاً من التصنيف يستوجب عليه صاحبهُ ثناءً آنفاً إلى ثناءٍ سالف؛ فما تسامعنا من قبلهِ بمصَنَّفٍ نَخْرَبَ هذه التلالَ المتراكمةَ من المصادر والنصوص، فاحصاً عن أمْرِ قُصودِها بأدواتٍ استدلاليةٍ رهيفةٍ، قادرةٍ على التحسسِ والاستشعارِ على بُعدٍ. ولقد جَمعتُ نَفسي لِقراءةِ الكتاب، فوجدتُهُ قد جَعَلَ من ثمراتِ عقول المتقدمين من أهلِ العلمِ بالعربية على مدار القرون موضوعاً للتأمل والنظر وتَغيَّا الكَشْفَ عن قُصودِهِمْ من التأليف والتصنيف ظاهِرِها والخبيءِ مستلهماً مقالات علماء الفقه والأصول، فاستفتحَ بذلكُم نَحْواً مِن التصنيفِ لا يَستوطِئُ مركَبَهُ إلا من كانَ مملوكَ الهمَّةِ صادقَ العزمَة صابراً نَفسَهُ على صراطٍ حَديدٍ وَعْرٍ، تشتبه فيه المسالك وتتشاجنُ فيهِ بُنيَّاتُ الطريق". هكذا كتب ا.د. سعد مصلوح أستاذ اللسانيات بجامعة الكويت في تقديمه للكتاب الجديد الذي ألفه د. خالد فهمي، أستاذ النقد الأدبي بجامعة المنوفية، والذي صدر عن دار "المقاصد" للنشر.