صدرت مُنذُ أيامٍ قليلة عن اتحاد الكتاب العرب في سوريا المجموعة القصصية "الرفَّا" للشاعر والناقد المصري ياسر عثمان، مُستَهَلَّةً بتقديم للباحث والناقد المغربي الدكتور محمد الداهي جاء فيه: " تندرج القصص التسع، التي تضمها هذه المجموعة القصصية، في إطار ما يصطلح عليه جون بيير أوبريت بالقصة-اللحظة، ويتعلق الأمر في هذا النوع من الحكي بإدراك ما هو حاسم في اللحظات نظرا لميسمها المثالي، أو عكس ذلك، نظرا لطابعها الإستثنائي. ففي الحالة الأولى يُتخذ موقف مفاجئ ينكشف فيه معنى الحياة بغتة، ويمكن في هذا الصدد، التحدث عن القيمة "العظيمة" للحظة، وفي الحالة الثانية تُدرك الشخوص بالتفاتة خاطفة وإضاءة مفاجئة تترك أشياء أخرى في الظل، إن الحاضر ثقيل من جراء ماض يشرحه ويعلله، والحالة هكذا، فإن مركز الثقل ينتقل من الكرنولوجي إلى النفسي، ويهتم القاص بتشعيب السرد على المستوى الأفقي "الإدارك والوعي" أكثر من اهتمامه ببَنْينَته على المستوى العمودي. تقع المجموعة في مئة وأربعٍ وثلاثين صفحةٍ تنهي بقراءة سريعة وامضة على صفحة الغلاف الأخير لها للباحث والناقد السوري الدكتور منذر عياشي أستاذ اللسانيات والنقد الحديث قال فيها أن عثمان " يستل قصصه من أجفان الواقع، ولكنَّه لا يمنع قلمه أن يحلق بعيداً على جناح الخيال ليقتنص المعاني النادرة، ثم إنه لينسج نصه بحرفيَّةٍ تذهب بالقارئ بعيداً عن المسْتَهلَكِ، والعادي، والمألوف. إحدى قصصه هي "الكلاب"، رمزيتها عالية، وإنسانيتها عميقة، وتقانتها محكمة. ولقد تجعلنا هذه القصة نقول: ليتنا نستطيع جميعاً أن نحسن " إدارة الصراع" مع الكلاب التي تحيط بنا!!! وأما الأخرى" رقصة العصا" فهي، بالإضافة إلى كونها قصة، إلا أنها تعلمنا أن للشعر طريقة أخرى يكتب بها، وأن المعرفة التي يمنحها عن العالم تجدد العالم وتجعله أكثر بهاءً وفتنةً وسحراً.