ندوة قضايا أدبية..ناقشت المجموعة القصصية "الرفا" للشاعر والقاص ياسر عثمان . القصة الأولي تحمل عنوان المجموعة وبها نوع من إيقاع السوناتا. وتتحدث عن شخصية الإنسان وفراسته ومعرفته لعمل الآخرين. والدلالة أن هناك الكثير من الثقوب والعيوب داخل حياتنا ونحن عاجزون عن سدها. وعلي القارئ أن يجمع بين المشاهد المتوازية ليتمكن من الوصول إلي مغزي النص. وهناك عبارة دالة توقفت أمامها " جربت فوجدت أن سن القلم أضيق كثيراً من ثقب إبرة الرفا" في قصة المبروك رؤية مختلفة. وتحمل قضية فكرية ثقافية. وفي قصة صور الهلالي سلامة نص مكتوب وآخر موازي علي المتلقي استرجاعه من الذاكرة. والمجموعة تحمل مقاومة الجهل والفقر وعدم المساواة في توزيع الثورات. أما قصة "الباذنجانة لم تنفجر بعد" فهي مختلفة تحمل هم المقاومة والوقوف في وجه المحتل. والكاتب لديه أسلوب رائع وسلاسة تبتعد عن المباشرة والقدرة علي البحث داخل النفس البشرية. ويؤكد الشاعر جمال عبدالعظيم علي تمكن القاص من إضفاء مسحة تحديثية علي لغة السرد من خلال الابتعاد عن النسق التقليدي للجملة. من الشخوص الهامة الشيخ طه في قصة الباذنجانة التي ترمز إلي جيل مقاوم يأبي أن يغادر الحياة إلا بعد أن يقول كلمة المقاومة. ويري القاص عبدالناصر العطيفي أن المجموعة تنبئ عن مبدع متمرس بأحوال القصة وتناغمها مع الفنون الأخري. ثمة مواقف إنسانية التقطها ببراعة من خلال السرد في اغلب القصص. وإن ترك لنفسه العنان في بعض الأحيان ليقع في منزلق الاستطراد. لكنه لم يخرج عن إطار القص. ويلحظ الناقد يسري جمعة أن المجموعة تناقش في بدايتها عنواناً مثيراً للذهن..نثار لم يشأ إلا أن ينفلت من زيف المدينة. ويركز السارد علي تكثيف المعني من خلال عناوينه معتمداً علي التضمين أحياناً. و مستقياً لحظاته الإبداعية من الواقع المعاش في صورة منطقية محاولاً إبراز التمكن من أدواته. وقالت القاصة مني ماهر إن الكاتب متمكن من التعبير عما يريد. لكنه يلجأ للزخرفة اللغوية كثيراً. ويطيل الجملة بشكل قد يجعل القارئ يستعيد قراءة الجملة ليستعيد المعني. أضاف الناقد حسين عبدالعظيم أن الكاتب لديه مهارة اصطياد المعاني الشاردة والأشياء المتروكة وتقديمها في صورة جذابة. وأجاد بعين الصقر تقديم شخصية الرفا التي لايلتفت إليها أحد. وخرج بها من حيز المحل الصغير الذي لا يكاد يزيد عن متر مربع إلي عوامل أكثر رحابة. والتوظيف السياسي وملامح البطل الذي علق عليه القاص السبيل إلي الخلاص. ويصف القاص باسم لويز لغة الكاتب بالجميلة والموحية من خلال الرمزية والسرد للأحداث. واستخدام المحسنات البديعية والربط بين المكان والزمان والتأثر بالموروث الديني والشعبي.