أصدرت دار الصدى للنشر كتابًا نقديًا جديدًا للناقد التونسي الدكتور عبد السلام المسدي بعنوان "فضاء التأويل"، وهو الكتاب المجاني مع دورية "دبي الثقافية" في عددها الأخير لشهر سبتمبر 2012. ويتكون الكتاب من استهلال، وخمسة فصول، هي: أفق الانتظار وضمير العاقل، والذات الثقافية وضمير المخاطب، والذات السياسية وضمير الجمع، والذات اللغوية وضمير المتكلم، والذات الجمالية وضمير الغائب. ويتناول المؤلف في كتابه تحليل الخطاب السياسي الذي ما انفك يستعصي على التصنيف لأن التأويل فيه "مطاطي". وتتشعب أدوات الرصد والتحليل كلما خفت علينا السلطة التي يكتسبها الخطاب، ومرد هذا الخفاء أن مفهوم السلطة يستحوذ عليه الحدث السياسي، فلا يخطر على بال الجمهور في الشائع من الأحوال أن يقيم اقتراناً بين اللغة وهي إبلاغ، واللغة وهي صانعة للفعل السياسي ومحققة لحيثيات إنتاجه، أما أن تتحول اللغة أحياناً فتمسي هي جوهر الحدث السياسي في ذاته ولذاته فهذا ما لا يستوعبه الوعي العام بيسر بعد لحظة الوعي الأولى بسلطة اللغة في مجال السياسة يكفينا أن نقف عند الكلام السياسي على أنه نص يحكي صدى عالم كامل من المعاني، ويكفينا أن نستل من السياق كل عبارة صنعت دهشتنا في برهة، ثم غمرنا سيل الأخبار وغطاها تعاقب الأحداث. يشار إلى ان المسدي يعمل أستاذًا للسانيات في الجامعة التونسية، وعضو مجامع اللغة العربية في تونس وطرابلس. حصل على جوائز: الدولة التقديرية بتونس، سلطان العويس من الإمارات، مؤسسة زكي يماني بمصر، ومؤسسة باشراحيل ببيروت. له العديد من المؤلفات، منها: التفكير اللساني في الحضارة العربية، قاموس اللسانيات، العولمة والعولمة المضادة، ونحو وعي ثقافي جديد. Comment *