أكد الدكتور محمد أحمد على مدير مركز التميز العلمي لبحوث الفيروسات بالمركز القومي للبحوث، أن عدم وجود استراتيجية واضحة لمواجهة فيروس أنفلونزا الطيور يعد من الأسباب الرئيسية لانتشار الفيروس في مصر منذ هجومه في فبراير 2006 وتوغله حتى أصبح وباءً مستوطناً. وأشار إلى أن المركز يعد الجهة الوحيدة التي تقوم برصد فيروس أنفلونزا الطيور ومتابعته لعزل السلالات الجديدة سنوياً، وتطوير اللقاح بما يتناسب مع التحور الجديد للفيروس، ويتم تسليمه لوزارة الزراعة، وفقاً لما ورد بوكالة "أنباء الشرق الأوسط". وقال علي، "إن تعدد أنواع اللقاحات التي يتم تطعيم الدواجن بها يساعد علي ظهور طفرات جديدة غير متوقعة في التركيب الوراثي للفيروس تجعله يقاوم اللقاحات بما يؤثر علي جهود مكافحته، لافتاً إلى أن غزو اللقاحات المستوردة والتي تبلغ 26 لقاحاً مصرح باستخدامهم بمصر يعد من المشاكل الرئيسية التي تواجه جهود مكافحة فيروس أنفلونزا الطيور حتى الآن". وأضاف أنه على الرغم من وجود لقاح مصري محلي الصنع أكثر فاعلية في مواجهة الفيروس يتميز بانخفاض تكلفته، إلا أنه لا يوجد خط إنتاج يكفي لطرحه بكميات ضخمة تغطي متطلبات مختلف محافظات وقرى ونجوع مصر، مطالباً الدولة ورجال الأعمال بضرورة الاستثمار في هذا المجال والبدء في إنشاء خط إنتاج للقاح للقضاء على المرض والحفاظ على الأرواح. وأوضح علي أن لقاح أنفلونزا الطيور، والذي قام فريق بحثي من المركز القومي للبحوث بتحضيره وتصنيعه اجتاز اختبارات التقييم بدرجة 95% مما يجعله أفضل من أي لقاح مستورد، مؤكداً أن اللقاح المصري لأنفلونزا الطيور هو الوحيد الآمن خلال الفترة الحالية لحماية الثروة الداجنة في مصر، حيث تم عزله من السلالة الموجودة في البيئة المصرية. وأشار إلى أن الفريق البحثي منذ عام 2007 نجح في تصنيع هذا اللقاح محلياً بالاعتماد على تكنولوجيا الهندسة الوراثية العكسية لعزل الفيروس، وتم إجراء اختبارات عديدة على السلالة للتأكد من تركيبها وقدرتها على تحفيز الجهاز المناعي للدواجن على إنتاج أجسام مضادة مناعية تقي الدواجن من الإصابة بالمرض. وكشف علي أن فيروس أنفلونزا الطيور موجود في مصر بشكل دوري، ويتم إجراء مسح شامل عليه وعند عزله يظهر في العينات المجمعة شهرياً، ويتم استخدام التقنيات العلمية الحديثة بالمركز للتعرف على خواصه وأي تغيرات تحدث عليه، إلا أن موسم الشتاء هو فترة الذروة لانتشار الفيروس والإصابه به. وشدد على أهمية تكاتف جهات الدولة لمواجهة هذا الفيروس والبدء في إطلاق حملات توعية موسعة لمختلف المحافظات بكيفية إجراء عمليات التطهير وتحصين الدواجن، مقترحاً أن يتولى كل طبيب بيطري في كل قرية تدريب 10 من شبابها على عمليات التطهير، وبذلك يتم انتشار الوعى لدى أهالي القرية والوصول إلى مكامن الخطر فيها إلى جانب توفير اللقاحات لتحصين الدواجن.