أعلنت وزيرة الدولة للبحث العلمي الدكتورة نادية زخاري أن مصر أصبحت تمتلك تكنولوجيا لتصنيع لقاحات أنفلونزا الطيور مع أى سلالة قد تظهر فى مصر أو تتحور. وأشارت إلى أن لقاح أنفلونزا الطيور والذى قام فريق بحثى من المركز القومي للبحوث بتحضيره وتصنيعه اجتاز اختبارات التقييم بدرجة 95% مما يجعله أفضل من أى لقاح مستورد. جاء ذلك فى المؤتمر الصحفي الذي عقده الثلاثاء الدكتور أشرف شعلان رئيس المركز القومي للبحوث للإعلان عن إنتاج أول لقاح مصري الصنع لمرض أنفلونزا الطيور والذي قام علماء المركز بتحضيره وتصنيعه, بحضور نخبة من الخبراء والباحثين والعلماء من بينهم الدكتورة فينيس كامل جودة وزيرة البحث العلمى السابقة , والدكتور على حبيش نقيب العلميين السابق والدكتور هانى الناظر رئيس المركز القومى للبحوث السابق. وقالت زخاري إن "هذا الإنجاز المصري الجديد يعد أمل كافة الباحثين والعلماء أن تطبق أبحاثهم على أرض الواقع ويتم تسويقها بما يحقق نهضة مستدامة في المجتمع", مشيرة إلى أنه تم إعادة تقييم صندوق الاستشارات التابع للوزارة والذى يضم نخبة من الخبراء والباحثين لتقديم المشورة العلمية, وإجراء الدراسات البحثية لكافة الوزارات والهيئات والجهات فى الدولة قبل البدء فى تنفيذ المشروعات. وأضافت الوزيرة أن هناك تغييراً جذرياً في استراتيجية الدولة بعد ثورة 25 يناير، حيث أصبحت تولى البحث العلمي أهمية خاصة, وبالرغم من الظروف التي تمر بها البلاد, تم زيادة ميزانية البحث العلمي للعام المالي الحالي إلى 3.5مليار جنيه ولفتت إلى أن مرشحي الرئاسة الحاليين وضعوا في برامجهم الانتخابية البحث العلمي على قائمة أولوياتهم, وذلك في إطار الإيمان بأهمية البحث العلمي وتطبيقاته خلال الفترة الحالية. ومن جانبه, أكد رئيس المركز القومي للبحوث الدكتور أشرف شعلان أن اللقاح المصري لأنفلونزا الطيور هو الوحيد الآمن خلال الفترة الحالية لحماية الثروة الداجنة في مصر, حيث تم عزله من السلالة الموجودة في البيئة المصرية. وقال أشرف شعلان إنه تم بالفعل طرح اللقاح في السوق باسم المركز بالتعاون مع "شركة ميفاك" والتي لديها القدرة على إنتاج هذا النوع من اللقاحات, مشيراً إلى أنه سيتم بيع الألف جرعة من اللقاح ب 305 جنيهات وهو سعر رخيص مقارنة بالسعر الذي يباع به اللقاح المستورد. وأضاف شعلان أنه تم التعاقد حديثاً مع معهد بحوث وإنتاج اللقاحات البيطرية والأمصال التابع لمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة لإنتاج هذا اللقاح ومن المقرر ان يتم خلال شهر طرح هذا اللقاح في الأسواق. وأوضح أن حاجة مصر من هذا اللقاح مليار و250 مليون جرعة لمكافحة هذا الفيروس، حيث تعد مصر من أولى الدولى في العالم في إعداد بؤر الإصابة بالفيروس في الدواجن, ومن حيث الإصابات البشرية بالفيروس, وعدد الوفيات. وأكد شعلان أن الطاقة الإنتاجية لمصنعى وزارة الزراعة والشركة الخاصة لإنتاج لقاح أنفلونزا الطيور هى نصف مليار جرعة فقط. وطالب بضرورة تعديل تشريعى يسمح للمراكز والمعاهد البحثية والجامعات بانشاء مصانع اومشاركة الشركات فى الارباح بنسبة محددة تستثمر فى الانفاق على الابحاث العلمية مما يحقق الاكتفاء الذاتى. من جهته, أكد الدكتور أسامة سليم رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية - خلال المؤتمر الصحفى - أن القضاء على فيروس انفلونزا الطيور نهائيا لن يتم الا بالاعتماء على الباحثين والعلماء المصريين. ولفت إلى أنه من بين الاسباب التى أدت الى توطين المرض فى مصر هو الاعتماد على استيراد اللقاحات المستوردة والتى تصل فاعليتها إلى 20 -30% فقط. وقال إنه تم وضع خطة للاعتماد والتعاون مع المركز القومى للبحوث لمكافحة الامراض الحيوانية حيث ان 60 فى المائة من الامراض الحيوانية المختلفة تنتقل الى الانسان،مطالبا كافة الجهات فى الدولة على التكاتف معا وتنفيذ البرامج الوقائية للقضاء على الامراض. وقد قام الدكتور محمد عبد العزيز القطقاط استاذ امراض الدواجن ورئيس شعبة البحوث البيطرية , والدكتور محمد احمد على استاذ الفيروسات ورئيس شعبة بحوث البيئة بالمركز القومى للبحوث بتقديم عرض للمجهود الذى بذله الفريق البحثى منذ عام 2007 لتصنيع هذا اللقاح بالاعتماد على تكنولوجيا الهندسة الوراثية العكسية لعزل الفيروس , واجراء اختبارات عديدة على السلالة للتأكد من تركيبها وقدرتها على تحفيز الجهاز المناعى للدواجن على انتاج اجسام مضادة مناعية تقى الدواجن من الاصابة بالمرض , واجتاز اللقاح اختبارات التقييم بدرجة 95% مما يجعله أفضل من اللقاح المستورد.