تسببت العاصفة الثلجية الأخيرة التي ضربت سوريا؛ بأضرار بالغة في مخيمات النازحين المتناثرة في أنحاء البلاد، وأجبرت المقيمين فيها من رجال ونساء وأطفال على مغادرتها، هائمين على وجوههم في القرى والبلدات المجاورة، يلتمسون من أهاليها مأوىً ودفءً مؤقتاً، إلى أن ترحل تلك العاصفة عن مخيماتهم وتتركها وشأنها. وذكرت وكالة "الأناضول" الإخبارية أن عدد كبير من الخيم التي يعتبرها النازحون أثمن ما يملكون، تطاير جراء العاصفة؛ بعد أن أجبرهم قصف النظام على ترك بيوتهم، فلم يملكوا إلا البكاء على أطلالها، في ظل انعدام المساعدات وغياب منظمات الإغاثة في هذا الوقت العصيب. ورصدت كاميرا "الأناضول"؛ مخيم "العطشان" للنازحين بأطمة في ريف إدلب، وقد اقتلعت العاصفة الكثير من خيمه، وحولت الأمطار الغزيرة المرافقة للعاصفة أرضه؛ إلى مستنقع أوحال بسبب وجوده على أرض زراعية، فيما عاد عدد من سكانه إلى المخيم لتفقد خيمهم؛ وقد بدا الأسى واضحاً على محياهم، ولسان حالهم يقول: " هربنا من قصف النظام فتبعتنا العاصفة ". وطالبَ رامي مصطفى الحميد نازح من ريف حماة بتزويدهم بالخيم القادرة على الصمود أمام العواصف، مشيراً إلى أن الأمطار الغزيرة التي هطلت؛ أجبرتهم على اللجوء إلى جيرانهم، والبقاء عندهم حتى تتحسن حالة الطقس، فيما نفى أي دعم يصل المخيم ليس الآن فحسب؛ بل منذ أكثر من شهرين. من جانبه أكد النازح من منطقة الغاب بريف حماه "طارق أحمد العجان"؛ أن الخيمة التي يسكنها مع عائلته؛ سقطت فوقهم جراء العاصفة، لافتاً إلى أن البرد القارس تسبب بمرض أبنائه، ولم يتمكن من أخذهم إلى المشفى؛ بسبب بعده وعدم وجود سيارات تذهب إلى هناك، في ظل الظروف الجوية القاسية. وأوضح النازح من ريف اللاذقية "ثائر مصطفى"؛ أن المياه غمرت أرضية خيمته، وأصبح من المستحيل معها السكن فيها، لافتاً إلى أنهم لا يملكون أي شيء يدرء عنهم برد الشتاء، فلا خيم ولا عوازل ولا وقود للتدفئة ولا أي شيء آخر. وتعاني مخيمات النزوح في الداخل السوري من ظروف صعبة للغاية، وانعدام الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية، وجاء فصل الشتاء ببرده وعواصفه؛ ليزيد من مأساوية الوضع فيها، في ظل غياب شبه تام للمنظمات الإغاثية. ويذكر أن الأطفال يشكلون النسبة الأكبر من ضحايا هذه المخيمات، حيث أصبحت الأمراض تلازم أجسادهم الغضة، إلى جانب قلة الغذاء والحرمان من التعليم.