تحتفل مدينة الأقصر التاريخية بصعيد مصر بليلة رأس السنة على خطى الأجداد من القدماء المصريين الذين عرفوا هذه الاحتفالات قبل آلاف السنين وأحيوها بالغناء والرقص. و أعدت الفنادق والمنشآت السياحية حفلات ساهرة لروادها تشارك فيها فرق الربابة والمزمار والفنون الشعبية وانتشرت أشجار الكريسماس في الفنادق والمطاعم السياحية. وتجرى احتفالات الأقصر بليلة رأس السنة والأعياد على مقربة من معابد ملوك وملكات الفراعنة التي عرفت احتفالات مماثلة بأعياد رأس السنة قبل خمسة آلاف عام،حيث كان قدماء المصريين يحرصون على إقامتها كل عام وسط مظاهر عظيمة واحتفالات صاخبة. وقالت الباحثة المصرية دعاء مهران لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) إن المصريين القدماء اهتموا بالتقويم وتعاقب فصول السنة التي أقاموا عليها مواعيد الزرع والحصاد. وكان رأس السنة عيدا عظيما في مصر القديمة يشارك فيه الجميع، ويؤدي فيه المهرجون والمغنون والراقصون فنونهم. وأشارت إلى أن الفراعنة اهتموا بالأعياد التي كانت مناسبة لديهم لإقامة أفراح عظيمة تغنى فيها أناشيد جماعية تنشدها السيدات النبيلات المشتركات في المواكب مع أصوات القيثارات وأغاني الغرام والأناشيد المصاحبة لحركات الرقص. وقالت مهران إنه في هذه الأعياد كان الكهنة يحملون تمثال معبودهم ويسيرون به في موكب مهيب يشارك فيه الجميع، ويؤدي فيه المهرجون والمغنون والراقصون فنونهم، كما كانت تقام في هذه الأعياد العروض المسرحية التي تصور أساطير معينة. ولفتت إلى أن الأهالي، وليس الكهنة، هم الذين يحتفلون بأعياد المعبودات الطيبة الصديقة والودودة، والمعبود "بس" هو أحد تلك المعبودات، وفي يوم عيده كان العمل في بناء الأهرام يتوقف كما يسير الأهالي في الشوارع وهم يرتدون أقنعة "بس" يتبعهم الراقصون وضاربو الدفوف. وأضافت أن أهالي المدينة كانوا يشاركون في الغناء من أسطح منازلهم، بينما الأطفال يحتفلون بجانب الراقصين وهم يغنون ويصفقون وكانت المدينة كلها تستمتع بالأعياد والمهرجانات. و من جانبه أمر محافظ الأقصر اللواء طارق سعد الدين برفع درجة الاستعداد بالمناطق الأثرية والسياحية كافة، والعمل على إظهار المدينة في صورة تتناسب ومكانتها في عيون زوارها من سياح العالم. وقال محافظ الأقصر في تصريح صحفي إن نسبة الإشغال في فنادق المدينة بلغت 34 % ، فيما استقبل مطار الأقصر خلال فترة الكريسماس والأيام الماضية 12650 سائحا وسائحة ، بجانب آلاف المصريين الذين وفدوا للاحتفال بالكريسماس ورأس السنة والأعياد وسط معالم المدينة الأثرية ، وعلى متن الفنادق العائمة في رحلاتها النيلية بين الأقصر وأسوان. وفرضت قوات الأمن إجراءات مشددة في محيط الكنائس والفنادق السياحية لتأمين احتفالات رأس السنة حيث شوهدت مدرعات للجيش في محيط الكنائس بجانب تعزيزات شرطية في محيط الفنادق والمزارات السياحية بجانب تسيير دوريات مشتركة من الشرطة وقوات الجيش في الشوارع والميادين فيما تمركزت قوات من الشرطة أمام المنشآت الحيوية مثل مبنى المحافظة ومديرية الأمن. وأكد اللواء حسام المناوي مدير أمن الأقصر استمرار حالة الطوارئ بين الأجهزة الشرطية بالمحافظة لتأمين الاحتفالات مع تشديد الرقابة الأمنية على مداخل المدينة ومخارجها والقيام بحملات موسعة لتمشيط الجزر النيلية والمناطق الجبلية المتاخمة للمزارات الأثرية والسياحية وتشديد التواجد الأمني في محيط مطار الأقصر الدولي والفنادق والمنتجعات السياحية وعلى الطرق السياحية ، كما تم تشكيل غرفة عمليات مشتركة بين شرطة السياحة والأثار.