قال الدكتور أحمد المبلغي رئيس جامعة الأديان والمذاهب بإيران، إن أدب الاختلاف في الإسلام أمر اهتم به الفقهاء عبر التاريخ ودونوا في ذلك الكثير من الكتب. وأضاف خلال حواره مع شبكة الإعلام العربية "محيط" على هامش مؤتمر الأزهر لمواجهة الإرهاب، أن العدل والإنسانية من تعاليمنا، فهي مفاهيم قرآنية تشكل المنهج الأساسي للحياة. وأشار إلى أن خصائص التعايش الإسلامي الطمأنينة ورفض الإرهاب والعنف، وأهم ما يوقف أسباب التعايش في المجتمع هي الطائفية والإرهاب الفكري. حول رأيه في داعش، ومقترحاته للقضاء على الإرهاب، وكيفية التقريب بين السنة والشيعة، وكيفية التصدي للاحتلال الإسرائيلي كان لنا الحوار التالي مع رئيس جامعة الأديان في إيران. والى نص الحوار: ما رأيكم في المؤتمر الدولي للإرهاب؟ المؤتمر فرصة تاريخية للتوحد وتصحيح الأوضاع بين جميع المذاهب، وعلى الكل أن يبتعد عن الخلاف بين المذاهب والقضاء على خطر التكفير لأنه يهدد الجميع. وكيف ترى الإرهابيين؟ يعتمدون على الجهل وتهميش الآخر، وينشرون المفاهيم المغلوطة التي يشوهون بها صورة الإسلام، وبذلك تحدث اضطرابات في المجتمع. ما مقترحاتكم للقضاء على الإرهاب؟ حتى يتم القضاء على الإرهاب لا بد من اجتماع أصحاب الأديان السماوية، وتكوين ميثاق هدفه الأساسي مواجهة الإرهاب، وإلا فسوف نخسر الكثير في مجتمعاتنا، وتسود الفوضى في البلاد. هل يمكن التقريب بين السنة والشيعة؟ بالفعل، يمكن العمل على ذلك، فالسنة والشيعة في العصور الأولى للإسلام كانوا متعاونين، والتقرب عندنا ليس له معنى إلا التعايش ولا نريد أن نكون بعيدين عن ذلك. هل الحوار بين السنة والشيعة كافٍ لنبذ الخلاف؟ نعم، علينا أن نبدأ بالحوار أولاً، ومبدأ التغافل ليس منطلقا للتعايش وإبقاء الاختلافات الفكرية في حيز الأفكار وعدم السماح للخلاف الفكري أمور ستنعكس على المجتمع الإسلامي وتشتته وتفرقه، فالتعايش الإسلامي إنساني. من المسؤول من وجهة نظرك عن التقريب بين السنة والشيعة؟ في رأيي المسؤول عن ذلك الجامعات والجمعيات والمراجع الكبيرة في دولتنا، والأزهر الشريف في مصر، وجامعة الزيتونة لها دور في ذلك. ما تعليقك على الأجانب الذين ينضمون لداعش؟ على المسلمين توحيد صفوفهم أولاً، حتى يتم القضاء على الأفكار المتطرفة لدى الشرق والغرب. وما رأيك في ادعاء تنظيم داعش للخلافة ؟ الخلافة في الإسلام تعني خلافة الله في الأرض وتعني رحمته تعالى وهداه، والعيش في طمأنينة على أرضه، أما هؤلاء الذين يدعون أنهم يدعون الخلافة ما هم إلا قتلة وإرهابيون يقتلون الأبرياء ولا يعرفون شيئا عن الإنسانية. لماذا لا يكون هناك تحالفا استراتيجيا بين السنة والشيعة للتصدي لإسرائيل؟ عقدنا مؤتمرات في إيران وهناك مؤتمرات يعقدها الأزهر، وكل هذا هدفه واحد هو القضاء على التطرف ونحن لا نمانع في وجود تحالف للتصدي لإسرائيل.