سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فى الجلسة الثالثة لمؤتمر الأزهر لمواجهة الإرهاب.. ممثل إيران:شيعة وسنة يستفيدون سياسيا من التطرف والمراكز الفقهية قادرة على التصدى للعنف..مفتى لبنان: نواجه نحن والمسيحيون عدوًا يرتكب جرائمه باسم ديننا
أشاد محمد على أبطحى، رئيس مجمع حوار الأديان السماوية بإيران، باهتمام الأزهر الشريف بعقد مؤتمر مواجهة الإرهاب، خصوصًا فى الظروف التى نمر بها، ووصفه ب"الصوت الأعلى الذى يقول إن الإرهاب ليس من الإسلام". وأشار، خلال فعاليات الجلسة الثالثة والأخيرة فى فعاليات اليوم الأول لمؤتمر الأزهر لمواجهة الإرهاب، أن التطرف والإرهاب لا ينبغى أن ينسبا للإسلام، معتبرا أن المراكز الفقهية والدينية قادرة على التصدى لظاهرة العنف والحيلولة دون انتشارها. وقال "للأسف ازداد الإرهاب الذى يرتكب باسم الدين فى الآونة الأخيرة، واقتنع العالم بأن الإسلام يدعو الى التطرف، لذا وجب علينا أن نعرف العالم أجمع أن علماء الأمة الحقيقيين يعارضون هذه الأفكار المتطرفة، مع إنقاذ الذين يقتنعون أنهم بهذه الأعمال يقومون بالجهاد وأنهم إذا ماتوا يذهبون إلى الجنة مباشرة". وأضاف أننا نؤمن أن مبدأ التصدى للعنف هو أمر مشترك بين المذاهب، وأنه لا يجب أن يوظف الإرهاب من السنة ضد الشيعة أو من الشيعة ضد السنة، مشيرا إلى أن المتطرفين من الجانبين يستغلون الدين لتحقيق أهداف سياسية. وقال "المخيف هنا أن تصبح هذه اللقاءات مكانا للخلافات والانقسامات بأن يرمى كل منا السبب على الآخر، حينها سيصبح مكاننا هنا مكانا للإرهاب مرة أخرى بدل مواجهته"، وأوضح أن هناك شيعة متطرفين لا يألون جهدا فى تهجير أهل السنة، وأن المتطرفين الشيعة والسنة يستفيدون سياسيا من هذا التطرف. فيما قال الشيخ عبد اللطيف الدريان، مفتى لبنان، "ما يتعرض له المسلمون والمسيحيون على حد سواء يتعارض مع هذه المبادئ السامية، التى يقرها الإسلام، فنحن معا نواجه عدوا مشتركا، يرتكب جرائمه باسم ديننا الحنيف، الذى هو دين رحمة وسلام للبشرية جميعا". وأضاف، خلال ترؤسه للجلسة، أننا عشنا معا سنة وشيعة تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، عشنا كمسلمين ومسيحيين تحت راية، مشيرا إلى أن القوى الظلامية، التى وفدت على الدول هى قوى ضالة وغضوب علينا وجاءت بأفكار خارجية غريبة علينا. وقال: "ليكن اجتماعنا فى رحاب الأزهر الشريف ردا إسلاميا مسيحيا وردا إنسانيا شاملا يقطع دابر الفتنة، التى يحيكها الظلاميون استجابة لتعليمات خارجية تهدف لضرب أوطاننا ومجتمعاتنا، وعلينا أن نجتمع على العيش فى إطار مفهوم المواطنة، المسيحيون والمسلمون هم فى الواجبات والحقوق سواء فى إطار دولة المواطنة بلا تفرق ولا تمييز، فالكل مواطنون". وأشار إلى أن الاختلاف بين العقيدة الإسلامية والمسيحية يبقى محددا بين اتباع كل دين وأتباع كل طائفة، وأنه علينا أن نعيش فى وطن واحد ضمن هذه الأفكار والثقافات المتنوعة والمتعددة، وأن نحول هذه التنوع إلى مصدر ثراء وغنى، لا مصدر تناحر وتقاتل مضيفا أن العلاقات الإسلامية المسيحية مبنية على المودة والاحترام، وأنها علاقة أسرية. وقال: "أعرب عن تقديرى وشكرى للأزهر الشريف، الذى أفتخر بأننى نهلت العلم أنا ومعظم علماء لبنان من رحابه، بل بالمبادرات التى اتخذها قبل ذلك وتتمثل فى الوثائق الرائدة، التى أصدرها الأزهر الشريف، وهى تمثل نبراسا للمسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها". من جانبه قال الشيخ أحمد المبلغى، رئيس جامعة المذاهب الإسلامية بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، إن أدب الاختلاف فى الإسلام رغم اهتمام الفقهاء به عبر التاريخ، ولكن بصورة فردية، مضيفا أنه علينا أن تكون لنا نظرية حول ذلك. وأشار إلى أن الإسلام قائم على إبقاء الاختلافات الفكرية فى حيز الأفكار وعدم السماح للخلاف الفكرى بالانعكاس على المجتمع وتفريقه، وأنه قائم أيضا على التعايش الإسلامى الإسانى لا على التعايش القائم على المذهب الواحد. وأضاف أن من خصائص التعايش الإسلامى أنه قائم على الطمأنينة ورفض الإرهاب والعنف، من أهم مايوقف أسباب التعايش فى المجتمع هى الطائفية والإرهاب الفكرى، الذى يستحيل معه العيش ويتنافى، ومن أهم المبادئ التعايش الإسلامى قيامه على مبادئ الاختلاف والتنوع. ومن جانبه، أشار الدكتور محمد السماك أمين عام لجنة الحوار الإسلامى المسيحى، إلى أن القضية اليوم ليست قضية الحقوق فقط، بل هى كيف نعيد معا بناء مجتمعاتنا وأوطاننا ووقف عملية تمزيق هذه المجتمعات وإسقاط هذه الدول. وقال "هذا الأمر سبق أن طرحناه فى مؤتمر بفيينا برعاية مؤسسة الملك عبدالله للحوار بين الثقافات، واتفق المشتركون فيه على إيجاد صيغة وجودية بين المسلمين والمسيحيين، فنحن ندرك أن مستقبلنا معا، ولكن المسيحيين يريدون أن تعلن هذا الموقف مرجعيات إسلامية كبرى وأن يأتى الإعلان مستندا للشريعة الإسلامية بصوت عادل، واليوم فى رحاب الأزهر الشريف فإن هذا الصوت ارتفع فعلا على لسان الدكتور أحمد الطيب، وحينما يكون للأزهر موقف فلا كلام بعده، لأنه هو المرجعية الإسلامية". وأكد أن ثلث مسلمى العالم، "أى نحو 550 مليون إنسان" يعيشون فى دول ومجتمعات غير إسلامية، مضيفا: أى مصير سيواجه هؤلاء إذا تكرست الصورة بأن الإسلام لا يتعايش مع الآخر. وقال " نحن نقول إن الشرق لا يكون إلا بمسلميه ومسيحييه معا، ونحن إذ نقول ذلك لا نقول شعرا، بل ندافع عن مجتمعاتنا وعن أوطاننا وعن ديننا. وتساءل كيف نتصدى معا للتطرف والإرهاب للتعايش معا؟ مجيبا أننا فى رحاب الأزهر الشريف لا نحتاج إلى إعادة الاكتشاف، لأنه وضع وثائق حول المواطنة والتعايش، تشكل أسسا للتعايش والمواطنة.